في عام 1991 ابتكر الباحث اليابانى سوميو ليجيما الأنابيب النانوية المؤلفة من شبكة من الذرات الكربونية. وبالقياس تمّ الحصول على مواد أشدّ صلابة من الفولاذ عشر مرّات، وأكثر استقرارا من الماس مرّتين على الأقل. وبحسب د. سمير بسباس، يعدّ إيريك دركسلر المؤسّس الحقيقي والفعلي للتقنية النانوية. في سنة 1986 كتب إيريك دركسلر Eric Drexler كتابه «محرّكات الخلق». وكان هذا الكتاب بمثابة التدشين الفعلي للنانوتكنولوجيا. وكان دعا فيه إلى إعادة تنظيم وتشكيل الجزئيات والذرّات وفق مواصفات وبرامج مدروسة مسبّقا. وفي ذلك التاريخ غير البعيد (منتصف ثمانينات القرن الماضي) برز مصطلح الذكاء الاصطناعي الذي مهّد لما يعرف اليوم بمجتمع الفكر أو مجتمع المعرفة والمعلومات. فقبل ظهور النانوتكنولوجيا كان الإنسان يعيش في غياهب الجهل على حسب هذه النظريّة بما أنّ البشريّة قد اكتفت بالقدرات الطبيعيّة ولم تعمل على تطوير ذاتها. تستند هذه التكنولوجيا على إيديولوجيا معاصرة مفادها أنّ هويّة الإنسان تتلخّص في ذاكرته المخزّنة في دماغه، وبالتالي فهو مجرّد آلة أوتوماتيكيّة ذكيّة. وإذن بالإمكان خلق آلة ذكية تقوم مقام الإنسان. تجاهلت هذه الرؤية حقيقة أن الإنسان كائن حيّ معقّد وأنّه مهما بلغت الآلات الاصطناعيّة من ذكاء فهي لا تعدو أن تكون آلة من صنع الإنسان.. [email protected]