وافق وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وعدد من الدول الغربية والعربية على الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي الذي تقوده المعارضة الليبية في مدينة بنغازي كحكومة شرعية لكل ليبيا. وقال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني إن الزعيم الليبي معمر القذافي ليس أمامه الآن سوى خيار واحد وهو التنحي عن السلطة. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إن المجلس الانتقالي قدم ضمانات مهمة على التزامه بالشفافية والإصلاح الديمقراطي. ويعني هذا الاعتراف بالمجلس الانتقالي كحكومة شرعية أن كل الأصول والحسابات التي تعود للدولة الليبية والتي جمدت عقب بدء الصراع يمكن أن تصرف لصالح المعارضة الليبية المتمركزة في مدينة بنغازي شرقي البلاد. وقد جاء ذلك خلال اجتماع مجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا الذي بدأ اليوم فى مدينة اسطنبول بتركيا بغية التوصل إلى استراتيجية للخروج من الأزمة الليبية وتقييم النجاح الذى أحرزته الحملة الجوية لحلف الناتو حتى الآن.
مقاتلات إضافية وفي تصريحات خاصة لبي بي سي، قال وليام هيغ، وزير الخارجية البريطاني المشارك في اجتماع اسطنبول، إن بريطانيا أعلنت اليوم تخصيص أربع طائرات مقاتلة إضافية للمشاركة في الحملة العسكرية لحلف شمال الأطلسي الناتو. وأضاف هيغ أن الحملة العسكرية تستند إلى قرار مجلس الأمن الذي ينص على ضرورة حماية المدنيين في ليبيا. وأكد أيضا أن مجموعة الاتصال تدعم حملة الناتو التي حالت دون فرض نظام القذافي سيطرته بالقوة على كافة المناطق الليبية. وفي تصريح لوكالة رويترز للأنباء، قال آلان جوبيه وزير خارجية فرنسا إن خارطة الطريق الليبية تشمل تنحي القذافي وصياغة دستور للبلاد واجراء انتخابات ديمقراطية. يذكر أن هذا الاجتماع هو الرابع منذ شهر مارس/ آذار الماضي لمجموعة الاتصال الدولية التي تضم خمس عشرة دولة. وكان جوبيه قد تحدث قبل أيام عن فرص إيجاد حل سياسي للأزمة الليبية بناءً على اتصالات غير مباشرة أجريت مع حكومة العقيد معمر القذافي. وقد لعبت فرنسا دوراً محورياً في شن الهجمات التي قادها حلف شمال الأطلسي على ليبيا وفق قرار مجلس الأمن رقم 1973 الذي أقر العمليات العسكرية من أجل حماية المدنيين الليبيين من قوات القذافي. ونقلت وكالة أنباء رويترز قبل الاجتماع عن مسؤول أمريكي ضمن وفد وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون قوله: "إننا ننظر الآن إلى مرحلة ما بعد القذافي". وأضاف المسؤول الأمريكي أن "القذافي سيرحل" وأن اجتماع مجموعة الاتصال يمثل فرصة لتقييم الموقف والاستعداد للمرحلة الانتقالية. ويشارك في اجتماع اسطنبول ممثلون عن المجلس الوطنى الانتقالى المعارض في بنغازي لكن الحكومتين الروسية والصينية رفضتا تلبية الدعوة للحضور. وتسيطر قوات المعارضة الليبية المسلحة على شرق ليبيا وجيوب في غربي البلاد، ولا تزال قوات العقيد القذافي تحكم سيطرتها على العاصمة طرابلس.