قالت ايطاليا يوم الجمعة ان القوى الغربية والعربية في مجموعة الاتصال بشأن ليبيا ستعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل للشعب الليبي مما يعطي دفعة للمعارضة في ظل تداعي حملتها العسكرية. وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان قرار اجتماع اسطنبول لاكثر من 30 دولة وهيئة دولية معناه أن الزعيم الليبي معمر القذافي ليست لديه خيارات سوى التنحي.
وسيتم تفويض المبعوث الخاص للامم المتحدة عبد الاله الخطيب بطرح شروط التنحي على القذافي فيما قال وزير الخارجية البريطاني انه سيتم تصعيد العمل العسكري ضد القذافي بالتزامن مع هذا. ويشمل العرض السياسي الذي سيطرح على القذافي وقفا لاطلاق النار لوقف القتال الممتد منذ خمسة اشهر.
وأفادت تقارير بأن القذافي يبحث سرا حلا دبلوماسيا يتنحى بموجبه عن الحكم لكن الزعيم الليبي لايزال على تحديه في العلن.
وقال فراتيني "اليوم سنطلع على الوثيقة النهائية التي تعترف فيها مجموعة الاتصال بالمجلس الوطني الانتقالي بوصفه المحاور الذي يمثل الشعب الليبي. وبالتالي (لا يوجد) خيار اخر سوى أن يتنحى القذافي."
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج انه في الوقت الذي سيسعى فيه الخطيب الى التوصل لتسوية سياسية "سيستمر الضغط العسكري على النظام في تصاعد."
وهذا هو الاجتماع الرابع لمجموعة الاتصال بشأن ليبيا والتي تأسست في لندن في مارس اذار وهي تسعى الى الوصول الى حل سياسي لاقناع القذافي بالتنحي. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو انه قد يتم التوصل الى حل سياسي بحلول شهر رمضان الذي يحل في اغسطس اب.
وأضاف "هناك تحسن في الوضع على الارض... ما نحتاجه الان هو تعزيز انجازاتنا والانتقال الى مرحلة حل الصراع."
وتابع أن المعارضة في حاجة ماسة الى الاموال وان على اعضاء مجموعة الاتصال بحث فتح باب الاقتراض امام المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي.
كما أيد اقتراحا للمعارضة بالافراج عن ثلاثة مليارات دولار من الاصول الليبية المجمدة لتخفيف حدة الوضع الانساني "الخطير" في شهر رمضان بالمناطق التي تسيطر عليها المعارضة ومناطق القذافي على حد سواء. وتبنت الصين وروسيا موقفا اكثر ليونة تجاه القذافي ووجهت لهما الدعوة لحضور اجتماع مجموعة الاتصال بشأن ليبيا للمرة الاولى لكنهما قررتا عدم المشاركة.
ودعا اندرس فو راسموسن في لاهاي يوم الخميس اعضاء الحلف الى توفير المزيد من الطائرات الحربية لقصف أهداف عسكرية ليبية في الوقت الذي يسعى فيه الحلف الى مواصلة الضغط العسكري على القذافي. وأعلنت بريطانيا انها سترسل أربع طائرات تورنيدو لدعم مهمة الحلف. وأصبحت هذه الطائرات ضرورية بعد أن عمدت قوات القذافي الى التمويه على مدرعاتها ومدفعيتها.
وقالت بريطانيا انها دمرت او ألحقت أضرارا باكثر من 500 هدف عسكري ليبي بما في ذلك مواقع للقيادة والتحكم. وقال الجنرال نيك بوب المتحدث باسم الجيش البريطاني "لكن مع تقدم الحملة يحاول النظام اخفاء الجنود والمعدات والمقرات على نحو متزايد ويكون هذا عادة في مناطق مأهولة."
وقالت قيادات المعارضة المسلحة في قرية القواليش على بعد نحو 100 كيلومتر الى الغرب من طرابلس انها تحشد قواتها للتقدم شرقا نحو بلدة غريان التي تتحكم في الدخول الى البوابة الرئيسية للعاصمة.
لكن يوم الاربعاء نفدت الذخيرة من مجموعة من مقاتلي المعارضة الذين كانوا يدافعون عن القواليش وفروا حين شنت قوات القذافي هجوما مباغتا. واستعادت المعارضة السيطرة على القرية قبل حلول الظلام لكن معارك الكر والفر تظهر مدى الصعوبة التي يواجهها المعارضون لتحقيق مكاسب على الارض.
وليس واضحا ما اذا كان القذافي ينوي الاستمرار في القتال املا في الاحتفاظ بسيطرته على المناطق المحيطة بطرابلس ام سيسعى الى استراتيجية خروج تضمن الامن له ولعائلته لكن من غير المتصور أن يكون له دور مستقبلي في ليبيا.
وقال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين على متن طائرة وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون قبل هبوطها في اسطنبول "بدأت الدول تتطلع الى ما بعد القذافي. انه سيرحل والاجتماع قد يكون مكانا مفيدا للاستعداد لهذا التحول." وأضاف "هذا هو اسلوب تفكيرنا في هذا الاجتماع."
وفي وقت سابق هذا الاسبوع قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان مبعوثين من حكومة القذافي على اتصال بأعضاء الحلف قالوا انه مستعد لترك الحكم لكن هذا لم يقنع المسؤولين الامريكيين. وقال مسؤول أمريكي اخر "هناك الكثير في مهب الريح... نحن غير مقتنعين بعد بأن ايا من هذا يمثل امرا حاسما فيما يتعلق بالخطوط الحمراء التي حددناها."
وقال القذافي في تسجيل صوتي بثه التلفزيون الليبي ليل الخميس انه صامد. وأضاف أنه سيقاتل حتى النهاية وأن نهاية حلف الاطلسي ستكون في ليبيا.
وقال المجتمع الدولي للقذافي ان عليه أن يوقف العنف ضد شعبه ويسحب قواته ويتنحى. وسيتوقف اي حل على ما اذا كان سيسمح للقذافي بعد تنحيه بالبقاء في ليبيا او اللجوء لدولة أخرى بغض النظر عن تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائمه ضد شعبه.
وقال محمود جبريل العضو البارز في المجلس الوطني الانتقالي انه لا توجد مفاوضات حتى الان مع نظام القذافي. من تولاي كارادينيز