حذّر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من أن الإخفاق في معالجة بعض السياسات والقيود المفروضة في مدينة القدسالمحتلة قد يهدد على المدى البعيد بتقويض الوجود الفلسطيني فيها. وذكر تقرير للمكتب أصدره أمس حول القدس الشرقية أن السياسات الإسرائيلية المتبعة في القدس الشرقية تزيد من هشاشة الوضع الإنساني الذي يعيشه الفلسطينيون في المدينة بصورة كبيرة، وأن الإخفاق في معالجة هذه العوامل على المدى البعيد يهدد بتقويض الوجود الفلسطيني في القدس الشرقية.. وقال راي دولفين، كبير أعضاء الفريق الذي وضع التقرير: تحدث نحو ثمانين حالة هدم سنوياً في القدس الشرقية بسبب عدم الحصول على تراخيص البناء المطلوبة، ولكننا يجب أن نضع ذلك في السياق السليم لأن السلطات الإسرائيلية لم توفر الإطار التخطيطي الملائم لبناء المنازل والبنية الأساسية في القدس الشرقية. وإذا نظرنا إلى الأرض في المدينة فإن 35 % منها قد تمت مصادرتها منذ عام 1967 لبناء المستوطنات أو توسيعها. وفي واقع الأمر لا يتوفر للفلسطينيين سوى 13 % فقط من الأرض للبناء عليها ولكن تلك المساحة المحدودة مكتظة بالفعل بالبنيان.. ويتطرق التقرير إلى عوامل ضغط أخرى على الفلسطينيين في المدينة مثل بناء الجدار العازل، وحق الإقامة بالمدينة، والنشاط الاستيطاني الذي يأخذ أراضي وموارد كان يتعين استغلالها لصالح الفلسطينيين.. وقال دولفين: “إن أول شيء يمكن أن يقال عن المستوطنات بالإضافة إلى عدم شرعيتها وفق القانون الدولي إنها تأخذ أراضي وموارد كان يتعين استغلالها لصالح التنمية الفلسطينية, كما أن الاستيطان في وسط الأحياء السكنية الفلسطينية يعد سبباً للاحتكاك بين السكان والمستوطنين الذين يمتلكون الأسلحة مما يؤدي إلى نشوب صراع، ويصعب الاستيطان بشكل كبير التوصل إلى أي حل سلمي لوضع مدينة القدس”.. ويورد التقرير توصيات يؤكد في إطارها أن تحسين ظروف السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية يظل قضية رئيسية بالنسبة لوكالات الأممالمتحدة وشركائها من المنظمات غير الحكومية.. وذكر أن على اسرائيل بصفتها القوة المحتلة مسؤولية ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني الواقع تحت الاحتلال، وأن تضمن قدرة السكان على ممارسة حقوقهم الإنسانية بما في ذلك الحق في حرية التنقل والعمل والمسكن.. وأكد التقرير أن اسرائيل مسؤولة عن ضمان أن تبقى القدس الشرقية جزءاً لا يتجزأ من الضفة الغربية وأن يكون للسكان الفلسطينيين الحق في الإقامة بها والوصول إليها.. من جهة أخرى واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية إطلاق قذائف الهاون والقذائف الصاروخية تجاه المستوطنات المحيطة في قطاع غزة.. فقد أعلنت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة، أنها قصفت كيبوتس “كرميا” الواقعة جنوب عسقلان بصاروخ ناصر صباح أمس الخميس، كما أعلنت عن نجاة أحد عناصرها في قصف استهدف شمال القطاع.. من جانبها أعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية، وكتائب المقاومة الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، عن استهداف موقع إسناد صوفا العسكري بقذيفتي هاون.. وقالت الكتائب في بيان مشترك وصل وكالة أنباء “معا” الفلسطينية نسخة منه: “إننا في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى وكتائب المقاومة الوطنية نؤكد التمسك بخيار المقاومة ومواصلة التصدي للاحتلال الاسرائيلي والرد على جرائم المحتلين”.. وفي تطور آخر أعلنت بلديتا أسدود وبئر السبع عن إغلاق المدارس أمس خوفاً من سقوط مزيد من الصواريخ.. وبحسب ما نشر موقع صحيفة “يديعوت احرونوت” فقد سقط صاروخ فجر أمس الخميس جنوبي مدينة عسقلان دون أن يحدث أضراراً أو إصابات، كذلك سقط صاروخ في منطقة النقب الغربي دون أن يحدث أضراراً أو إصابات.. وأضاف الموقع انه في أعقاب التدهور الحاصل على الجبهة الجنوبية وسقوط الصواريخ على مدينة بئر السبع يوم أمس وكذلك محيط مدينة اسدود، فقد توقف التعليم أمس في المدينتين خوفاً من سقوط مزيد من الصواريخ.. وقد أعلن رئيس بلدية عسقلان ان التعليم في المدينة سوف يجري كالمعتاد، في الوقت الذي أبدت بعض العائلات تخوفها من استمرار سقوط الصواريخ وأبقت أطفالها في البيوت.. من جانبها حثت روسيا الاتحادية أمس الخميس سلطات الاحتلال الاسرائيلي على التراجع عن مواقفها المتعنتة حيال عملية التسوية في الشرق الأوسط.. ونقلت وكالة أنباء /ايتارتاس/ الروسية عن مساعد الرئيس الروسي سيرغي بريخودكو قوله أمس ان الوضع الراهن في منطقة الشرق الأوسط يمكن ان يدفع اسرائيل إلى التراجع عن مواقفها المتعنتة حيال عملية التسوية مع الفلسطينيين.. وأضاف ان التغييرات التي وقعت في الشرق الأوسط والوضع الحالي في العلاقات المصرية الاسرائيلية يمكن أن يساعد في عملية تجاوز الخلافات على المسار الفلسطيني الاسرائيلي.. مشيراً إلى تبلور فرص جديدة لدفع عملية التسوية.. ودعا بريخودكو تل أبيب إلى العودة إلى فرض حظر موقت على النشاط الاستيطاني.. محذراً من مخاطر ان تبعد التطورات الجارية في الشرق الأوسط آفاق السلام.. مؤكداً ان “روسيا تعمل على تنشيط تحركاتها السياسية في هذا الخصوص انطلاقاً من هذه المخاوف”.. وتأتي تصريحات /بريخودكو/ عقب محادثات أجراها الرئيس ميدفيديف أمس مع نظيره الفلسطيني محمود عباس أكد خلالها تمسك روسيا بمواقفها حيال ضرورة قيام دولة فلسطينية مستقلة.. إلى ذلك دعت وزارة الخارجية والتخطيط بحكومة غزة أمس الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين أوغلو إلى التدخل لوقف التصعيد الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. وقالت الوزارة في بيان لها أمس إن تصعيد الاحتلال ينذر بعودة دوامة جديدة من الدماء إلى غزة.. مضيفة أن الشعب الفلسطيني لا يملك سوى الدفاع عن نفسه أمام جبروت الآلة الحربية الاسرائيلية والتي تسعى من ورائها إلى تصدير أزماتها الداخلية من خلال شن عدوان جديد على الشعب الفلسطيني.. ورحبت بجهود القيادة المصرية الرامية إلى احتواء الموقف في الأراضي الفلسطينية والناجم عن التصعيد العسكري الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطينيين.. وصعّدت قوات الاحتلال الاسرائيلي من عدوانها على قطاع غزة الأسبوع الماضي, حيث قصفت عدة مواقع تابعة للأجهزة الأمنيه في غزة، والعديد من منازل المواطنين، ومزارعهم. . وارتكبت مساء /الثلاثاء/ مجزرة بحق ثمانية مواطنين من بينهم طفلان من عائلة الحلو، وفتى من عائلة حرارة بعد استهدافها بأربعة صواريخ لحي سكني في منطقة الشعف بحي الشجاعية شرق مدينة غزة.. ميدانياً اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائييلي فجر أمس الخميس سبعة مواطنين فلسطينيين بعد مداهمة منازلهم في محافظة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة.. وقالت مصادر أمنية لوكالة أنباء /صفا/ الفلسطينية إن قوات الاحتلال اعتقلت ثلاثة مواطنين من البلدة القديمة، وهم ناجي حمدي أبو خلف، عامر عبدالحليم امريش ومواطن ثالث آخر.. وفي بيت أمر شمال الخليل، اعتقلت قوات الاحتلال في ساعات الفجر أربعة مواطنين آخرين.. وأفاد الناطق باسم اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار محمد عوض أن المعتقلين هم نصر فتحي فخري اخليل (22 عاماً)و أحمد علي عقل اخليل (30 عاماً) ومحمد علي عيسى عوض (19 عاماً) وشادي شحدة عبدالعزيز نعيم (23 عاماً).. وأضاف أنه رافق الاعتقال مداهمة المنازل وتفتيشها واحتجاز أصحاب المنازل في البرد القارس بالعراء.. كما أقامت قوات الاحتلال حواجز عسكرية في منطقة إذنا، الظاهرية والفوار ونكلت بالمواطنين، فيما تواصل إغلاق مداخل بيت أمر بالسواتر الترابية لليوم الثاني على التوالي.. كما أصيب ثلاثة مواطنين فلسطينيين بجراح أمس الخميس جراء قصف مدفعي اسرائيلي استهدف (حي الزيتون) جنوب مدينة غزة.. وذكرت مصادر فلسطينية ان “قذائف مدفعية اسرائيلية أطلقت نحو هذا الحي انفجرت بعضها في منجرة كبيرة لصناعة الأثاث الأمر الذي أدى إلى إصابة ثلاثة من العمال كانوا بها بجراح مختلفة إحداها خطيرة”. وجاء هذا القصف من مواقع الاحتلال على الحدود الفاصلة بين قطاع غزة واسرائيل والتي تبعد عن الحي المذكور مسافة تصل إلى نحو كيلومترين, فيما خلف القصف حريقاً في المنجرة حيث هرعت سيارات الإسعاف والدفاع المدني إلى هناك.. إلى ذلك حذرت الحكومة السورية أمس الخميس اسرائيل من مغبة ارتكاب عدوان جديد على قطاع غزة.. مجددة دعمها وتأييدها نضال الشعب الفلسطيني في سبيل استعادة أرضه وحقوقه.. ونقلت وكالة الأنباء القطرية تصريحاً لمصدر مسؤول بوزارة الخارجية السورية أعرب فيه عن إدانة بلاده للعدوان الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة.. معتبراً ان هذا التصعيد الذي ذهب ضحيته عدد من الشهداء هو مؤشر خطير على عدوان أكبر محتمل على غزة.. ونوّه المصدر إلى ان سوريا تدعو الفلسطينيين جميعاً إلى إنهاء انقساماتهم وتوحيد الصف الفلسطيني في خدمة القضية المشتركة.