كثيراً ما يثار الجدل حول مشاركة الشباب وغيرهم من فئات المجتمع في التنمية أو في العملية السياسية، أو في الإسهام في وضع الحلول للمشاكل التي تعاني منها البلاد ، غير أن أحداً لم يلتفت إلى الحاجات المكنونة في نفوس الشباب والتي تدفعهم لمثل هكذا مشاركة. باعتقادي إن الدافع الأول لهؤلاء الشباب هو الإبداع ، فالحلول المطروحة للمشاكل والصعوبات التنموية والسياسية التي تعانيها اليمن كأي بلد آخر تولد لدى الشباب بطرق إبداعية، وأكثر نجاعة، لأنها ببساطة تعالج أساس القضية وتسعى للإحاطة بكل جوانبها ، كما أنها لا تغفل الثوب المبهج الإبداعي الذي تخرج به للعلن. هذه النقطة تنبه لها ملتقى الشباب المبدع بتعز، واتخذ من هذه المنهجية سبيلاً لإدماج الشباب في مشاكل الوطن والإسهام في وضع الحلول وإيجاد المعالجات باعتبار الشباب جزءاً هاماً من هذا الوطن، من خلال مسرحية «نقطة نظام» التي تأتي ضمن مشروع ينفذه الملتقى بالتعاون مع وحدة دعم الشفافية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. الشباب والفساد تعتبر مسرحية «نقطة نظام» تقريبا أول عمل فني يشرح معاناة الشباب بسبب الفساد بمختلف أشكاله وطرقه، بداية من الأسرة الفاسدة وخصوصاً الأب الذي لا يهمه سوى المال الذي يجلبه له ابنه ولا يهم كيف أوجده أو تحصل على هذا المال ، وبالمقابل يهمل الابن الجيد الذي يحمل الموهبة لمجرد إنه لا يستطيع الحصول على المال. الهدف العام للمسرحية تدعو المسرحية إلى الاهتمام بالمواهب الشابة ومكافحة الفساد حيثما يكون بداية من الأسرة مرورا بالشارع وصولا إلى الوظيفة العامة والخاصة وانتهاء ببعض المؤسسات المدنية الفاسدة. تفاصيل الإبداع بدأ العمل في إعداد النص المسرحي من قبل المؤلف عمار السالمي وقائد العمل المسرحي عبد الرحمن القاسم بإشراف مباشر من مديرة المشروع ورئيسة الملتقى الأستاذة نورية الجرموزي ، وبعد الإطلاع على النص وإدخال التعديلات المطلوبة ،وعرضه على مخرج العمل الأستاذ أحمد جبارة بدأت البروفات الأولية للعمل التي استمرت لمدة 15 يوماً على قاعة الملتقى بقيادة المخرج جبارة. تأهيل وتدريب الشباب التدريبات المسرحية تضمنت تأهيلياً ثقافياً وفكرياً للشباب المبدع المشارك في تنفيذ العمل المسرحي ، جنباً إلى جنب مع التدريبات الفنية المسرحية ، وشملت تعريفات عن (المسرح – المسرحية – الدراما – الكوميديا أو الملهاة – التراجيديا – المأساة ) ، وعناصر النص المسرحي ( الفكرة – الشخصيات – الحوار – الحدث – الحبكة – العقدة – البناء الدرامي للنص – الزمان والمكان )، بالإضافة إلى عناصر العرض المسرحي ( الممثل – الديكور والمناظر – المؤثرات – الملابس – الحركة ).. كما تضمنت التدريبات التطبيقية في فن الإلقاء ( السلم الموسيقي – الطبقات الصوتية – التنفس السليم ) - وفن التمثيل (تدريبات استخدام الحواس الخمس – التحليل للشخصية المسرحية ) – واللياقة البدنية (تمارين الاستطالة – اللياقة والرشاقة أي التعبير بالجسد ). تسويق وترويج العمل حضر العرض عدد كبير من الجمهور يقدر بعدد 250 شخصاً تقريباً كان مجمل الحضور من بعض الشخصيات الاجتماعية والثقافية المعروفة والهامة في محافظة تعز كوكيل المحافظة عبد الله أمير رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب بتعز ، ومدير عام مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة فيصل سعيد فارع، وعبدالإله سلام مدير مركز الصالون الأدبي. بالإضافة إلى عدد من مدراء ورؤساء منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الطوعية والشبابية، ومدراء المدارس الأساسية والثانوية بالمحافظة. الشباب يعالجون مشاكلهم تحدث العمل الإبداعي المسرحي «نقطة نظام» عن بدايات المشكلة التي يعاني منها المجتمع اليمني، وهي المشكلة التي تعتبر أساس المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية التي يعاني منها الوطن، الأمر الذي أعطى دافعاً لدى منفذي العمل من الشباب المبدع وبإشراف نخبة من الخبراء المسرحيين والمختصين في العمل الطوعي إلى شحذ جهودهم وتنفيذ العمل بطريقة إبداعية، ابتعدوا فيها عن التعصب السياسي الضيق ووضعوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. ولعل هذا النوع من الإبداع المؤثر مجتمعياً، والواضع يده على مكمن الخلل هو المطلوب من مبدعينا ، والقائمين على العمل الشبابي الهادف، الذي يسعى إلى إشراك الشباب المبدع في معالجة مشاكل الوطن ووضع الحلول لها بطريقة عميقة تتلامس مع الاحتياج ، وتحقق الغاية والأهداف المنشودة من أي عمل إبداعي . إبداعات أخرى المسرحية لم تكن العمل الإبداعي الوحيد ، فقد شارك الشاب المبدع مروان النقيب «احد الممثلين في المسرحية» بنشيد وطني بعنوان «يا سماوات بلادي» للفنان أيوب طارش ، كما شارك الشاب المبدع خالد هزاع فرحان «أحد الممثلين في المسرحية» بأغنية شبابية وكذلك شارك اثنان من ضيوف العرض من الشباب المبدعين الحاضرين بأغنية عاطفية ونشيد ديني .