شكلت مشاركة الصقر في البطولة العربية التاسعة للأندية أبطال الكؤوس لكرة اليد منعطفاً هاماً للغواصة الصفراء التي قدمت نفسها بصورة الضيف الجديد والثقيل أيضاً الباحث عن حقيقة خارج الحدود غابت عنه باعتبار الحضور الخارجي هو الأول لبطل السعيدة في السنوات الأربع الأخيرة بجدارة ولا ينافسه في البطولات المحلية سوى الصقر . ثمار كثيرة تم جنيها من ذلك الظهور العربي ولعل الكثيرين شهدوا أن كرة اليد اليمنية تغيرت تماماً عما كانت عليه في السابق والسبب يعود للأداء الجيد الذي قدمه الصقور الذين تحولوا إلى رقم صعب بغض النظر عما حققوه من نتائج يمكن اعتبارها أهم الدروس بانتظار القادم الذي يحاولون فيه رسم بطولاتهم المطالبين بتحقيقها كعبرة النهاية . بداية الطريق ... مطار صنعاء كان نقطة البداية لرحلة الأبطال ونقطة الوصول كانت «جدة غير» .. أحمد العسالي سعودي يذوب عشقاً بفريق الاتحاد وبابتسامة منتصر قال : سنغلبكم بالعشرة ! معتقداً أننا قادمون لمواجهة محمد نور ورفاقه وعندما علم أن الصقور ينشطون في لعبة كرة اليد قال : سنغلبكم أيضاً قبل أن يعود بابتسامة كانت هي من استقبلتنا قائلاً : على عيوننا ورؤوسنا «أبو يمن» . انتظار ممل ... الاتحاد العربي لكرة اليد رفقة نادي وحدة مكة مستضيف الدورة العربية كانا على دراية تامة بمواعيد وصول البعثات ولكن ما يحز في النفس أن التقصير بدأ من المطار حيث ظلت البعثة حبيسة مقاعده لساعة ونصف قبل أن يأتي الفرج ولاحظوا كيف جاء : عبر باص كان مخصص لنقل بعثة الأهلي المصري ولو كان الأهلي وصل باكراً سيطول انتظارنا !! وهكذا كانت البداية التي توضح أن العرب لا يحترمون الوقت وبعيدين تماماً عن التنسيق والترتيب رغم علمهم بكل التفاصيل عن ساعات الوصول والمغادرة لكل البعثات والتواصل كان عبر مندوبي الاتحادات المحلية التي أوفدت أعضاء منها رفقة كل فريق يشارك باسم بلده علماً أن فريق الصلاح الفلسطيني أنتظر هو الآخر ثمان ساعات في ذات المطار !! . المغادرة ... غادرنا مطار جدة متوجهين إلى اطهر بقاع الأرض «مكةالمكرمة» ووصلت البعثة إلى مقر الإقامة في فندق «سناف إن» .. مندوب عن اللجنة المنظمة كان يتحين لحظة وصولنا فطلب على الفور حضور رئيس البعثة لاجتماع اللجنة لمناقشة لائحة البطولة الفنية والإدارية وكذا إجراءات مراسم القرعة .. رئيس البعثة الأخ نبيل الحكيمي طلب فترة للراحة واستبدال الملابس فكانت الإجابة : الجميع ينتظركم الآن ! .. ذهبت رفقة الحكيمي وحدث التالي تابعوه السطور القادمة!. القرعة وما رافقها ... لم يكن جميع رؤساء البعثات المشاركة موجودين في القاعة المخصصة لسحب القرعة ، الحضور اقتصر على الصقر – الوحدة و مضر السعوديين – الأهلي المصري – شباب البرج الجزائري - في غياب ممثلي الكرخ ونفط الجنوب العراقيين والرابطة البيضاوية المغربي والصلاح الفلسطيني الذي لم يشارك بعد ذلك نظراً لإغلاق معبر رفح في وجوه أبطال الأرض المحتلة كعادة هذا المعبر. كنا نعلم مسبقاً أن الأهلي المصري بصفته حامل اللقب والوحدة السعودي المستضيف سيكونان على رأس المجموعتين وهو ما كان بالفعل لكن أبرز ما لفت نظرنا و أثار استغرابنا أنه ساعة إعلان نظام سحب القرعة تم الاتفاق أن يختار الفريق المستضيف فريقين لمجموعته ويحدد من هو الفريق الذي سيواجهه في الافتتاح مع بقاء فريق رابع معلق بين السماء والأرض فلماذا لم يتم تسمية الفرق الثلاث دفعة واحدة !! . الأخوة تركي الخليوي الأمين العام للاتحاد العربي و إسماعيل حجي رئيس اللجنة الفنية و رضا المناعي عضو اللجنة الفنية برروا ذلك بأنها الطريقة التي يتعامل بها الاتحاد الدولي لكرة اليد والاتحاد العربي يصر على تنفيذها بهذا الشكل «مواكبة» مع كل جديد يصدر دولياً .. وهو ما أثار حنق الجميع وبالذات عضو الاتحاد الجزائري الأخ تركي بن فيصل القادم مع فريق شباب البرج الذي اعتبر تلك الخطوة مجرد مزحة ثقيلة. ولأننا عرب بطبيعتنا فلم يتحدث أحد لأنهم كانوا غائبين أصلاً !! فاختار الوحداوية الصقر والرابطة دفعة واحدة ووضعوا ممثل اليمن كطرف في لقاء الافتتاح فيما كان رابع المجموعة فريق نفط الجنوب العراقي . استياء ... مدرب الصقر مروان الأموي كان يفكر بإقامة لقاء ودي مع فريق أهلي جدة وتم الإعداد لهذه المباراة مسبقاً على أن تكون عشية انطلاق البطولة أي يوم الخميس الثالث من مارس وهو ما لم يكتب له أن يكون ، فتأخر موعد الرحلة والانتظار في المطار إضافة إلى الإرهاق الذي طال اللاعبين وقف حجر عثرة في وجه تلك الحبية المقررة دون أن ننسي عدم متابعة واهتمام الاتحاد العام للعبة بالصقر من الأساس لا بالتواصل قبل السفر أو بالتنسيق والمتابعة الحثيثة لكل صغيرة وكبيرة تخص مشاركة ممثل كرة اليد اليمنية . الأموي كان في نيته إدخال لاعبيه لأجواء البطولة الأولى في مسيرتهم وإعطائهم الدافع المعنوي قبل المشاركة الرسمية مثل كسر حاجز الخوف من الجماهير والملاعب والتعرف أكثر على لاعبين من فرق أخرى وأبرز ما يميزهم وقراءة أي إرباك أو خطأ في ودية قد تعطي الجميع الكثير ليتعلمه. سالم وخالد ... الصقر كان موفقاً في استقدام محترفين من المملكة الأردنية الشقيقة هما الدوليين سالم قسيم محمد المعابرة القادم من نادي الحسين أربد ومواطنه خالد عز الدين لاعب نادي عمان .. اللاعبان شكلا بالفعل إضافة حقيقية لأبطال اليمن . في كل مباراة كان النشامى يقدمون أنفسهم بصورة بسيطة ورائعة لدرجة أن أندية سعودية وعلى رأسها القادسية ومضر أبديا اهتمامها بهما خاصة باللاعب خالد . وعلى فكرة فسالم قسيم قال أنه ينحدر من أصول يمنية وينتمي لمنطقة معبر وهو ما يدلل عليه لقبه «المعابرة» سالم بالذات كان نعم القائد والموجه في الملعب ، ولعب دور المعد النفسي للاعبين وتحميسهم كلما أحسوا بالضغط من قبل الخصوم أو تأثرت نفسياتهم .. فيما كانت يد سالم تنال من الشباك في الجانب الآخر دون رحمة . الصقر - الوحدة ... خاض الصقر مواجهته الأولى أمام فريق الوحدة الذي استعد جيداً لهذه البطولة عبر استقدامه للاعبين محليين وأجانب يأتي في مقدمتهم المصري المعروف أحمد الأحمر الذي توج هدافاً للدورة ب44 هدفاً.. بالإضافة إلى رواتب وحوافز مغرية منحتها إدارة كواسر مكة حال الفوز بالحدث العربي. ملعب الشرائع تقرر أن يستضيف مباريات البطولة لم يتم منح أي فريق فرصة خوض أي حصة تدريبية فيه للتعود على أرضيته التي اشتكى منها لاعبو الصقر أكثر من مرة واصفين ملاعب التدريب في نادي الوحدة بالأفضل من كل النواحي . اللقاء كان بالفعل مفاجأة للفريق السعودي الذي دخله ودعونا نقولها ب«غرور» واضح بدليل تقدمهم في الدقائق الأربع الأولى برباعية نظيفة قلصها الصقور لأربعة مقابل ثلاثة وهو ما أربك الوحدة كثيراً ليقدم بعد ذلك نفسه بصورة أخرى لم ترهب ممثل اليمن حتى وإن كانت النهاية بنتيجة 46 - 22 حصيلة في مجملها منطقية جداً ولكن علينا الأخذ بعين الاعتبار أن الصقر قدم مباراة كبيرة ولم يتراجع بل كان يهاجم بقوة وكان الوحدة يجاريه في كثير من اللحظات وكان بإمكان النتيجة أن تتقلص لو سجل لاعبو الصقر الضربات الجزائية السبع . مسئول فريق فرسان مكة الكابتن أدهم خيمي قال في حديث سريع بعد اللقاء : الفريق اليمني كان مجهولاً بالنسبة لنا ولم نستهن به على الإطلاق كما قد يعتقد البعض بل كنا نتخوف من إحداثه لمفاجأة تحدث في اغلب البطولات وبالذات المباريات الافتتاحية لكننا استطعنا تحقيق الفوز في النهاية . الصقر - الرابطة البيضاوية ... مواجهة إثبات الذات كان العنوان الأبرز للمباراة الثانية أمام الأشقاء في الرابطة البيضاوية المغربي .. اللاعبون قدموا عرضاً أفضل في لقائهم الثاني الذي وبالطبع تأكد من خلاله دخولهم لأجواء البطولة التي يبحثون في اختبارهم الثاني عن حق مشروع هو الفوز .. فقدموا كل ما لديهم لكن الحظ وقف عائقاً في درب الصقور الذين وللأمانة تألقوا بشكل ملحوظ وكانت معنوياتهم عالية وشكلت سلاح ضغط على الفريق المغربي الباحث عن انتصار يمنحه تأشيرة التأهل للدور قبل النهائي وهو ما كان. مدرب الرابطة الكابتن كمال جنون اعترف عقب المواجهة أن الفريق اليمني لم يكن بذلك الفريق السهل ولم يستهن به بدليل تعادله السريع والعودة لأجواء المباراة دون انكسار أكثر من مرة .. شهادة تعني الكثير لفريق صقراوي في إطلالتها الأولى خارجياً . النتيجة النهائية استقرت على 35-23 بعد مباراة يمكننا الندم على ضياعها لان الصقر ظهر بشكل أفضل من الرابطة ولكنه الحظ !. الصقر - نفط الجنوب ... ترك بصمة صفراء في الظهور الخارجي الأول كان طموح الجميع قبل مواجهة فريق نفط الجنوب العراقي الذي خرج هو الأخر رسمياً من البطولة ويسعى لذات الهدف الصقراوي .. المباراة كانت مفتوحة ورائعة من الجانبين .. شاهدنا الصقر بصورة البطل السرعة ، التماسك ، الانسجام ، التسجيل والسبق في التقدم .. قد تكون خبرة لاعبي النفط وقيادتهم الفنية منحت أبناء الرافدين مصدر التفوق الذي كان في النهاية مستقراً على نتيجة 28/42 . الخسارة وإن كانت قاسية بعض الشيء لكنها كانت دليل أن ممثل اليد اليمنية استفاد كثيراً من مبارياته وتفوق على نفسه في أكثر من مرة ووجه رسالة للجميع مفادها أن كرة اليد في ارض السعيدة وإن كانت وليدة اللحظة فبإمكانها الظهور ومزاحمة الكبار بغض النظر عن النتائج . ودية الصلاح ... فريق الصلاح القادم من غزة الشموخ والبطولة وصل متأخراً وتحديداً عقب انتهاء مباريات الدور الأول .. أبطال حقيقيون جاءوا باحثين عن بطولة أخرى ليست العربية طبعاً ، بل إصرارهم على رفع العلم الفلسطيني في مكةالمكرمة وأيضاً التأكيد أن فلسطين الحبيبة موجودة حتى وإن تأخر الوقت وساعة القدوم بسبب إغلاق معبر رفح في وجوههم . دخولهم لملعب الشرائع ورفعهم للعلم الفلسطيني كان حدثاً مهماً الجميع تفاعل معه وشعر بالسعادة بل بالاطمئنان ف«فلسطين» حاضرة . الصلاح وإن لم يشارك رسمياً فقد أدى تمارينه المعتادة على ملعب نادي الوحدة وتم الاتفاق أن يخوض لقاء ودي مع الصقر الذي لعب هذه المباراة بغياب محترفيه .. المواجهة الحبية كانت بالفعل حماسية وكأن الفريقين يلعبان نهائي بطولة رسمية واستطاع الصقر الفوز بنتيجة 26 – 24 ولكن لحظات التصافح وابتسامات اللاعبين والصور التذكارية كانت هي الانتصار الحقيقي بالنسبة للجميع. ترتيبية البرج ... الصقر في رابع مبارياته العربية واجه شباب البرج الجزائري اللقاء جاء لتحديد صاحبي المركزين السابع والثامن، وهي المباراة الوحيدة التي أثارت استيائي «رأي شخصي» ليس من مجرد الخسارة بل من عدم استفادة الجهاز الفني بقيادة الكابتن مروان الأموي من أخطاء المباريات السابقة واللعب على أخطاء الفريق الجزائري هذا من جهة ، في الناحية الأخرى تعتبر هذه المباراة هامشية أن صح التعبير ولا ضرر أن يخوضها اللاعبون حتى بدون مدرب فهي ليست مقابلة على اللقب لكن العكس هو ما حدث فلعب الجميع تحت الضغط الذي اثر فيهم كثيراً وقادهم للانجرار لخسارة رابعة بنتيجة 38 – 23 والخطأ فني في المقام الأول . حفل تكريم الوفود ... كان الحفل الذي أقامه نادي الوحدة رفقة الاتحاد العربي لتكريم رؤساء الوفود المشاركة عشية المباراة الختامية التي جمعت الأهلي المصري الذي حافظ على لقبه بطلاً للعرب على حساب الوحدة مستضيف البطولة جاء متأخراً تماماً . كان حري برجال الاتحاد العربي والوحدة السعودي إقامة حفل كهذا قبل انطلاق الدورة لجميع البعثات للتعارف والتآلف بين الأشقاء العرب فهذه البطولة عربية هدفها الأول لم الشمل العربي وليس البحث عن كأس أو درع فالبطولة بحد ذاتها ساعة اللقاء ومصافحة الأخ لأخيه وهو أسمى أهداف الرياضة . وللأمانة فقد اخفق النادي المضيف والاتحاد العربي في هذا الجانب وكان الحفل فقط تكريمي للفرق المشاركة وأيضاً لتبادل الهدايا ويالها من بطولة أخوية !!. الصقر منح الفرق الثمان المشاركة درع النادي وحظي أيضاً بهدايا تذكارية من بقية الأندية قبل أن يتم دعوة الجميع للعشاء وكل في طاولة مخصصة !! .. ولاحظوا أن كل بعثة جاءت وذهبت دون حتى أن تتعرف على الأخرى ولو من باب الفضول !! . نموذجية الصقر ... هي حقيقة لابد من تأكيدها الصقر كان نموذجياً بعلاقته الحميمية مع الجميع .. النقطة الايجابية جاءت من الارتباط بالبقية بسلاسة التعامل .. وكان رئيس البعثة الأخ نبيل الحكيمي نقطة الانطلاق بلباقته وتقرب الجميع منه وهو ما جعل الفريق اليمني قبلة لابد المرور عليها .. بداية من رؤساء البعثات واللجان المنظمة وحتى عمال الفندق والسائقين وحتى اليمنيين المقيمين هناك. لكن أجمل اللحظات التي رافقتها الدموع كانت تلك التي ألقى خلالها أبن الحكيمي كلمة في حفل التكريم الذي حيا فيها أبطال فلسطين الذي اجترحوا معجزات وبطولات ليصلوا لمشاركة أشقائهم العرب المنافسة .. كانت مجرد كلمات ولكنها نابعة من القلب سالت لها دموع مدرب الصلاح ورئيس النادي وكذا الأمين العام للاتحاد الفلسطيني الذي ذهب لمعانقة قائلها ومؤكداً له أن الكلام النابع من القلب لا يسكن إلا في القلب :«وأنت كنت صادق في كلماتك التي لامست همنا ودخلت قلوبنا ومؤمناً بكل حرف نطقته أنت بالفعل من بلد الحكمة وتشرفنا بكم يا أصل العروبة» كان يقول تلك الكلمات ولم نتمالك أنفسنا فكانت الدموع فاضحة وبالذات دموع العم أحمد الخولاني . تجاهل ... أثار تأخر توزيع البطاقات الخاصة بالبعثة استياء الجميع لليوم الرابع على التوالي ، فحدث وأن توجهت مباشرة لأحد أعضاء اللجنة المنظمة هو السيد مشعل القرشي باعتبار ذلك عيباً في حق المنظمين والاتحاد العربي في حين تم توزيع البطائق والكرات الجديدة لجميع البعثات باستثناء الصقر وببرود أكد أن البطائق سيتم تسليمها بعد انتهاء مباراة الرابطة ونفط الجنوب التي كنا حاضرين لمتابعتها ولم تُسلم سوى في اليوم الثاني أي في خامس أيام البطولة ! استغراب ... كانت المواجهة الثانية كعتاب على أداء الإعلام السعودي الذي يشهد نشاطاً ملحوظاً رياضياً وتتعدد القرطاسيات المتخصصة لكن التغطية الخاصة ببطولة تحمل أسم غالي على قلوب السعوديين والرياضيين العرب الأمير فيصل بن فهد لا تُعطى سوى مساحة صغيرة قد لا تزيد عن المائة كلمة ، ناقشت الأخوة القائمين في هذا الجانب فأكدوا أن الصحف تُغطي الحدث على أكمل وجه وتُعطيه حقه الكامل من التقدير !! فيما كانت شهادة قادمة من سعودي محنك في عمله مع نادي الوحدة الكابتن أدهم خيمي الذي أكد لي بعد أن استغربت وأنا أحدثه عن البخل الإعلامي الذي يتجاهل تماماً مشاركة الوحدة ومضر بل والبطولة بشكل عام فقال إن الإعلام الرياضي في المملكة متحيز تماماً لكرة القدم فقط ولا يعطي الألعاب الرياضية الأخرى الجماعية أو الفردية حقها من التقدير وذلك يعتبر من ابسط حقوقها أن تنال جزء من الاهتمام والرعاية في تلك الوسائل ومساعدة في منحها الحافز للظهور بقوة محلياً وعلى المستوى الخارجي .. ومؤكداً متابعته لصحيفة الجمهورية التي كانت تتابع البطولة سواء فريق الصقر الذي يمثل اليمن أو بقية الفرق بمهنية وهي شهادة للجمهورية المؤسسة والصحيفة . استضافة البطولة ... بحسب تأكيدات الأخ وهيب طاهر إداري الصقر فإن النادي كان قد تقدم بطلب لاستضافة البطولة فتم أن طالبه الاتحاد العربي جزءاً تحمل جميع النفقات من إقامة وسكن ومواصلات ، وتغذية وما إلى ذلك واستغرب في ذات الوقت أن تقتصر مهمة الاتحاد العربي والنادي المضيف على توفير مواصلات نقل الفرق التي تحملت نفقات الإقامة والسكن والتغذية وهو ما يثير الاستغراب بالفعل فمتى نتعامل كعرب بمصداقية ولماذا تم مصادرة الحق المشروع للصقر . لاعبون متميزون ... لاعبو الصقر كانوا بالفعل عند حسن الظن وجديرون بارتداء الغلالة الصفراء في مستطيل التنافس دون مبالغة أو مجاملة وهم يشاركون للمرة الأولى في محفل خارجي الرهبة كانت غائبة عنهم وكأنهم قد تمرسوا باللعب بمثل تلك البطولات . هناك فوارق كانت واضحة منحت نقاط التفوق لبقية الفرق تأتي في مقدمتها القوة الجسمانية والطول و الخبرة التي يمتلكونها سواء مع فرقهم أو مع المنتخبات الوطنية إضافة إلى الأجهزة الفنية المتخصصة . اللاعبون ابهروني عند مغادرتنا تعز متوجهين إلى العاصمة صنعاء في رحلة يقودها صاحب القلب الطيب أبو خالد بما يمتلكونه من ثقافة عامة ، يقيمون مسابقات تقام بنظام المجموعات كنت أشاركهم قبل أن أفضل الصمت لاستمع واستمتع بذلك التنافس الذي أسعدني تماماً وأنا أتابع بل و أعيش مع رياضيين مثقفين نعم مثقفين . بطولة عربية ... تناولت في السابق باستغراب كيف تتسابق الاتحادات العربية في خطوة يمكن وصفها بالرعونة والطيش أن تُقيم بطولات تعتبرها كبرى في نظرها وتشارك فيها فرق من أربع أو خمس أو حتى ست دول وتصفها بالعربية !! فهل يمكننا اعتبار بطولة تحمل من خلالها هدف نبيل يتمثل في لم الشمل العربي من محيطه لخليجه بمشاركة ستة بلدان فقط من أصل ثلاثة وعشرين دولة من أمة “الوسط” .. فهل تحققت الأهداف؟. شاهدوا فقط الفرق في المسابقات التي تقام في أوروبا والغرب ويتم فيها احترام كافة التفاصيل التافهة والهامة ويعتبرون الرياضة وسيلة للتعارف والتقارب ومد جسور المحبة والسلام ولا يبحثون عن أمجاد ونجاحات وهمية !! يا جماعة الخير البطولة العربية شارك فيها فريقان من المملكة والعراق ولو اقتصر العدد على فريق واحد ستكون الدورة بحضور ستة فرق فقط ! . وما يحز في النفس أيضاً أن رئيس الاتحاد العربي للعبة الدكتور سلمان السديري لم يحضر سوى في المباراة النهائية فقط !! علما أنه تقدم باستقالته قبل أيام من منصبه كرئيس للاتحادين العربي والسعودي حيث ذكر في خطاب الاستقالة أن القرار جاء لظروف شخصية . فرصة جيدة ... هي فرصة جيدة لجميع لاتحادات الرياضية العربية لتعيد النظر في الطريقة التي تقيم بها مسابقاتها والحرص التام أن يكون الغرض من أي بطولة قادمة هو تجمع كل العرب وليس غير ذلك كالسعي وراء كلمات المديح والثناء ، لأني أؤمن أن البطولة العربية التاسعة لكرة اليد وما شابهها في الطريقة أو العدد يمكن اعتبارها بطولة ودية أو تجمع ولا يمكن اعتبارها رسمية و من الغريب والعجيب والمستحيل أن يكون كل العرب «6» !! .. وهي دعوة أيضاً للبلدان المشاركة أو لعمومية الاتحادات العربية أن تحاسب القائمين على تلك الاتحادات ورفض أي مشاركة قادمة ما لم يكن العدد يفوق الثلثين على الأقل والاكتفاء بفريق واحد يمثل كل بلد حتى من الدولة المضيفة. من الذاكرة ... - موافقة المدرب كانت هي ما يحتاجه اللاعبون لأداء مناسك العمرة ولو كان لاعبو الصقر أدوها ساعة الوصول لكانت حالتهم النفسية أفضل بكثير ولخاضوا البطولة بشكل مغاير خاصة وهم جيران لاطهر مكان في الأرض «مكة» . - البحث عن أرقام لغلالات اللاعبين أخذت من وقت القائمين على الفريق يومين كاملين لعدم وجود محلات متخصصة في الملابس الرياضية في «مكة»!! -نبيل الحكيمي كان مولعاً بالتدخين وكم تعب واتعب السائق المرافق «يونس» وهو يبحث عن محلات خارج مكة باحثاً عن دخان .. إضافة إلى انه تناول الايس كريم الذي فارقه منذ عشرين عاماً وداوم على تناوله خاصة في المساء بعد العودة إلى السكن وللأمانة فقد كان الحكيمي فاكهة البطولة وملحها وكم هي اللحظات التي لم يفارقنا فيها الضحك القاتل حتى ساعات الصباح معه. - الجميع كان يشعر بالسعادة عند لقائه بيمنيين يعملون في السعودية وما أندرهم لأننا شعرنا في لحظة من اللحظات أن المملكة محتلة تماماً من قبل العمالة الأسيوية . - مندوب الاتحاد اليمني الأخ جميل الفضلي كان عند حسن الظن فقدم للجميع نفسه كأخ وليس كمسئول و تحول في لحظة من اللحظات إلى طبيب دائم للفريق . - الاتحاد العام تعامل مع الصقر بلا مبالة وكأنه لا يمثل الوطن الكبير يا ترى لو كان فريقاً آخر كيف ستكون المعاملة !! وكذلك الوزارة الغائبة تماماً عن الوعي والتي لا تدري بما تعنيه هذه المشاركة للبلد وليس للفريق ، وأزيد على ذلك أن الأخوة في السفارة اليمنية لم يكلفوا أنفسهم على الأقل بالسؤال ولو باتصال هاتفي مع رئيس البعثة فما فائدتهم بالله عليكم . - الاتحاد العام للعبة مطالب بإقامة دورات تأهيلية للمدربين واستقدام خبراء في هذا الجانب بشكل مستمر ومراقبة أدائهم .. وإذا لم يكن باستطاعته ذلك فليعلن فشله وليعطي الفرصة لقيادة أخرى بمقدورها قيادة الاتحاد والاهتمام باللعبة . - اللاعبون طالبوا بتوفير بنية تحتية لكرة اليد كملاعب متخصصة وقانونية وكذا إقامة بطولات متعددة وتغيير نظام الدوري ليكون بنظام الذهاب والإياب مع زيادة عدد الفرق حتى تتحقق الفائدة . - كل اللاعبين كانوا نجوما دون استثناء ويستحقون كل كلمات الإشادة ليس فقط بأدائهم في الملعب ولكن لأخلاقهم وعقلانيتهم وحسن تصرفهم مع الجميع ولشعورهم بالمسئولية الملقاة على عاتقهم. - اللاعب ناصر محمد ناصر اكتشف نفسه من جديد رغم قصر قامته وبنيته الضعيفة إلا أنه كان متميزاً كما هو حال الحارس المتألق عبدالعزيز الضحوي . - اللاعب عبدالله الإبي وصاحب الخبرة إن جاز التعبير استاء كثيراً من عملية تجاهل المدرب له وعدم الزج به في المباريات الثلاث الأولى وهو الوحيد الذي تمسكت به دكة البدلاء بغرابة أحسسناها رغم أن عبدالله يشكل حضوراً فاعلاً مع الفريق وكان كذلك في ودية الصلاح وترتيبية البرج سؤال من المفترض على إدارة النادي توجيهه للمدرب . - الكابتن أدهم خيمي ممثل نادي الوحدة ومدير الفريق صاحب الابتسامة الدائمة كان على الدوام يسأل عن أي تقصير قد يعرقل مسيرة الصقر وتابع أكثر من مرة باهتمام إصابات اللاعبين الذين تم عرضهم على طبيب الوحدة . - فريق شباب البرج الجزائري كان رفيقاً في السكن وشكل أعضاؤها سواء اللاعبين أو القائمين عليه فنياً وإدارياً أخوة حقيقيون للصقور وكانوا ببساطة وروعة الجزائر التي نحبها ، في السكن ، الملعب، حتى ونحن نأكل سوية . - كانت الفرصة جيدة أن يتم التعرف على العم أحمد الخولاني نائب رئيس البعثة الذي كان رفيقي في اغلب الأوقات خاصة في طريقنا لأداء الصلوات في الحرم المكي الشريف وكذلك كان نجله الشاب محمود حاضراً ومتعاونا مع أعضاء البعثة وسخر كل وقته لخدمة الجميع علماً أنه يعمل في مدينة ابها في الجنوب ولكنه الحنين إلى الوطن وكل ما يمت له بصلة . في الختام ... في الختام هي كلمة حق لا أجامل فيها أو أتقرب .. مشاركة الصقر كانت ايجابية وكانت درساً مفيداً لجميع اللاعبين على وجه التحديد .. بغض النظر عن النتائج المنطقية ، فقد أعتبر كل من سألتهم عن الفريق أن كرة اليد اليمنية تحسنت ويمكنها التقدم والمنافسة إذا ما لاقت الرعاية والاهتمام بشكل مستمر .. وأتذكر حديثي مع اللاعب الأردني سالم المعابرة الذي قال : «اللاعب اليمني ذكي بالفطرة أحدث أحد اللاعبين عن شيء في المساء فيطبقها بحذافيرها في الصباح وكأنه كان يحلم بها عكس اللاعب الأردني الذي يحتاج للكثير من الجهد لتصله المعلومة ويطبقها في ذات الوقت لديكم ثروة فلا تهملوهم ستتجاوزون الجميع لو اهتممتم باللعبة» . لم أنظر أبداً للنتائج أو للخسارة في أربع مواجهات رسمية قدر ما يسعدني في كل لقاء أن أسمع مسئولاً أو مدرباً يثني على الصقر أو على لاعب من الكتيبة الصفراء . سيقول البعض أنهم لا يستحقون حتى المشاركة وجعلونا محط إحراج لأنهم لم يكونوا في المستوى وأجيب لأني كنت حاضراً : على العكس تماماً هي تجربة مفيدة من جميع النواحي كالاحتكاك ، والتعرف على طرق أخرى تنتهجها الفرق المشاركة والعيش في أجواء بطولات كبرى ستكسر عنهم حاجز الخوف الذي لم يعرفوه . سررت كثيراً عندما علمت أن اللاعبين يعرفون كل صغيرة وكبيرة عن البطولة وعن الفرق المشاركة عبر البحث المتواصل في الشبكة العنكبوتية عن كل جديد بالإضافة إلى قيامهم بتخصيص موقع يخص الصقر في الموقع الاجتماعي المعروف facebook وهو ما يدعو للاعتزاز بهم وبإدارة النادي التي تحسد على هذه المجموعة وعلى تعاملها النموذجي معهم وتكريمهم بمنحهم فرصة المشاركة العربية. لا تقسو عليهم بل هم أبطال وسيظلون كذلك وتذكروا أنها المشاركة الأولى لهم خارج الإطار المحلي واعتقد أنهم نجحوا تماماً في مهمتهم وهم في الطريق إلى مكة.