تحيي دول العالم اليوم الخميس اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية والذي يصادف ال28 من أبريل من كل عام. وكانت منظمة العمل الدولية قد أعلنت هذا اليوم من كل عام يوماً عالمياً للسلامة والصحة المهنية تماشياً مع الحركة النقابية في العالم بذكرى ضحايا وفيات وإصابات وأمراض العمل، وذلك بهدف تعزيز ثقافة السلامة في أماكن العمل في كافة أنحاء العالم، وأن يكون العمل مأموناً، يتيح للأشخاص الإنتاج بمستويات عالية نوعاً وكمّاً، ويضمن سلامتهم وصحتهم وتمتعهم بالحماية والرفاه الاجتماعي. لذا يتم إحياء هذا اليوم من قبل منظمة العمل الدولية والاتحادات النقابية المختلفة واتحادات أصحاب العمل ووزارات العمل، والهدف منه إبقاء هذا اليوم ضمن مساحة هامة من الوعي الإنساني لجميع أطراف العمل والإنتاج في العالم، خاصة أن المعطيات الصادرة عن منظمة العمل الدولية وغيرها من المؤسسات التي تعتني بهذا الموضوع تؤكد أن الوضع يتفاقم وخطورته بالنسبة للعمال في مختلف الفروع التشغيلية تزداد باضطراد. حيث يتعرض العمال إلى ملايين حوادث العمل، منها القاتلة ومنها إصابات عمل، ومنها الإصابة بأمراض خبيثة جراء التعامل مع مواد كيماوية. وتحث المنظمة والاتحادات النقابية الدولية كافة المسئولين في عالم العمل على ضرورة التمسُّك بثوابت الاتفاقيات والمواثيق الدولية بهذا الخصوص، من أجل توفير بيئة عمل آمنة وصحية يتاح للعامل ضمنها العمل اللائق والحماية. وتشمل الأنشطة الخاصة بهذا اليوم سلسلة من اللقاءات التلفزيونية والإذاعة يتم من خلالها تقديم شرح وافٍِ لمفهوم السلامة والصحة المهنية وإبراز أهمية الاختصاص في رفع سوية بيئة العمل لتجنيب القوى العاملة المخاطر الصحية بهدف الارتقاء بمستوى اجتماعي وظروف حياتية أفضل. وتحتفل منظمة العمل الدولية منذ عام 2003م بهذا اليوم العالمي، مشددة على الوقاية من الحوادث والأمراض في مكان العمل، مستفيدة من قواها التقليدية في العملية الثلاثية (بين الحكومات والمنظمات الممثلة للعمال والمنظمات الممثلة لأصحاب العمل) والحوار الاجتماعي. وهذا الاحتفال هو جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية العالمية لمنظمة العمل الدولية بشأن السلامة والصحة المهنيتين، حيث تركز على الوقاية من الحوادث والأمراض التي تحدث في العمل وهذا الاحتفاء هو جزء أساسي من الاستراتيجية العالمية للسلامة والصحة المهنية التي أطلقتها منظمة العمل الدولية, حيث إن واحداً من أهم أعمدة هذه الاستراتيجية هو الدعوة متمثلة في استغلال مناسبة هذا اليوم العالمي كأداة مهمة لرفع مستوى الوعي حول جعل مكان العمل آمناً وصحياً والحاجة إلى رفع الاهتمام السياسي بالصحة والسلامة المهنية، وللتأكيد على أن المحافظة على الصحة والسلامة المهنية في مكان العمل هو استثمار لصالح الإنتاجية والتنمية على حد سواء، وطالب بجهد أكبر لرفع مستوى الوعي الوقائي لدى أصحاب العمل والعمال فيما يخص مخاطر العمل والوقاية من حوادث العمل والأمراض المهنية والحرص على توفير خدمات الصحة المهنية بشكل فعّال من حيث شمول جميع قطاعات العمل والعمال حتى الأهلية منها أو من حيث المحافظة على صحة العاملين على حد سواء. وتشير إحصائيات منظمة العمل الدولية إلى 2.2 مليون وفاة بسبب إصابات وحوادث العمل والأمراض المهنية، و270 مليوناً يعانون من آثار حوادث العمل، و160 مليون حالة بسبب الأمراض المهنية، وهذا ما يعادل 4 % من الناتج القومي في الدول الصناعية وتصل إلى 10 % في الدول النامية بسبب إصابات العمل فقط, وما يزيد الموضوع أهمية هو أنه يمكن الوقاية منها وتجنبها.