أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة من العاصمة البلجيكية بروكسل أن فرنسا ستسحب مئات من جنودها من أفغانستان بدءا من الآن حتى نهاية صيف 2012، وذلك مجاراة لإعلان الولاياتالمتحدة سحب جزء من قواتها هناك في هذه الفترة.. وقال ساركوزي “من هنا إلى نهاية العام وبداية العام القادم ستعود مئات عدة من الجنود الفرنسيين إلى فرنسا، وذلك بالاتفاق التام مع قرار الرئيس الأميركي باراك أوباما”. وأضاف ساركوزي في حديث للصحافة في ختام مؤتمر أوروبي “مثل أوباما قمنا بنفس التحليل وهو أن مقتل بن لادن شكل ضربة بالغة للإرهاب، وأن نقل المسؤوليات الأمنية إلى الأفغان أصبح فعالا.. وعليه قررنا إعادة بعض جنودنا إلى ديارهم”. وأكد الرئيس الفرنسي أن مزيدا من تحسن الأوضاع يمكن أن يعجل بانسحاب كامل للقوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) قبل الموعد المقرر في 2014. وكان بيان للرئاسة الفرنسية قد ذكر في وقت سابق أن فرنسا ستبدأ سحب قواتها تدريجيا من أفغانستان في شكل متناسب ووفق جدول زمني شبيه بسحب التعزيزات الأميركية. وقال بيان الإليزيه إن أوباما أجرى قبل خطابه مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ليبحث معه الالتزام المشترك للدولتين في أفغانستان.. وأكد أن هذا الانسحاب سيتم بالتشاور مع حلفاء فرنسا ومع السلطات الأفغانية، علما بأن أربعة آلاف جندي فرنسي ينتشرون حاليا في أفغانستان.. من جهتها أعلنت ألمانيا أنها ستباشر سحبا تدريجيا لقواتها من أفغانستان، على غرار ما أعلنته فرنساوالولاياتالمتحدة. وقال وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الخميس في مستهل زيارة للسودان إن هدف بلاده هو بدء انسحاب القوات الألمانية من أفغانستان بحلول نهاية العام الجاري، من دون أن يحدد عدد الجنود المعنيين بهذا القرار. وأكد أن حكومته متفقة مع الولاياتالمتحدة أيضا في التحليل السياسي المتعلق بأفغانستان، موضحا أنه لا يمكن تحقيق استقرار في البلاد بدون التصالح بين الأفغان أنفسهم. في المقابل قالت رئيسة الوزراء الأسترالية جوليا جيلارد إن بلادها لا تعتزم خفض حجم قواتها المشاركة في أفغانستان. وصرحت جيلارد للصحفيين في كانبيرا بأن أستراليا ستبقي قوتها المؤلفة من 1500 عسكري في أفغانستان، وأنها ستظل هناك حتى تنجز مهمتها الخاصة بتدريب الجنود الأفغان حتى 2014.. من جهته أعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون عن “اتفاقه التام” مع أوباما على إبقاء “ضغط متواصل” على المسلحين الأفغان رغم تقليص عدد القوات. وأوضح بيان لرئاسة الوزراء البريطانية أن أوباما وكاميرون أجريا محادثات هاتفية قبل ساعات من إعلان الرئيس أوباما بدء نهاية الحرب في أفغانستان.. من جانبه اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) أندرس فوغ راسموسن أن الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من أفغانستان هو “نتيجة التقدم” الذي تحقق على الأرض ضد المسلحين.. وأوضح راسموسن أن طالبان تحت الضغط وقوات الأمن الأفغانية تزيد من قوتها يوميا وسيكون بإمكانها تسلم الأمن من القوات الدولية في 2014.