هناك طائفة – يقول د. علال – من الأخباريين كذابين أيضا. ويذكر صاحب كتاب “مدرسة الكذابين في رواية التاريخ الإسلامي و تدوينه” منهم خمسة. أولهم عيسى بن دأب المديني (ق:2ه)، كان يختلق الأشعار وأحاديث السمر وينسبها للعرب، فسقطت بذلك مكانته بين العلماء. وثانيهم عوانة بن الحكم الكوفي (ت158ه)، كان عثماني النزعة، يضع الأخبار لبني أمية. وثالثهم الكذاب هشام بن محمد الكلبي (ت 204ه)، يروي الأخبار المكذوبة في مختلف المجالات، واتهمه أبو الفرج الأصفهاني بالكذب، وقال عنه أحمد بن حنبل: إنما كان صاحب سمر ونسب، ما ظننت أن أحدا يَحدّث عنه. ورابعهم بكير بن المعتمر البغدادي (ق:3ه) كان يختلق الأخبار للخليفة الأمين في حروبه مع خصومه. وآخرهم هو كذاب مجهول، اختلق شخصية أسطورة خيالية، سماها: رتن الهندي، ونسب إليه أخبارا مكذوبة. يقول د. علال في مبحثه: الكذابون الأخباريون معظمهم جمعوا بين الكذب على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وعلى غيره من الناس، وأنهم قد غطوا بمفترياتهم مختلف مجالات الحياة. وقد أحصيتُ منهم نحو ثلاثين أخباريا كذابا، من مجموع ما أحصيته من الكذابين الذين زاد عددهم عن 350 كذابا. [email protected]