اكتظت ميادين وشوارع وأحياء أمانة العاصمة صنعاء بحشود هائلة من ملايين المواطنين الذين توافدوا من مختلف محافظات الجمهورية منذ يوم أمس الأول لتأدية صلاة جمعة “الوحدة” والمشاركة في المسيرات الملايينية التي أعقبت صلاة جمعة “الوحدة” في ساحة ميدان السبعين والشوارع والأحياء المحيطة به, لتأكيد موقف جماهير الشعب اليمني المتمسك بالشرعية الدستورية والديمقراطية والرافض أية محاولات للانقلاب عليها. ورفع المشاركون في المهرجان الملاييني الحاشد علم الجمهورية اليمنية وصور فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, وردّدوا الهتافات المستنكرة مختلف الدعوات الساعية إلى السير بالوطن نحو الفوضى والعنف والفتن. ورفع المشاركون لافتات كُتبت عليها شعارات تقول: “نعم للحوار.. نعم للتنمية والأمن والاستقرار.. لا للتخريب.. لا للفوضى.. لا للأزمات المفتعلة ولا للانقلاب على الشرعية الدستورية”. وأكدت الحشود الملايينية أن الغالبية العظمى والسواد الأعظم من جماهير الشعب اليمني تتمسّك بالشرعية الدستورية وبفخامة الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية، وترفض الانقلاب عليها أو المساس بالمكتسبات والثوابت الوطنية عبر أعمال الفوضى والعنف والتخريب التي تمارسها أحزاب اللقاء المشترك وحلفاؤها من فلول العناصر الانفصالية والإمامية. وجدّدوا التأكيد على تمسُّك الشعب اليمني بالأمن والاستقرار والثوابت الوطنية وفي مقدمتها الوحدة المباركة ووقوفه ضد أية مخططات تآمرية تستهدف تقويض أمن اليمن واستقراره والمساس بوحدته والانقلاب على شرعيته الدستورية. واستنكر المشاركون الأعمال الخارجة عن القانون التي تمارسها عناصر المشترك في أكثر من محافظة بهدف تعطيل مصالح المواطنين والإضرار بها وإقلاق الأمن والسكينة العامة وفي مقدمة تلك الأعمال جرائم قطع الطرقات وافتراش بعض شوارع المدن الرئيسية وإجبار التجار على إغلاق محالهم التجارية بالقوة, بالإضافة إلى اقتحام المدارس وترويع الطلاب والطالبات ومحاولة منعهم من أداء امتحاناتهم, فضلاً عن استمرار أعمال التقطع في طريق مأرب - صنعاء لمنع وصول قاطرات المشتقات النفطية وقاطرات الغاز, الأمر الذي أحدث أزمة وخلق معاناة لدى المواطنين في عموم المحافظات. وحمّلت ملايين الجماهير المحتشدة قادة أحزاب اللقاء المشترك مسؤولية تصعيد الأزمة والاستمرار في تحريض بعض المواطنين والشباب والتغرير بهم ودفعهم إلى ممارسة العنف والفوضى والاعتداء واقتحام المؤسسات والمنشآت الحكومية بجانب تحميلهم مسؤولية ما يتكبده الاقتصاد الوطني من خسائر جراء هذه الأزمة المفتعلة من المشترك. وقد ألقى فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية كلمة أمام الحشود الملايينية, حيّا فيها جماهير الشعب اليمني رجالاً ونساء في كل المحافظات على مواقفهم الوطنية المشرّفة وتمسُّكهم بالشرعية الدستورية. وقال فخامته: “يهل علينا في هذا الشهر العيد الوطني الحادي والعشرون للوحدة اليمنية المباركة ال 22 من مايو, فتهانينا لشعبنا اليمني العظيم بهذه المناسبة الوطنية الغالية, ونجدد شكرنا لهم على هذه المشاعر الفياضة وعلى هذا الحماس المنقطع النظير والتفافهم حول الشرعية الدستورية”. وتابع قائلاً: “إننا ندعو كل أبناء الوطن إلى الاصطفاف الوطني لمواجهة كل أنواع التحديات الاقتصادية والسياسية جراء الأعمال التخريبية التي تمارسها عناصر تابعة لأحزاب اللقاء المشترك من قطّاعي الطرق وقاتلي النفس المحرمة”. واستطرد فخامة الأخ رئيس الجمهورية قائلاًً: “نقول للقاء المشترك وحلفائه كفاكم لعباً بالنار, مالم فإن جماهير شعبنا في كل القرى والعزل والأحياء وإلى جانبهم المؤسسة الأمنية والعسكرية البطلة سيكونون مضطرين إلى أن لا يبقوا مكتوفي الأيدي, وسيردّون بالرد الشافي على من يمارسون أعمال التخريب والاعتداء على المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة والتي كان آخرها ما حدث في يوم الأربعاء من قتل للنفس المحرمة أثناء محاولة عناصر تخريبية للمشترك اقتحام مبنيي مجلس الوزراء وإذاعة صنعاء وما سبقها في الأسابيع الماضية من اعتداء على المعتصمين من الشباب في مدينة الثورة الرياضية”. واستنكر فخامة الأخ الرئيس بشدة هذه الأعمال التخريبية.. وقال: “الدفع بعناصر المشترك إلى اقتحام المؤسسات العامة عمل تخريبي لا يمكن التغاضي عنه.. فما بنيناه خلال 32 عاماً يتم تخريبه في ثلاثة أشهر من قبل عناصر التخريب التي تريد أن تتربّع على كراسي السلطة لتذبح شعبنا اليمني وتقطع الألسنة وتقطع الرؤوس وتقطع الطرق”. وتابع قائلاً: “كفاكم لعباً بالنار.. كفاكم اللعب بالنار يا لقاء مشترك.. ومن ورائكم من العناصر الخارجة عن النظام والقانون”. مشدداً أن شعبنا سيضطر إلى حماية مؤسساته ومدنه وقراه ومساكنه بكل ما أوتي من قوة. ومضى قائلاً: “سنواجه التحدي بالتحدي.. ومن يرد السلطة فعليه أن يتّجه إلى صناديق الاقتراع وليس إلى قتل النفس المحرمة أو قطع الطريق لمنع مرور قاطرات الغاز والنفط من مأرب, فهذه موارد ملك للشعب وليست ملك حزب المؤتمر ولا ملك أحزاب التحالف, وإنما ثروة للشعب وملك للشعب, ومن عائداتها يأكل الشعب ويشرب, فمنها تصرف مرتبات الموظفين وتموّل مشاريع التنمية”. وجدّد فخامة الأخ الرئيس دعوته إلى قادة المشترك بأن يكفّوا اللعب بالنار وينأوا بأحزابهم عن أعمال التخريب والفوضى والعنف. كما جدّد دعوته إلى تلك الأحزاب بتحكيم العقل والمنطق والعودة إلى الحوار البنّاء وتحت أية مظلة وفي أي مكان. وحيّا فخامته في ختام كلمته الحشود الملايينية من المواطنين الذين تحمّلوا عناء السفر من مناطقهم للحضور إلى صنعاء لتأكيد تمسُّكهم بالشرعية الدستورية ورفضهم الفوضى والعنف والتخريب والفتن.