قصفت القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي أمس السبت الضواحي الغربية لمدينة أجدابيا التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة مع تجدد المعارك على الجبهة الشرقية في الصراع الدائر بليبيا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصادر وشهود “انه سمع دوي انفجارات وأعيرة بنادق آلية لنحو 30 دقيقة من التخوم الغربية للمدينة وهي بوابة معقل مسلحي المعارضة في بنغازي”. ويعد هذا القصف بالقرب من أجدابيا انتكاسة جديدة لمسلحي المعارضة بعد ان كانوا قد تقدموا عشرات الكيلومترات غرباً في اتجاه موقع البريقة النفطي. وتشهد هذه المنطقة الممتدة بين أجدابيا والبريقة معارك كثيفة متواصلة منذ عشرة أيام بين قوات القذافي ومسلحي المعارضة. وكانت قوات القذافي شنّت عمليات قصف الخميس والجمعة أثارت الذعر بين مسلحي المعارضة وأرغمتهم على التراجع إلى أجدابيا التي خلت من سكانها. واضطر آلاف المدنيين والمسلحين مساء الخميس إلى الفرار من أجدابيا في اتجاه بنغازي معقل المعارضة على مسافة 160 كلم شمالاً، بعد انتشار أنباء حول هجوم وشيك ستشنه قوات القذافي. من جهة أخرى يتوجّه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى مصر الخميس المقبل ليرأس اجتماعاً دولياً بشأن ليبيا لضمان استمرار التنسيق والاستجابة الدولية للأزمة, وسيعقد الاجتماع بمقر الجامعة العربية في القاهرة، بحضور الأمين العام للجامعة، عمرو موسى ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، جان بينغ والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، وممثلة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، كاثرين أشتون. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة مارتن نيزركي: “إن هدف الاجتماع هو تبادل الآراء وتعزيز التنسيق بين المنظمات المشاركة في معالجة الأزمة في ليبيا”. كما سيتوجه وكيل الأمين العام للشؤون السياسية، لين باسكو، يوم الثلاثاء مع مبعوث الأمين العام لليبيا، عبدالإله الخطيب إلى الدوحة في قطر لحضور أول اجتماع لمجموعة الاتصال الخاصة بليبيا. كما سيضم وفد الأممالمتحدة ممثلين من برنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وقد تأسست مجموعة الاتصال خلال مؤتمر لندن حول ليبيا يوم 31 مارس الماضي. من ناحية أخرى أفاد مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية أن الاضطرابات في ليبيا تعيق من الاستجابة الإنسانية في البلاد, حيث الآلاف بحاجة إلى مساعدات منقذة للحياة والعديد بحاجة إلى إجلاء. وتواصل الأممالمتحدة الدعوة لوقف أعمال القتال للسماح بدخول عمال الإغاثة لمساعدة المحتاجين. وتشير التقارير إلى أن هناك حاجة عاجلة للمساعدات والكوادر الطبية والمياه النظيفة والطعام وغيرها للناس في مصراتة والزنتان والبريقة والمناطق المحيطة.