الجدري : حماية العامل من مخاطر العمل باعتباره العنصر الأساس في التنمية بدأت أمس بصنعاء فعاليات المؤتمر الوطني الأول للأمن والسلامة المهنية في المنشآت الذي تنظمه على مدى يومين جمعية حماية البيئة، بالتعاون مع وزارة الشئون الاجتماعية والعمل والمجموعة اليمنية للعلاقات العامة والدولية، بمشاركة عدد من الوزارات والمنشآت المحلية والأجنبية، والمنظمات الدولية ذات العلاقة، ويهدف المؤتمر إلى الترويج لمبادئ الأمن والسلامة وفقاً للمعايير الدولية ورفع مستوى الاداء التوعوي في مجال السلامة المهنية في المنشآت في الجمهورية اليمنية ومناقشة سبل تطوير استراتيجيات الأمن والسلامة وحماية بيئة العمل على المستوى الوطني بشكل يتوافق مع التطور الاقتصادي والاجتماعي للدولة في توفير بيئة عمل آمنة وصحية، وتشجيع الحوار بين أطراف العمل في القضايا المتعلقة بالأمن والسلامة المهنية وحماية بيئة العمل، اضافة الى مناقشة قانون العمل اليمني رقم (5) لعام 1995م ومدى تغطيته للقضايا المهنية.. ويناقش المؤتمر على مدى يومين عدداً من المحاور الخاصة برفع الوعي وتبادل الخبرات بأهمية إجراءات الأمن والسلامة المهنية، في المنشآت وحفاظاً على الكادر البشري والتقليل من آثار ومخلفات الكوارث.. ويقف المؤتمر على آخر المستجدات العملية على المستويين الدولي والإقليمي في مجال النظم والخدمات المتصلة بحماية بيئة العمل من المخاطر، والتركيز على المعايير الإقليمية والدولية ذات الصلة بالأمن والسلامة المهنية، والتطورات والمستجدات العملية في مجال الأمن والسلامة، والتأهيل والتدريب، وكيفية إدارة خدمات بيئة العمل في الأمن والسلامة المهنية، وعلاقة الأمن والسلامة بين عولمة الاقتصاد والقدرة التنافسية، كما سيناقش المؤتمر دور المعلوماتية في تطوير المعارف المتصلة بخدمات بيئة العمل، والدراسات والأبحاث العلمية في مجال الأمن والسلامة المهنية، وكذا استعراض بعض تجارب الشركات الرائدة في مجال الأمن والسلامة المهنية، إضافة إلى الأمن والسلامة في المنشآت الخدمية والتجمعات السكانية وكيفية التعامل مع الحالات الحرجة وطرق الوقاية.. وفي حفل افتتاح المؤتمر الذي حضره وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرحمن فضل الإرياني وعدد من وكلاء الوزارات ومدراء العموم وممثلي القطاعات الخاصة والمنظمات الدولية ألقت وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل الدكتورة أمة الرزاق علي حمد كلمة أشارت فيها إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر وتناوله اهم القضايا الاساسية والحيوية التي ترتبط بالانسان الذي يعد أهم مقومات التنمية.. وأكدت الدكتورة حُمد أن المؤتمر جاء تزامناً مع فعاليات دولية وعربية تناولت موضوع الصحة والسلامة المهنية للقوى البشرية العاملة ( تشريعاً، وبحثاً، وتنظيماً، وإجراءات عملية ) تعكس الاهتمام بتوفير بيئة عمل مناسبة للعاملين في مختلف قطاعات العمل والإنتاج من اجل حماية سلامة العاملين ورفع خدمات الصحة والسلامة المهنية .. لافتةً إلى أن قضايا الصحة والسلامة المهنية تحتل الأولوية في اهتمامات أطراف الإنتاج الثلاثة ممثلة بالوزارات المعنية بالحكومة، ومنظمات اصحاب الأعمال، واتحاد العمال.. واستعرضت الدكتورة حُمد الاهتمامات والجهود الموجهة لموضوع الأمن والسلامة المهنية للعاملين في المنشآت، ومنها إصدار الاتفاقيات الدولية التي تتعلق بالصحة والسلامة المهنية وبيئة العمل والتي وقّعت اليمن على معظم الاتفاقيات الدولية. وأشارت إلى المخاطر المتعددة التي يتعرض لها العاملون والعاملات في بيئة العمل ، والتي تدق ناقوس الخطر وتدعو الى تكاتف الجميع للوقوف أمامها بجدية .. مبينةً أن إحصاءات منظمة العمل الدولية أشارت في 2006م إلى وفاة أكثر من مليون عامل وعاملة ، فيما بلغت إصابات العمل نحو 270 مليون عامل وعاملة في العالم، وعلى المستوى العربي بلغت حالات الوفاة نحو 19 الف حالة، واصابة 680 الف حالة.. واستعرضت مشاركة اليمن في المنتدى العربي للتنمية والتشغيل الذي انعقد الاسبوع الماضي في دولة قطر ، والتي تناولت قضايا الصحة والسلامة المهنية وقضايا العمل والعمال والاهتمام بهذه الشريحة التي تعتبر عنصراً اساسياً في عملية التنمية المستدامة . فيما أشار رئيس الاتحاد العام لنقابة عمال اليمن محمد محمد الجدري إلى أن الحديث عن الأمن البيئي والسلامة المهنية هو الحديث عن التنمية المستدامة بمفهومها الواسع والشامل للبيئة وللإنسان والموارد ، وهو الحديث عن حقوق الإنسان والطبيعة ومصداقية النهج الديمقراطي بأبعاده الإنسانية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية ومدى الحرص على حماية هذه المقدرات التي تتعرض للهلاك والدمار بوعي او غير وعي.. وأكد الجدري أن أهم اهداف الاتحاد حماية العامل من مخاطر العمل وفي ظل ظروف عمل آمنة وبيئة عمل سليمة.. مشدداً على ضرورة حماية العامل من مخاطر العمل، والقضاء على التأثيرات الضارة والمتواجدة في بيئة العمل وتوفير له مناخ صحي ونفسي ملائم ومناسب، باعتبار العامل أغلى رأس المال والعنصر الاساس في العملية الإنتاجية. لافتاً إلى أن العمال هم أكثر تعرضاً لإصابات العمل والأمراض المهنية وبنسب عالية وخاصة في الدول النامية ومنها اليمن الأمر الذي كان مدعاة للاهتمام بهذه القضية عالمياً .. مستعرضاً احصائيات منظمة العمل الدولية التي تؤكد أن حوالي 6 آلاف عامل يموتون يومياً أي بمعدل عامل كل 15 ثانية بسبب حوادث أو أمراض مهنية ، بإجمالي 270 مليون حادث مسجل سنوياً ، و350 الف حادث من الحوادث المميتة ، و 10 ملايين إعاقة جسدية سنوياً.. مثمناً جهود المنظمة الدولية لتوفير الحماية والأمن والسلامة المهنية. وكذا جهود المنظمة العربية لإصدار التشريعات الكفيلة بحماية العمال وتهيئة الظروف الملائمة والصحية لهم .. داعياً مؤسسات المجتمع المدني لتؤدي دورها في سبيل الحد من هذا التحدي الذي يعيق تقدمنا وتطورنا من خلال وضع البرامج والسياسات الجادة للحد من اصابات العمل والتلوث البيئي . كما ألقيت كلمة عن اللجان التحضيرية للمؤتمر ألقاها الدكتور منيف محمد اسماعيل استعرض فيها أهمية وأهداف المؤتمر لتحقيق الأمن والسلامة المهنية في المنشآت العامة والخاصة وتوفير بيئة عمل آمنة من مخاطر الصناعات المختلفة من اجل رفع مستوى الوعي بطرق الوقاية والحد من الاصابات والامراض المهنية.. بعد ذلك بدأت جلسة العمل الأولى التي اشترك في رئاستها وإدارتها ممثل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل توفيق ذمران ، وممثل وزارة النفط يحيى البدوي وممثل جمعية الصناعيين اليمنيين طارق عبدالواسع هايل سعيد، حيث تم استعراض ورقة عمل عن إدارة السلامة المهنية في المشاريع الكبيرة في مشروع الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال، وورقة عمل بعنوان «الأمن والسلامة البيئية»، وورقة عمل بعنوان «التحديات أثناء نقليات صناعة النفط والغاز»، فيما ناقشت الجلسة الثانية التي رأسها ممثلون عن وزارة الشئون والاجتماعية والعمل، وعن وزارة الصحة، وعن منظمة الصحة العالمية باليمن اوراق عمل حول الأمن والسلامة المهنية في المنشآت الخدمية والتجمعات السكانية، وورقة بعنوان «الصحة والسلامة المهنية وطرق الوقاية، وكيفية التعامل مع الغاز وكيفية الوقاية من النار، وورقة طرق الاصابات بالحوادث والوقاية منها، وورقة عن الأمن الصناعي وقواعد السلامة المهنية في محطات توليد الكهرباء».