بدأت أمس بجامع الصالح في صنعاء الدورة الرابعة من المرحلة الأولى لخطباء المساجد في الجمهورية, تنظمها على مدى أسبوع الهيئة الوطنية للتوعية بالتعاون مع الهيئة العليا لجامع الصالح. ويتضمّن البرنامج التدريبي للدورة التي يشارك فيها 120 خطيباً من سبع محافظات محاضرات حول كيفية تطوير رسالة المسجد لما يحقق غاياتها ومقاصدها المرجوّة لتعزيز الخطاب المعتدل والوسطية وتفعيل دور الخطيب في دعم جهود التنمية. وفي الافتتاح الذي حضره وزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى في حكومة تصريف الأعمال أحمد الكحلاني ورئيس الهيئة الوطنية للتوعية طارق محمد عبدالله صالح, أكد وزير التربية والتعليم في حكومة تصريف الأعمال الدكتور عبدالسلام الجوفي أهمية رسالة المسجد في توحيد الأمة وضرورة تطويرها باعتبارها موجهاً رئيساً للأمة على مر التاريخ.. وأشار إلى دور الخطيب في تعزيز قيم المحبة والتسامح والإخاء ونبذ ثقافة العنف والتطرّف والكراهية مع ضرورة التمسك بالاعتدال والوسطية بعيداً عن التعصب بكل أشكاله. وتطرّق الوزير الجوفي إلى أهمية الدور الذي يجب أن يلعبه خطباء المساجد في معالجة قضايا الواقع المعيشي للناس، مشيداً بجهود الهيئة الوطنية للتوعية من خلال تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الهادفة إلى توعية المجتمع. من جانبه استعرض نائب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية الدكتور عبدالله أبوحورية جهود الهيئة في نشر ثقافة الاعتدال والوسطية والمحبة والتسامح والتي يأتي من ضمنها البرنامج التدريبي الذي استهدف نخبة من خطباء المساجد بالجمهورية, حيث شارك في الدورة الأولى في أمانة العاصمة 85 خطيباً من 8 محافظات. فيما استهدفت الدورة الثانية في محافظة عدن 100 خطيب من 11 محافظة والدورة الثالثة بمدينة المكلا 120 خطيباً من 10 محافظات، مؤكداً أن هذا البرنامج انطلق من حرص الهيئة على الإسهام في الارتقاء برسالة المسجد لما يحقق مصلحة الأمة نظراً لأهمية هذه الرسالة في توجيه الناس إلى ما فيه خير البلاد من خلال نبذ كل مظاهر التطرف والغلو. ولفت الدكتور أبوحورية إلى حساسية المرحلة التي يعيشها الوطن في هذا الظرف الأمر الذي يضاعف مسؤولية الخطاب الديني في توعية الأمة بما يجمع كلمتها ويوحّد صفّها ويحقن دماءها وتجفيف منابع التطرف والتشدد والابتعاد عن الخطابات والفتاوى التحريضية. فيما تطرّق مشرف الدورة الدكتور محمد نجاد إلى مبادىء المنهج الإسلامي في الاعتدال والوسطية في الخطاب الديني والابتعاد عن المهاترات والمناكفات التي تشق صف الأمة، مشيراً إلى أن ما تمر به البلاد هذه الأيام يجعلها أحوج ما تكون إلى خطيب جامع للعلم والمعرفة والكياسة لتوعية المجتمع. وأكد أهمية استشعار الخطباء والعلماء عظمة المسؤولية الملقاة على عاتقهم في التوعية والإرشاد بالمنهج الإسلامي القائم على المحبة والتسامح. وأوضح أن الدورة تهدف إلى رفد الخطباء المشاركين من أمانة العاصمة ومحافظات “عدن، أبين، شبوة، تعز، إب، الحديدة” بمهارات ومعارف حول عدد من المواضيع الدينية الهادفة إلى ترشيد الخطاب الديني وصولاً إلى خطاب معتدل بعيداً عن التطرف والتعصّب والغلو بما من شأنه تجسيد قيم ومبادىء الإسلام السمحة.