أحيا الفلسطينيون وأحرار العالم أمس الذي صادق ذكرى يوم الأسير الفلسطيني لبعث إشارة إلى العالم تؤكد أن الصمود الفلسطيني علامة لا تفنى. حيث أعلن آلاف الاسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال الاسرائيلي أمس الإضراب عن الطعام إحياءً لذكرى يوم الاسير الفلسطيني. ونفذ هذا الإضراب في أكثر من 20 سجنا ومركز اعتقال أقامتها اسرائيل في مختلف مناطقها حيث توقف الآلاف من هؤلاء الذين امضى الكثيرون منهم سنوات طويلة وراء القضبان والذين يريدون تذكير العالم بقضيتهم. ومن بين هؤلاء الاسرى العشرات من الاطفال والنساء والشيوخ الذين تعتقلهم اسرائيل ويتعرضون لانتهاك حقوقهم من قبل سلطات الاحتلال الاسرائيلي لاتهامهم بتنفيذ عمليات مقاومة والذين ترفض الإفراج عنهم. ومنذ أكثر من أربع سنوات تمنع اسرائيل اهالي الاسرى الفلسطينيين من سكان قطاع غزة والذين يصل عددهم الى المئات من زيارة ابنائهم بزعم وجود اسباب أمنية تحول دون ذلك. ويأتي هذا الإضراب بعد نحو ثلاثة اسابيع من إضراب مماثل نفذه هؤلاء الاسرى للضغط على سلطات سجون الاحتلال لوقف سياسة العزل الانفرادي التي تمارسها بحق الكثيرين منهم والذين يتم وقفهم في زنازين صغيرة. وتعززت اخيراً الدعوات بين الفلسطينيين من مختلف الفصائل للعمل من اجل تدويل قضية هؤلاء الاسرى في ظل ما يعانونه من تعذيب وانتهاكات من خلال تكثيف الجهود لفضح ممارسات الاحتلال بحقهم. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس الأول الاسرى في سجون الاحتلال بأنهم “مشاعل الحرية” متعهدا باستمرار الجهود حتى يتم إطلاق سراحهم جميعا. ومن المقرر أن تشهد أمس مناطق مختلفة من الضفة الغربية وقطاع غزة فعاليات ونشاطات ومسيرات واعتصامات لاحياء يوم الاسير الفلسطيني الذي باتت قضيته تشكل واحدة من اهم قضاياهم فيما اتفق على تسميتهم “بجنرالات الصبر”. وأضاء مسؤولون فلسطينيون الليلة قبل الماضية شعلة الحرية في مدينة (قلقيلية) في شمال الضفة الغربية على شرف الاسير اكرم منصور الذي امضى 33 عاما وراء القضبان اذ يعاني وضعا صحيا خطيرا. وأكد وزير الاسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية عيسى قراقع أمس “أن قضية الاسرى هي الاساس لأي حل عادل او تسوية للصراع مع اسرائيل باعتبارها مشروع الفلسطينيين الانساني والاخلاقي”..وقال قراقع في تصريح لإذاعة (صوت فلسطين) أمس: “اننا بدأنا منذ عامين معركة قانونية وأخلاقية وإنسانية ضد المحتل على المستوى الدولي لتدويل قضية الاسرى واشراك المجتمع الدولي في تحمل مسؤولياته من أجل حمايتهم”. وشدد “أن هذه المعركة تهدف الى الاعتراف بهؤلاء “كأسرى حرية وأسرى حرب” ..مؤكدا على “أن هذه هي معركتنا السياسية والقانونية التي سنبقى نعمل من اجل نجاحها”. ونبّه إلى “ان الاسرائيليين ارادوا ان تكون قضية الاسرى محلية ومعزولة وبعيدة عن الرأى العام العالمي من دون ان يتدخل القانون الدولي الانساني في مراقبة ما يمارسه هؤلاء من انتهاكات وحشية غير قانونية بحق المعتقلين”. وأضاف: “عندما وضعنا قضية الأسرى في الأممالمتحدة والمحافل الدولية والمؤسسات الحقوقية أدرك هؤلاء ان هناك حربا خطيرة تنتهك كرامة وحقوق الانسان الاسير في اسرائيل”. وكشف قراقع عن أن الفلسطينيين سيتجهون الى محكمة العدل الدولية في لاهاي للدفاع عن الاسرى عدا أن موضوع هؤلاء سيوضع على جدول اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في يونيو المقبل لاتخاذ قرار لصالح الاسرى لاعتبارهم اسرى حرب ينطبق عليهم القانون الدولي. وبات يوم الاسير الفلسطيني عرفا فلسطينيا يحييه هؤلاء في اماكن تواجدهم منذ إطلاق سراح اول اسير فلسطيني من سجن الاحتلال وهو محمود بكر حجازي في اول عملية لتبادل الاسرى بين الفلسطينيين والاحتلال السراائيلي في ال17 من ابريل عام 1974. وحجازي هو اول اسير امضى ستة اعوام في سجون الاحتلال وكان من عناصر حركة فتح واعتقل في غور الاردن خلال عملية فدائية قتالية شارك فيها بعد انطلاق الثورة الفلسطينية في شهر يناير العام 1965. ووصل عدد الأسرى في سجون الاحتلال اكثر من ستة آلاف اسير من بينهم 4747 من الضفة الغربية و1676 اسيرا من قطاع غزة و182 اسيرا من فلسطينيي الداخل و40 من اسرى الدوريات, إضافة الى المئات من مدينة القدس. من جهه أخرى توغلت قوات إسرائيلية معززة بعدة آليات عسكرية أمس على أطراف بلدة بيت حانون في شمال قطاع غزة. وذكرت مصادر فلسطينية أن الآليات المتوغلة شرعت بعمليات تجريف واسعة لأطراف البلدة بغرض التمشيط الأمني. وأوضحت المصادر ذاتها أن التوغل رافقه إطلاق نار متقطع لم يسفر عن وقوع إصابات. ويقيم الجيش الإسرائيلي منطقة أمنية عازلة على طول حدود قطاع غزة بعمق 300 متر بدعوى منع الفصائل الفلسطينية من شن هجمات انطلاقا من القطاع على أهداف إسرائيل.