أكد وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم يحيى راصع أن وزارة الصحة وضعت إمكاناتها وكافة المستشفيات الحكومية لخدمة المعتصمين والمحتجين سواء من المؤيدين أم المعارضين. وقال الوزير راصع في مؤتمر صحفي عقده أمس بصنعاء :« إن الوزارة تعمل بمهنية عالية في أداء واجبها الإنساني والأخلاقي وتقدم الخدمات الطبية لجميع فئات الشعب دون أي اعتبار سياسي» ..مبيناً أن هناك توجيهات عليا لمعالجة جميع المرضى المصابين وتقديم العلاج لهم مجاناً على نفقة الدولة. وأوضح أن الوزارة عملت على تجهيز غرف عمليات في المستشفيات الحكومية لاستقبال الحالات المصابة من المعتصمين وتم استقبال حالات في مستشفى الكويت والجمهوري, فضلاً عن قيامها بإرسال معدات ومستلزمات طبية وعلاجات إلى المستشفى الميداني في ساحة الاعتصام. وقال :” كما أرسلت وزارة الصحة سيارتين إسعاف للدخول إلى المستشفى الميداني ودخلت سيارة إسعاف بينما حاول المعتصمون إحراق سيارة .. مبيناً أن الوزارة ناشدت في بيان أصدرته يوم الجمعة ونشرته وسائل الإعلام المعصمين بالسماح لها بالدخول إلى المستشفى الميداني والقيام بواجبها في هذا الجانب، فضلاً عن كون الوزارة على اتصال مستمر مع مسئول المستشفى الميداني الدكتور/عبدالله دحان. ولفت إلى أن الوزارة تلقت طلباً بنقل سيارات الإسعاف لجثامين الشهداء, وتم توجيه مدير عام الطوراىء بالتحرك ونقل الشهداء أمس إلى الأماكن التي يريدها أهلهم.. وفنّد وزير الصحة ما تردد من مزاعم وادعاءات لا أساس لها من الصحة أن المستشفيات الحكومية رفضت استقبال الحالات المصابة وكذا ما تردد من إشاعات مغرضة بأن من سيأتي إلى المستشفيات الحكومة سيتم اعتقاله.. مؤكداً أن الوزارة تعمل وفقاً لواجبها الإنساني وباعتبارها مسؤولة عن جميع المرضى ولن تسمح لأحد أن يتم القبض عليه أو يتم استجوابه وهو يخضع للعلاج وواجبها تقديم العناية الكاملة للمرضى. وفي حين أعرب الوزير راصع عن إدانة وزارة الصحة الشديدة للحادث الإجرامي في حي الجامعة الذي أدمى قلوب اليمنيين, طالب السلطات القضائية بسرعة تقديم الجناة لمحاكمة علنية لينالوا جزاءهم الرادع والعادل. وبشأن عدد الشهداء والجرحى أوضح أن آخر إحصائية تسلمتها وزارة الصحة من النائب العام مساء أمس السبت أوضحت أن عدد الشهداء بلغوا 44 شهيداً منهم 41 شهيداً في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا و3 في مستشفى آزال. وقال: “ووفقاً لتلك الإحصائيات وللأرقام التي حصلت عليها الوزارة من المستشفيات, فإن عدد المصابين بلغ 183 شخصاً منهم 95 في مستشفى جامعة العلوم من بينها 12 حالة في العناية المركزة بينها ست حالات حرجة جداً في حالة “موت سريري” فضلاً عن 36 حالة أسعفت إلى المستشفى الجمهوري وتم علاجها وخرجت جميعها، و27 حالة تم إسعافها إلى مستشفى آزال توفي منها ثلاث حالات، وكذا 11 مصاباً تم إسعافهم إلى المستشفى الأهلي”.. وأضاف: “كما تم إسعاف تسع حالات إلى مستشفى الكويت وتم علاجها وخروجها جميعاً, وثلاث حالات أسعفت إلى مستشفى القاهرة خرجت منها حالتان ولم يتبق سوى حالة واحدة بالمستشفى، بالإضافة إلى حالتين إحداهما أسعفت إلى المنار والأخرى إلى السعودي الألماني وتعالجتا وخرجتا من المستشفيين”. وحول الإحصائية الخاصة بعدد الشهداء وتضارب بعض الأرقام مع ما نشرته بعض وسائل الإعلام, قال وزير الصحة : “إن بعض المستشفيات امتنعت عن إرسال الأرقام إلى وزارة الصحة, وهذه الإحصائية التي نعلنها حصلنا عليها من النائب العام بعد فحص أطباء شرعيين جثامين الشهداء ومازالت هناك أسماء لبعض الجثث مجهولة”. وحول الشكاوى في النقص الحاد للعلاج في المستشفى الميداني أفاد وزير الصحة العامة والسكان أن الوزارة أرسلت 65 اسطوانة أوكسجين، وكذا أدوية ومستلزمات طبية تم إرسالها إلى المستشفى الميداني في ساحة جامعة صنعاء. واستهجن الدكتور راصع ما تردد من إشاعات عن توزيع أدوية منتهية وغير ذلك من المزاعم المغرضة. وقال: “تلك ادعاءات غير صحيحة مطلقاً، فقد زودنا المستشفى الميداني بأدوية حسب القوائم التي طلبوها والتي تشمل أدوية خاصة بالطوراىء وغيرها ولدينا قائمة بتفاصيل هذه الأدوية وبإمكان وسائل الإعلام الحصول عليها، ولا نريد مزايدات سياسية في هذا الجانب”. وأهاب وزير الصحة العامة والسكان بجميع العاملين في الحقل الطبي تأدية واجبهم ومسؤولياتهم بمهنية عالية لجميع المصابين سواء كانوا من المؤيدين أم المعارضين. وقال: “لقد شاهدنا ما حدث في مصر وكانت سيارات الإسعاف وهى تابعة لوزارة الصحة تؤدي واجبها على أكمل وجه دون أية عوائق ولهذا نأمل السماح للصحة أن تؤدي واجبها الإنساني بمهنية عالية خدمة للمرضى أياً كان اتجاههم” . منبهاً من التعبئة الخاطئة للمعتصمين ضد سيارات الإسعاف الحكومية. وقدم الوزير راصع باسم جميع موظفي وزراة الصحة العامة والسكان ومنتسبي القطاع الصحي خالص العزاء والمواساة لأسر الشهداء الذين سقطوا في ساحة جامعة صنعاء وفي بقية المدن الأخرى, سائلاً المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته، وأن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. مبتهلاً إلى الله أن يمُن بالشفاء العاجل على كل المصابين.