أعلنت مجموعة الاتصال الخاصة في ليبيا خلال اجتماع لها في العاصمة الإيطالية روما أمس الخميس تأسيس صندوق لمساعدة المعارضة الليبية المسلحة. وتضم المجموعة الولاياتالمتحدة وقوى أوروبية وحلفاء من الشرق الأوسط وعدداً من المنظمات الدولية. وجاء الإعلان في إطار كلمة ألقاها وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني الذي ترأس الاجتماع، مشاركة مع رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وأوضح فراتيني أن الصندوق الذي أطلق عليه اسم الآلية الموقتة للتمويل “سيتيح ضخ الأموال بفاعلية وشفافية” إلى المجلس الوطني الانتقالي, ولم يفصح الوزير الإيطالي عن المزيد من التفاصيل. وشاركت في المباحثات أيضاً وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، والتي لم تشارك في الاجتماع السابق لمجموعة الاتصال في الدوحة منتصف أبريل الماضي. وقالت كلينتون في روما قبيل الاجتماع: “نبحث وبعمق سبل زيادة الضغط على القذافي ومن حوله.. دبلوماسياً واقتصادياً”. وأضافت أن المحادثات ستركز أيضاً على “كيفية إنهاء العنف ضد المدنيين وبدء عملية انتقال ديمقراطي نحو مستقبل أفضل”. وأشارت كلينتون إلى أنه سيتم بحث “آلية مالية” لضمان توصيل المساعدات المالية للمجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يعتبر الممثل الرئيسي للثوار “بأكثر الطرق فعالية”. وجاءت تصريحات كلينتون خلال مؤتمر صحفي مشترك مع فراتيني الذي أكد أن إيطالياوالولاياتالمتحدة تعتقدان أن الضغط العسكري، المتمثل في غارات حلف شمال الأطلسي الجوية يبقى “أداة لإجبار نظام (القذافي) على وقف هجماته ضد المدنيين”. غير أن وزير الخارجية الألماني جيدو فسترفيله شدد على أهمية التوصل ل “حل سياسي” للصراع في ليبيا. وقال فسترفيله مدافعاً عن قرار بلاده بعدم المشاركة في غارات حلف شمال الأطلسي: “يزداد يقين المرء أن الحل السياسي ضرورة.. فحدود (التدخل) العسكري واضحة”. بدوره أعرب وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني عن “أمله في أن يفكر مزيد من الشركاء في إقامة علاقات ثنائية مع المجلس الوطني الانتقالي”. وذكر فراتيني أن “هذا سيسمح بتعزيز وضع شركائنا في بنغازي وتعميق الشعور بالعزلة لدى نظام القذافي”. ورأى فراتيني أن من الضروري ان “تبدو مجموعة الاتصال متحدة في مواجهة محاولات القذافي تقسيم الأسرة الدولية”. ويعقد الاجتماع على خلفية الاشتباكات العنيفة في مدينة مصراتة الليبية وحولها ويأتي بعد سبعة أسابيع من بدء الحملة الجوية لحلف شمال الأطلسي التي لم تتمكن حتى الآن من وقف قوات القذافي عن التحرك لقمع الانتفاضة الليبية. على صعيد متصل أعلنت منظمة الهجرة العالمية إجلاء المئات من مواطني مدينة مصراتة الليبية أمس مع ظهور تفاصيل الإصابات التي نجمت عن القنابل التي لم تنفجر من قبل. وقالت المنظمة إن سفينة على متنها 800 مهاجر ومصاب رست في مدينة بنغازي بشرق ليبيا. وحذّرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من أن المدنيين يواجهون مخاطر كبيرة بسبب القنابل التي لم تنفجر أو التي تركت في المدينتين وفي أجزاء أخرى من البلاد. ووفقاً لما ذكرته اللجنة فإنه تم تسجيل عدد من الإصابات معظمها بين الأطفال على مدار الأيام القليلة الماضية. وقالت اللجنة الدولية إنها نظمت ورشة تدريب لكيفية إجراء الجراحة أثناء الحرب لأكثر من 25 طبيباً وممرضاً في بنغازي لتسهيل عملية تدريب مزيد من الأطباء. وقال المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا أمس إن أكثر ما تحتاجه ليبيا الغذاء والوقود والأدوية. وأضاف إنه يحتاج إلى نحو 2 إلى 3 مليارات دولار لتوفير السلع الاساسية ووسائل الدفاع خلال الأشهر المقبلة. في هذه الأثناء أعلنت المعارضة الليبية المسلحة ان الدنمارك واسبانيا وهولندا اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ممثلاً شرعياً للشعب الليبي بدلاً من نظام معمر القذافي. وقال الناطق باسم المجلس جلال القلال إن “نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبدالحافظ خوجة سعيد للغاية بأن هذه الدول الثلاث اعترفت بالمجلس الوطني الانتقالي”. ويشار إلى ان فرنساوإيطاليا وقطر وغامبيا اعترفوا رسمياً بالمجلس الوطني الذي يتخذ من مدينة بنغازي الليبية مقراً له كممثل شرعي للشعب الليبي بدلاً من نظام الزعيم معمر القذافي الذي يقود السلطة في بلاده منذ أكثر من أربعين عاماً. ويواجه نظام القذافي منذ منتصف فبراير الماضي تمرداً شعبياً واجهه بالقمع ماحدا بحلف الأطلسي إلى التدخل عسكرياً في ليبيا عبر شن غارات جوية.