يقول د. أحمد ماهر: ( إن تخطيط وتنمية المسار الوظيفي يهم المنظمة، بنفس القدر الذي يهم كل فرد على حدة، وكلاهما يهتم في سعيه وسلوكه إلى تحقيق التوافق بين الفرد والوظيفة، ويزداد الاهتمام من كل منهما، إلى الدرجة التي يمكن القول إن هناك مدخلًا فرديًا لتخطيط وتنمية المسار الوظيفي، ومدخلًا تنظيميًا لتخطيط وتنمية المسار الوظيفي ) . تخطيط وتنمية المسار الوظيفي على المستوى الفردي: تقوم المنظمات بتخطيط وتنمية المسارات الوظيفية لعامليها و لذلك على كل عامل أن يخطط لمستقبله الوظيفي، وتزداد أهمية تخطيط وتنمية المسار الوظيفي على مستوى الفرد في مراحل معينة من أهمها مرحلة أول وظيفة للفرد “ عادة بعد تخرجه من مراحل التعليم “، وفي مرحلة الاستقرار العائلي “ حيث لابد من التنسيق بين مسارين: مسار الزوج ومسار الزوجة “، وفي مرحلة منتصف العمر “ حول سن ال 45 سنة حيث تكثر المشاكل الاجتماعية والنفسية للفرد “، وفي مرحلة نهاية المسار الوظيفي “ قبل سن ال 60 سنة حيث تظهر مشكلة التقاعد وترك الخدمة “. تخطيط المسار الوظيفي الخطوات التالية تساعد أي فرد على تخطيط مساره الوظيفي، وهذه الخطوات تعتمد على التبصر والصراحة الذاتية للفرد، وعلى قيامه ببناء وتخطيط مستقبله بنفسه، وتبين السبيل لذلك، والإصرار على المرور خطوة بخطوة من الوضع الحالي إلى المستقبل المأمول. التبصر بالآمال المستقبلية بسبب أن المستقبل مجهول، وصعب مواجهته، وبسبب عدم معرفة الفرد المشاكل التي يمكن أن يتعرض لها في مستقبله، وبسبب ظهور مواقف طارئة، يجعل هذا من عملية النظر إلى المستقبل أمرًا صعبًا، وعلى الفرد أن يسأل نفسه: ما هي طبيعة العمل أو المستقبل الذي يأمله؟؟؟ ، وتستنتج من هذا السؤال تحدد مجالات النشاط أو الأعمال أو الوظائف التي يأمل في القيام بها أو شغلها الفرد، كما تتحدد الإمكانيات المادية المطلوبة، ودرجات التعليم، والخبرة والمهارات الوظيفية والشخصية، وأي قدرات أو مهارات أخرى مطلوبة لتحقيق الآمال المستقبلية. التعرف على القدرات الحالية على الفرد أن يراجع نفسه بسؤال مهم هو: ما هي الإمكانيات والقدرات والمهارات المتوافرة حاليًا لديه؟ .. ووفقًا لهذا السؤال تتحدد درجات التعليم الحالية، والخبرة الحالية والمهارات الوظيفية والشخصية الحالية، وأي قدرات ومهارات أخرى حالية ذات صلة بتحقيق الآمال المستقبلية. معالجة الفرق ومعرفة الحلول ويضيف د. زكي محمود هاشم: ( من الأهمية بمكان إعطاء الموظفين معلومات كافية عن خطط التطور الوظيفي على مستوى المنظمة والتي توضح المسارات الوظيفية أو المهنية المتاحة بالمنظمة والتي تمثل الفرص المتاحة للتقدم والترقي، وإلى جانب اطلاع الموظفين على الوظائف المتاحة حاليًا، يتم اطلاعهم كذلك على الوظائف التي ستكون متاحة في المستقبل القريب والبعيد، وبصفة عامة يجب أن يكون المسار المهني أو الوظيفي للموظف موضع اهتمام الإدارة، وبحيث يكون مسارًا له معنى وقيمة في حياة الموظف العملية أو المهنية لاتفاقه مع اتجاهاته وقدراته، الأمر الذي يكفل تحسين معنوياته وإنتاجيته ). وأختم أعزائي القراء بما قاله الكاتب براين تراسي: ( هناك سباق في حياتنا اليوم وأنت داخل هذا السباق، والسؤال الوحيد هو ما إذا كنت ستفوز أم ستخسر، ويتوقف هذا بدرجة كبيرة عليك، لكي تنطلق نحو الأمام بأسرع ما يمكن، وخصوصًا في حياتك المالية، فإنه عليك أن تتذكر أنه لكي تجني المزيد، لابد أن تتعلم المزيد، عليك حاليًا أن تدفع مستواك المعرفي والمهاري الحالي إلى حدوده القصوى، فإن سقف حدودك هو أمر بداخلك أنت، فإذا أردت أن ترفع من دخلك ومن قدرتك على جني الربح فإنه يتوجب عليك أن تتعلم كل جديد من معلومات، وأفكار، ومهارات بحيث تطبقها في عملك لإنتاج قيمة مضافة لعملك).