تغيير السلوك لدى الفرد هو الهدف الأول للتربية والتعليم في إطار نقل التراث الاجتماعي من جيل إلى جيل، وفق ما يؤكد مختصون على مهمة التربية البيئية في المدارس والجامعات مقارنة بدور الإعلام على اعتبار وجود صفة المحاسبة ومسئولية الطالب أمام نفسه ومعلمه وأسرته ووجود دافع واضح للمتعلم وهو النجاح وتجانس التلاميذ من حيث السن في المرحلة التعليمية والصلة المباشرة بين المعلم والتلاميذ، الأمر جعلنا نقترب من إزاء المختصين والمهتمين من أجل تعليم بيئي يقوم على مقرر بيئي في كل مرحلة تعليمية. التنشئة الاجتماعية من خلال الأسرة, المدرسة, المسجد, وسائل الإعلام المختلفة على الاهتمام بقضايا البيئة ليتشكل السلوك الاجتماعي إزاء البيئة التي تشكل مخزن الثروة في المجتمع والحد من المشكلات الناجمة عن سوء التعامل مع مكوناتها.. فلماذا لا يوجد مقرر دراسي للتربية البيئية في المنهج اليمني؟! مشروع متكامل الدكتور صالح الصوفي رئيس مركز البحوث والتطوير التربوي أكد أن عدم وجود كتب للتربية البيئية كمقررات منفردة في أي مرحلة من مراحل التعليم في اليمن لا يعني أنه لا يوجد اهتمام بالتربية البيئة. ويضيف: الاهتمام بإدماج المفاهيم البيئية في الكتب المدرسية سار وفق خطوات مبرمجة بعد إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة وخلال مسيرة تطوير المناهج حيث أصبح هناك مشروع متكامل بدأ تنفيذه من عام 1998م بتطوير المناهج وفيها تم مراعاة الموضوعات والمفاهيم الخاصة بالبيئة التي أصبح حضورها أقوى بعد عام 2005م في مضامين المنهج ومقررات المواد الاجتماعية.. وأصبح التعليم مرتبطاً بالتطبيقات العملية فيما يتعلق بالبيئة.. المعلم موجه ومرشد في الفصل ويخضع للتدريب في مختلف المواد، ومنها الموضوعات البيئية، وذلك أثناء عملية التعليم ومن خلال الأنشطة اللاصفية فالمعلم مدرب على ربط الطلاب بمفاهيم وقضايا البيئة في الميدان ومن خلال الرحلات. وعي بيئي وعن إمكانية إيجاد مقررات منفردة قال د. صالح الصوفي: يمكن أن يكون هناك كتب منفردة كون التربية البيئية من خلال المدرسة تحقق هدف غرس القيم وتحويل وعي الطلاب إلى سلوك إيجابي تجاه المحيط البيئي فالمدرسة هدفها غرس القيم وتغيير السلوك بما يساعد الجيل الجديد على أن يؤثر إيجابياً في مجتمعه فيما يتصل بمكونات البيئة والحفاظ على مواردها وتنمية ميولهم للعمل على القيام بمبادرات ينبغي أن يدعمها الإعلام والتوجيه والإرشاد، ومن ذلك إنشاء جمعيات أصدقاء البيئة، وهناك تشجيع للطلاب وتحفيز لهم من خلال الرحلات المدرسية والشهادات التقديرية للمشاركين بفاعلية في الأنشطة ذات الصلة بالبيئة وتعزيز التوعية من خلال الإذاعة المدرسية حتى يكون السلوك الحضاري ملموساً. برامج لخدمة البيئة وبالنسبة لضرورة الاهتمام بالتربية والتعليم والتوسع في البرامج الموجهة لخدمة البيئة فقد توالت إزاء ودعوات ودراسات ركزت على هذه الجزئية وخاصة فيما ينمي ويعزز الشعور والإحساس لدى الأبناء بالمسئولية إزاء خطورة مشكلات التلوث وهدر المياه والنظافة العامة وغيرها. وأكدت دراسات أهمية المزيد من الأبحاث فيما يتصل بالتوسع في برامج مثل هذا النوع من التعليم وإيجاد أهداف معرفية ووجدانية ومهارية. سلوك اجتماعي الدكتور محمد طارش “من ناحية تعز” يرى أن مزيدا من الدراسة ينبغي أن ينصب على تحديد الأهداف وزيادة المفردات البيئية في المقررات الدراسية بحيث يتم إثراء المضمون المعرفي للتربية البيئية بحيث يكون في مستوى القدرة على تشكيل السلوك الاجتماعي إزاء الأنظمة البيئية والمشكلات الناجمة عن اختلال توازنها. دور الأسرة وقدمت دراسات ركزت على تطوير أساليب تفكير الطلاب بشأن البيئة. تقول د. خديجة أحمد السياغي نائب رئيس جامعة تعز: المعلومات البيئية لدى طلبة الأقسام العلمية بكلية التربية “المستوى الأول” في إحدى السنوات الماضية تم دراستها في جامعة يمنية “ذمار” وخلص الباحث إلى تدني المعلومات لديهم بشكل عام كما توصل باحثون إلى أن دور الأسرة اليمنية ضعيف من حيث تنمية اهتمام الأبناء بقضايا البيئية وأساليب التفكير المتصلة بهذه القضايا. وعي مجتمعي وحول إسهامها العلمي في هذا الشأن قالت الدكتورة خديجة: إن التفكير عملية فردية، لكنها لا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة وأي نشاط عقلي سواء في حل مشكلة أو اتخاذ قرار أو محاولة فهم لموضوع ما يتضمن عملية تفكير أثناء حل المشكلة والتفكير عملية واعية يقوم بها الفرد عن وعي وإدراك؛ لذا فعملية التفكير لا تتم بمعزل عن البيئة المحيطة متأثرة بالسياق الاجتماعي والمعرفي الذي تتم فيه وبناء على ما سبق ومن خلال دراسة أساليب التفكير لدى عينة من طلبة الثانوية العامة في اليمن وعلاقتهم بالبيئة بالنظر إلى جنسهم وتخصصهم توصلنا إلى نتائج أشارت إلى وجود علاقة بين البيئة والجنس “ذكوراً وإناثاً”. دعم جمعيات البيئة والتخصص “علمي أدبي” وأساليب التفكير كما أوصت دراسة للباحث راجح السبئي الباحث في قضايا السكان والبيئة وعضو الجمعية الجغرافية اليمنية بمعالجة القصور في التوعية البيئية عبر وسائل الإعلام “المقروءة والمسموعة والمرئية” لتؤدي دورها في تطور البناء المؤسسي لحماية البيئة ومن توصيات الدراسة، دعم الجمعيات البيئية زيادة البرامج التوعوية عبر الإعلام تأهيل مدرسي مواد الاجتماعيات التي احتوت مقرراتها على المضامين والمواضيع البيئية إقرار مقرر دراسية للتربية البيئية في جميع مراحل التعليم العام والجامعي. المرأة والبيئة د. نجيبة مطهر “جامعة تعز “ ترى أن التعليم والعمل هما المتغيران الأساسيان اللذان يمثلان دعامة التحول للمرأة وبالتالي ارتباطها بالدور الاجتماعي والبيئي لها وتأمين حاجاتها الأساسية والمتمثلة في التعليم والعمل؛ الأمر الذي سيخفض من فقرها بشكل كبير بحيث تصبح المرأة منتجة ولن يتم ذلك إلا إذا كانت هناك منهجية تقوم على: تشجيع المرأة على التعليم والعمل تأكيد الأسس الديمقراطية في التعامل تحسين المناهج التربوية المرونة في الأساليب المتبعة التربية البيئية ودور التعليم والمقررات التربوية في تحسين مستوى الوعي البيئي للمرأة. تدريب العاملين في التربية من أجل تنمية التربية البيئية وانعكاسها على تنمية المرأة.. وفي خلاصة دراستها للتعليم والمناهج التربوية وارتباطها بالدور الاجتماعي والبيئي للمرأة في اليمن، أكدت الدكتورة نجيبة مطهر على وضع الأسس والمبادىء الهامة لإعداد برامج التربية البيئية ومنها: أن تكون هناك نظرة شاملة للبيعة، وأن تكون التربية البيئية مستمرة ومفتوحة لجميع أفراد المجتمع، وأن تدخل في جميع مستويات التعليم المدرسي وغيره. إلى جانب الاهتمام بجميع قضايا البيئة ومشكلاتها أن تستخدم التربية البيئة أساليب تعليمية متنوعة من نشاطات ومواقف تعليمية تعليمية تلائم جميع القدرات لدى الطلاب.