هي عابرة للروح وأنشودة الأمل النازف في حقل الأطفال.. واحلام الصغيرات.. كانت أول خيوط الحرية التي انشقتها في بدايتها الأولى.. مخزوناً للحق الذي تاه في مزاريب السياسات وتخوم العيب فاتسع صدرها الكبير لذلك الحق الذي مافتئت تدافع عنه منذ الشهقة البكر حين رأت النور.. هي من زرعت الحلم بالحرية لالبنات جيلها والتي ناضلت من أجلها فحسب بل لكل الناس على امتداد الوطن الممتد في أقاصي روحها الشغيف.. كانت معرفتي الأولى بها من خلال كتاباتها الأولى وإطلالتها المميزة على التلفزة في منتصف السبعينيات..لكن اللقاء الأجد في قاهرة المعز كانت تربطها بها رابط لايجسه إلا من يعرف ذلك القلب العاشق بصدق والمتيم بالقيمة التي قدستها وناضلت لتكون منهج حياة.. تعرفت عليها فوجدت فيها القيمة الرمز الذي لابد أن يكون لها مكان.. لأنها بحد القيمة المحسوبة في زمن عزت فيها القيمة. كان ذلك في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي وجدتها في عنوان إشراقتها لوحة بنيوية تطالع فيها ماوراء المستقبل وترسم خطوطها تفاصيل الماضي والحاضر، إنه الانبجاس الأول للمرأة اليمنية، بل قل للأنثى في الجزيرة العربية.. كانت تؤمن بأنها لاتعيش الزمن المرجو.. لكنها عقدت العزم في فضاءات روحها أنها لابد أن تشهد ذلك اليوم وأنها لابد أن تعانق انسراح فجر الحرية في قاهرة المعز.. والذي لاشك سينعكس على محيطها .. وكان اللقاء الأخير الذي أصرن أن تكون شاهداً رأى بأم عينيه ما ارتسم على صفحات النيل في مآقي البسطاء وسماء القاهرة.. وكان بها اختاره مكان وزمن الرحيل بعناية.. لتكون هناك حيث خيوط الفجر لازالت مشرعة. فالسلام عليها في الأولين والسلام عليها في الآخرين والسلام عليها في الملأ الأعلى إلى يوم الدين.