أعربت ثلاث منظمات إنسانية تابعة للأمم المتحدة أمس عن بالغ قلقها من تطورات الأوضاع في منطقة (ابيي) بين شمال السودان وجنوبه مع تصاعد احتمالات الإصابة بأمراض مختلفة والتشرّد الداخلي وأحداث العنف وعدم كفاية تمويل العمليات الإنسانية. فمن ناحيتها أعربت مفوضية الأممالمتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها إزاء خطر التشريد على نطاق أوسع بين المدنيين في المنطقة الواقعة جنوب (ابيي). وقال المتحدث الإعلامي باسم المفوضية ادريان ادواردز في مؤتمر صحفي ان زيارة ميدانية الأسبوع الماضي إلى المنطقة كشفت عن إفراغ بلدة بأكملها من سكانها الذين يفوق عددهم خمسين ألف نسمة. كما أشار إلى وجود أعداد كبيرة من المقاتلين في الشوارع وانتشار حوادث السرقة العلنية في الوقت الذي شوهدت أعداد من قرى جنوب (أبيي) تحترق ويخشى كثيرون من الناس تعرض (أغوك) إلى هجوم مماثل. وأوضح أنه تم تسجيل أكثر من 30 ألف نازح في ولاية (واراب) ونحو 28 ألفاً في (أغوك) وهي جزء من منطقة (أبيي) مشيراً إلى ان فرق التقييم تسعى للوصول إلى المناطق التي تم قطع الاتصال بها بسبب انعدام الأمن وغزارة الأمطار. من جهتها قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها وضعت بالفعل 44 موظفاً لمتابعة الموقف في أربع مناطق مختلفة بولاية (واراب) جنوب (ابيي) حيث تتركز غالبية النازحين داخلياً لتوفير الإغاثة الضرورية لهم. وأشار المتحدث الإعلامي باسم المنظمة إلى ان فرقاً أخرى تتابع الموقف في شمال بحر الغزال مع وجود نازحين يحتمون في مخيمات موقتة وسعي فرق الإغاثة لتحديد هوية الأطفال المفقودين والمفصولين وكذلك القصر الفارين وحدهم. وتخشى المنظمة من انتشار حالات الجفاف الشديد والجوع لاسيما بين الأطفال, حيث يحذّر رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة جيري وايت من ان الأزمة الإنسانية التي سببتها أحداث (أبيي) تشكل خطراً كبيراً لاسيما على النساء والأطفال الذين يضطرون إلى المشي لمسافات طويلة تحت الأمطار الغزيرة.. بدوره لفت مكتب تنسيق العمليات الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن المرحلة الأولى من العملية الإنسانية في الجنوب تركز على تحديد مكان وجود المشردين والاستجابة للاحتياجات الإنسانية الحرجة. وأعرب المكتب في بيان عن قلقه من تفاقم المخاوف من عدم توفير الحماية لجماعات النازحين إلى مناطق تشهد نشاط الميليشيات المتمردة مع انعدام الأمن والمعوقات التي تقف بوجه الإمدادات الإنسانية إلى المتضررين. وأكد المكتب أيضاً وجود نقص مزمن بالوقود في جميع أنحاء جنوب السودان ما يشكل عقبة أمام العمليات الإنسانية على الرغم من الجهود المتواصلة من قبل الشركاء لإعادة توزيع الوقود من أماكن أخرى في الجنوب وتنسيق التوزيع. وأوضح المكتب ان مستوى التمويل الحالي لمشروعات الأممالمتحدة الإنسانية في الجنوب لا يلبي سوى 31 بالمئة أي نحو 178 مليون دولار أمريكي من إجمالي احتياجات المنظمات الإنسانية والتي تصل إلى 577 مليون دولار.