فنومبينه - رويترز بدأت أمس الاثنين بدعم من الأممالمتحدة محاكمة أربعة من أبرز أعضاء نظام الخمير الحمر الذين لازالوا على قيد الحياة بعد ثلاثة عقود من “سنة الصفر” للثورة التي تمثل واحداً من أحلك فصول القرن العشرين.. والمتهمون الأربعة وجميعهم مسنون أصابهم الوهن من أعضاء الدائرة المقربة من الراحل بول بوت الذي تلقى تعليمه في فرنسا وكان مهندس ثورة “حقول القتل” الماوية المتطرفة للخمير الحمر. وقتل نحو 1.7 مليون كمبودي أو ربع تعداد سكان البلاد نتيجة التعذيب والتجويع والإنهاك وأحكام إعدام من عام 1975 إلى عام 1979. والأربعة هم نيون تشيا ويعرف بلقب “الأخ الثاني” والرئيس الأسبق خيو سامفان ووزير الخارجية الأسبق انج ساري ووزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة انج ثيريث. ومن بين الاتهامات الموجهة للأربعة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.. ومن المتوقع أن يدفعوا جميعاً ببراءتهم. وتوفي الأخ الأول بول بوت عام 1998.. وهيمنت على الجلسة الافتتاحية خطوات من جانب محامي انج ساري لإسقاط الدعوى إذ سبق وأصدرت محكمة أقامها الغزاة الفيتناميون حكماً بالإعدام عليه عام 1979 ثم عفا عنه بعد ذلك ملك كمبوديا آنذاك نورودوم سيهانوك. وقال المحامي أنج أودوم: “لا يمكن أن يحاكم شخص مرتين بجريمة كانت محكمة قد برأته أو أصدرت حكماً عليه فيها من قبل... محاكمة انج ساري ثانية انتهاك”. وكان العفو عن انج ساري جاء ضمن اتفاق سلام بين الأطراف المتحاربة في كمبوديا، ومن المتوقع أن يقول الادعاء: إن العفو عنه صدر فيما يتعلق بالحكم بالإعدام وليس التهم التي يواجهها الآن.. وباستثناء خيو سامفان لم يبد أي من المتهمين استعداداً للتعاون مع المحكمة، وثمة مخاوف من أن يحرم الكمبوديون من فرصة التعرف على الدوافع والأيديولوجيات التي غذت جرائم القتل لأحد أكثر الأنظمة غموضاً في العالم. وشكا نيون تشيا (84 عاماً) من أن حالته الصحية ليست جيدة، وأن الجو بارد للغاية وغادر قاعة المحكمة بعد دقائق من بدء الجلسة قائلاً: “أنا مستعد للعودة ثانية عندما تبدأ المحكمة مناقشة طلباتي”.