بلال بن جرير المحمّدي. تاريخ الوفاة: 547ه / 1152م موفق الدين، أبو الندى، المنعوت ب(الشيخ السعيد، الموفق السديد). عاش في مدينة عدن. أمير، فاضل، محبٌّ للأدب، سياسي بارع، ولاه الداعي (سبأ بن أبي السعود بن زريع بن العباس اليامي) أمير مدينة عدن للدولة (الصليحية) إدارة أعمال مدينة عدن؛ حين قرر الأخير محاربة ابن عمه (علي بن أبي الغارات بن مسعود)؛ فدخل مدينة عدن وحكمها. ولم تطل مدة الداعي (سبأ بن أبي السعود)؛ فمات وخلف ولده (عليًّا)، المعروف ب(الأغرّ)، الذي كان يكره صاحب الترجمة، وهَمَّ بقتله فلم ينجح، وتوفي بعد والده بأيام؛ فأرسل صاحب الترجمة إلى أخيه (محمد بن سبأ) يستدعيه إلى عدن، وسلمه البلاد والحصون التي كانت تحت سلطته، وزوجه ابنته، وجهزه بجيش كثيف لمحاصرة حصن (الدملؤة)، في ناحية (الصلو)، من بلاد تعز، مقر إقامة أبناء أخيه (علي الأغر)؛ فاستولى عليه. قال عنه المؤرخ (عمارة بن علي الحكمي) في كتابه: (المفيد في أخبار صنعاء وزبيد): «كان رجلاً، عاقلاً، دينًا، كاملاً». ترجم له المؤرخ (عبدالباقي بن عبدالمجيد اليماني) في كتابه: (بهجة الزمن في تاريخ اليمن) باسم (بلال بن ياسر)، وذكر أنّهُ قُتل على يد الملك (توران شاه الأيوبي)، وهذا ليس صحيحًا، فصاحب الترجمة توفي في السنة المذكورة، وقيل: التي قبلها، بينما وصل الملك (توران شاه الأيوبي) إلى اليمن بعد موت صاحب الترجمة بأكثر من عشر سنوات. وذكر المؤرخ (محمد بن يحيى الحداد) في كتابه: (التاريخ العام لليمن) أنَّ الأمير (مدافع بن بلال المحمّدي) تولّى مدينة عدن للزريعيين خلفًا لأبيه صاحب الترجمة، ثم تولّى خلفًا عنه أخوه (ياسر بن بلال)، وهذا الأخير هو الذي تصدى للجيش (الأيوبي) بقيادة الملك (توران شاه)، فانهزم، وأُسر، ودخل (الأيوبيون) مدينة عدن.