سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ القليصي يدعو إلى تعزيز المحبة والإخاء بين أبناء الوطن والحفاظ على الوحدة ملايين اليمنيين يؤدّون صلاة جمعة "الأمن والاستقرار" بميدان السبعين وعموم المحافظات
أدّى ملايين اليمنيين أمس صلاة الجمعة “جمعة الأمن والاستقرار” في الساحات العامة بأمانة العاصمة صنعاء وعموم محافظات الجمهورية. وفي خطبتي صلاة الجمعة بميدان السبعين بالعاصمة صنعاء أكد صاحب الفضيلة الشيخ شرف القليصي أهمية الوحدة والاصطفاف الوطني بين أبناء اليمن والاحتكام إلى كتاب الله وسنّة رسوله صلّى الله عليه وسلم انطلاقاً من قوله تعالى: “واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا, واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا, وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها, كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون” صدق الله العظيم. وقال: “إن جُل النعم التي أنعم الله بها على عباده، هو دين الإسلام، فلولا الإسلام لصار الناس كالعجماوات لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً ولأكل القوي الضعيف ولصبّ الله العذاب على الناس صباً وأرسل العقوبة عليهم من تحت أرجلهم سيلا”. وأضاف: “لولا الإسلام لما اطمأنت الجنوب في المضاجع, وما جفت الأعين من المدامع والانحطاط الإنساني لمنزلة البهائم التي تتصادف في الطرق، وإذا ضاع الإيمان فلا أمان ولا دنيا لمن لم يحيي الدين”. معتبراً الإسلام منّةً عظمى وتكاليفه تأديب للنفوس البشرية وتتدرج بالإنسان إلى مصاعد الكمال والعلو, قال الله تعالى: “ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون”. وتابع: “إن الأمن من نعم الله العظمى على عباده, وقد عد النبي صلّى الله عليه وسلم نعمة الأمن في طليعة النعم التي تكفل للإنسان السعادة والريادة والاستقرار المعيشي, فقال عليه الصلاة والسلام: “من أصبح آمناً في سربه, معافى في بدنه, عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”. مؤكداً أن الإسلام اهتم بحق الفرد والمجتمع في الاستمتاع بهذه النعمة العظيمة حتى يطمئن الناس على دينهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم ويتجه تفكيرهم ونشاطهم إلى ما يُعلي قدرهم وشأنهم. وأكد الشيخ القليصي أن نعمة الأمن من تمام الدين وتحقيق شعائر الإسلام، ولا يعمل بشعائره من صلاة وصيام وزكاة وحج إلا في ظل الأمن والاستقرار وصدق الله العظيم القائل: “وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدّلنهم من بعد خوفهم أمنا, يعبدونني لا يشركون بي شيئاً, ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون”. وأوضح خطيب الجمعة أن الأمن مرتبط بالدين الإسلامي وشعائره وأركانه, وإقامته مرتبطة بتحقيق الأمن في الواقع ومصالح الناس الدنيوية وتبادل المنافع والمصالح وانتشار العلوم واستقرار حياة الناس أساسها الأمن والأمان والاستقرار. مستشهداً أن قوماً غرّتهم الحياة الدنيا وجرّعتهم المعاصي فخسروا الدنيا والآخرة. وحذّر خطيب الجمعة الشيخ القليصي من العبث والتبديل والتغيير في النعمة والأوضاع الأمنية والاستقرار المعيشي قائلاً: “من بدّل نعمة الله كفراً ومن أحل قومه دار البوار هلك وأهلك معه الأمة، ولقد جاءهم من الأنباء ما فيه مزدجر”. وقال خطيب الجمعة: “إن كلمة المشترك لم ترد في القرآن الكريم سوى مرتين فقط في سورتين وسياقين واضحين، لم ترد للاشتراك في البناء والأمن والاستقرار، والتقدم والراحة والأمان لم ترد على الاشتراك في الحق والعدل والإحسان، إنما وردت للدلالة على الاشتراك في الباطل والمنكرات والإعراض عن الخير والإيمان والبر والصلاح والاشتراك في الصمت على الحق والإعراض عنه ومحاربة أهله والإفساد في الأرض وإهلاك الحرث والنسل والاشتراك في الكيد والمكر والتآمر وتدبير الفتن وإشعالها في الدنيا, قال الله تعالى في سورة الصافات: “فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ”.. وقال عز وجل في سورة الزخرف: “وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ”. ودعا الشيخ القليصي من سمّاهم بالمشتركين إثماً ومنكراً قولاً وفعلاً ومكراً وكيداً وتآمراً على الوطن ووحدته وأمنه واستقراره بالعودة إلى رشدهم وإجابة داعي الحق والمنطق والعقل والحكمة والأمن والأمان والاستقرار. لافتاً إلى أن رئيس الجمهورية جدد دعوته إلى الحوار والمبادرة الخليجية والتصالح والتسامح ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. وتطرّق القليصي إلى ما يحدث من جرائم نكراء يستهجنها ويرفضها كل مسلم غيور ويتقزز من بشاعتها كل ذي ضمير حي وكل إنسان لديه في قلبه رحمة، جرائم تأباها النفوس وتستنكرها البشرية على مختلف أديانها ومعتقداتها ومذاهبها وأفكارها وأجناسها ولغاتها العالمية، ومنها سحل وسحب الرجل اليمني المسلم الشايب وضربه وكسر أضلاعه والاعتداء عليه وهتك عرضه وكرامته، وجريمة قطع لسان الشاعر وليد الذي عبّر عن رأيه وما يجول بخاطره في حبّه لوطنه ورئيس دولته فقطع لسانه. وتساءل: أي فعل أقبح وأشد جرماً من تلك الأفعال الخبيثة, وفي أية شريعة وأي دين وعقيدة أجيز لهم هذا العمل والفعل المشين، وهل لدى أولئك الذين قاموا بهذه الأفعال دين أو ضمير أو عقيدة أو مبدأ او أخلاق أو قيم أو أعراض تردهم عن ارتكاب مثل هذه الجرائم؟!. ولفت إلى أن الألسن التي ينبغي قطعها هي ألسنة النفاق والدجل والتضليل وألسنة الكذب والتزوير والبهتان، ألسنة الشتم والسب والتشهير والتحريض على أمن الوطن ووحدته وأمنه واستقراره. مبيناً أن المسلمين إخوة, وعليهم أن يتقوا الله في أنفسهم ولا يلقوا بأنفسهم والشباب إلى التهلكة والفتنة والمحرقة. وقال: “لقد قطعوا لسان ذلك الشاعر فهتفت ملايين الألسنة اليمنية، واحتشدت ملايين الألسنة في الميادين والساحات، وقالت اليوم: نعم للشرعية الدستورية والأمن والاستقرار، لا للفوضى والتخريب والإرهاب وإشعال الفتن والحروب الأهلية، لا للانقلابات العسكرية”. وأضاف: “لو قطعوا لسان واحد منا فخمسة وعشرون مليون لسان يمني يقولون نحن تلك اللسان التي قطعت لنعبر بصدق عن حبنا لوطننا وأمنه ولو قطعت يد منا فهناك خمسون مليون يد ستكون مع الشرعية الدستوريه، لو بترت منا قدم فخمسون مليون قدم فداء للوطن ولو فقدت عين منا، فخمسون مليون عين فداء لوطننا, ولو قطعوا أذن واحد منا فخمسون مليون أذن فداء للوطن”. وقال الشيخ القليصي: “لو قطعوا أنفنا فكلنا شم الأنوف سنعيش مرفوعي الرأس معتزين بوطننا ووحدتنا وقائدنا, وسنظل شامخين لن نتزلزل ولن نتخاذل ونخاف ونهتز إلا من خالقنا سبحانه وتعالى، لن يرهبنا أو يستذلّنا أحد فلسنا بطيرٍ مهيض الجناح, ولن نستباح أو يستعبدنا أو يخيفنا أحد”. وأضاف: “نحن أبناء اليمن أحفاد أنصار رسول الله, أحفاد المجاهدين الفاتحين الذي شهدت لنا الدنيا في أفريقيا وأوروبا وآسيا شرقاً وغرباً, وشهدت لنا بلاد الهند والسند والأندلس والصين وجزر اليابان وماليزيا واندونيسيا، لن نخشى إرهاباً يحاربنا”. وتابع: “إن من سار على نهج أهل الخير وفي طريق الحق والإيمان لابد أن يبتلى على قدر إيمانه وصبره وتحمُّله، فحافظوا على علم الجمهورية اليمنية ولا يأتي المدّعون اليوم ليضعوا النجمة الخماسية والنجمة الحمراء ولا المنجل ولا المطرقة على العلم”. ومضى قائلاً: “ماذا ينتظر الناس في الأيام القادمة بعد قطع الألسنة, أينتظرون قطع الرقاب والمشانق والإعدامات والقائمه السوداء، ماذا ينتظرون قطعوا ألسنة المعارضين اليوم لأنه ضاقت صدورهم أن يسمعوا معارضة لهم، فكيف إذا حكموا واستلموا الحكم كيف سيتعاملون معكم يا أبناء اليمن ومع هذه الملايين المحتشدة التي تؤيد الأمن والاستقرار والمحبة والود والإخاء”. ونبّه خطيب الجمعة الدولة إلى أهمية القيام بدورها لتأمين حياة المواطنين وحماية أموالهم وأنفسهم وأعراضهم ومحاسبة المفسدين والمجرمين والعابثين في الأرض. مؤكداً ضرورة قيام مؤسسات الدولة والأجهزة الأمنية بواجبها في ملاحقة وضبط من يرتكبون هذه الجرائم .. هم من قطع الطرق وأعمال التخريب وقطع الغاز والتسبب في أزمة البترول والكهرباء وضرب المسنّين وقطع الألسنة. واختتم فضيلة الشيخ شرف القليصي قائلاً: “اتقوا الله يا علماء اليمن وقادة الأحزاب والشباب، فهذه الدماء أمانة في أعناقكم, وما يقع اليوم من أحداث في أعناقكم يوم تلقون الله, أيستحق هذا براءة اختراع, أهذه براءة الاختراع لألفين وأحد عشر قطع الألسن والأعضاء”. داعياً الجميع إلى المحبة والود والإخاء بين أبناء الوطن, والحفاظ على وحدته وأمنه واستقراره والسلم الاجتماعي والمكاسب والمنجزات الوطنية.