صنعاء – سبأ التقى رئيس مجلس القضاء الأعلى, رئيس المحكمة العليا, القاضي عصام السماوي أمس بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة برئاسة هاني المجالي التي تزور اليمن حالياً للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في ظل الأزمة الحالية في البلاد. وفي اللقاء أطلع رئيس مجلس القضاء البعثة الدولية على الدور المناط بالسلطة القضائية في نظر ومتابعة القضايا الجزائية المرتبطة بالأحداث التي وقعت خلال الخمسة الأشهر الماضية جراء الأزمة السياسية الراهنة. وأكد القاضي السماوي أن القضاء اليمني مستقل وفقاً للدستور، ويعمل بحرية وشفافية تامة، وأن الإجراءات المتبعة لنظر القضايا في المحاكم تتم وفقاً للقوانين الوطنية والاتفاقيات والمواثيق الدولية التي تحترم حقوق الإنسان كاملة.. وتطرّق رئيس مجلس القضاء الأعلى إلى الأنظمة والآليات المتبعة في إدارة العمل القضائي ممثلة في أعلى هيئة إدارية له وهي مجلس القضاء الأعلى المعنى باتخاذ قرارات تعيين القضاة وأعضاء النيابة وإصدار قرارات المحاسبة والتأديب بحقهم وتحديد ميزانية السلطة القضائية وتوزيعها على أجهزتها المختلفة. ونوّه السماوي بما يتميز به القضاء اليمني كوحدة قضائية واحدة كفلها لها الدستور، إضافة إلى ما حققه القضاء المتخصص في اليمن من نجاح ونقلة نوعية للعمل القضائي في تسهيل إجراءات التقاضي وسرعة الفصل في القضايا، بالإضافة إلى الانتشار والتوزيع الدقيق للمحاكم في كافة مناطق الجمهورية، وبما يضمن سهولة حصول معظم المواطنين على الخدمة القضائية. ولفت رئيس مجلس القضاء الأعلى إلى الصعوبات التي تعترض السلطة القضائية في تسيير عملها بالشكل الأمثل والمتمثلة في الجانب المادي؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها اليمن والتي أعاقت استكمال وإنشاء البنية التحتية للسلطة القضائية، وكذا الواقع القبلي والذي جعل المواطنين يلجأون إلى التحكيم القبلي بسبب عدم الوعي بأهمية القضاء. كما قدّم القاضي السماوي شرحاً حول الاعتداءات والأضرار التي تعرّضت لها المحاكم والنيابات من تدمير ونهب في مواقع النزاع بأمانة العاصمة بحي الحصبة ومحافظتي تعز وعدن، والإجراءات التي تمت لتسيير أعمال المحاكم وحصر الأضرار ومعالجتها. من جانب آخر التقى النائب العام الدكتور علي الأعوش أمس بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة برئاسة هاني المجالي. وأطلع الدكتور الأعوش البعثة الأممية على مستجدات التحقيقات التي أجرتها النيابة العامة في القضايا التي وقعت في عموم محافظات الجمهورية خلال الخمسة الأشهر الماضية من عمر الأزمة التي تعيشها اليمن. ولفت الدكتور الأعوش إلى أن النيابة العامة توالي التحقيقات في كافة القضايا، ومنها حادثة جمعة ال 18 من مارس الماضي التي وقعت في حي الجامعة بأمانة العاصمة وراح ضحيتها عدد من الأبرياء من المعتصمين. وأشار الدكتور الأعوش إلى أن النيابة المتخصصة بالتحقيق في حادثة جمعة ال18 مارس الماضي بصدد الانتهاء من التحقيق والتصرّف بإحالة ملف القضية إلى المحكمة الأسبوع القادم. إلى ذلك التقى وزير الداخلية اللواء الركن مطهر رشاد المصري أمس بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة برئاسة هاني المجالي التي تزور اليمن حالياً للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في ظل الأزمة الحالية التي تمر بها اليمن. وفي اللقاء أطلع وزير الداخلية البعثة على الآثار الناتجة عن الأزمة وأسبابها وتداعياتها وجهود الوزارة المبذولة في حفظ الأمن والاستقرار والتضحيات التي قدّمها رجال الأمن في سبيل ذلك. وأكد أن توجيهات القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح, رئيس الجمهورية كانت صريحة وواضحة في امتصاص غضب البعض والتحلّي بضبط النفس وعدم استخدام القوة مهما تعرّض رجال الأمن للاستفزاز أو الاعتداء. كما قدّم الوزير المصري شرحاً حول الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها رجال الشرطة والأمن في مختلف المحافظات، وكذا تحريض المواطنين والزج بهم للدخول في مهاترات مع الشرطة وتحريضهم لاقتحام واحتلال المنشآت العامة وتخريبها. واستعرض وزير الداخلية تقارير تؤكد الاعتداءات والانتهاكات التي تعرّض لها رجال الشرطة والأمن من قبل عناصر اللقاء المشترك في مختلف المحافظات مدعمة بالأدلة والبراهين التي تؤكد أن الشرطة كانت وعلى امتداد مرحلة الأزمة هي المعتدى عليها في حين كانت تنفذ واجبها، متحلية بالصبر وبتوجيهات قيادة الوزارة المتكررة بعدم الدخول في مهاترات مع المواطنين مهما كانت الأسباب. كما أطلع الوزير المصري البعثة على جزء من الاعتداء الواقع على مبنى وزارة الداخلية والمنشآت المجاورة، مبيناً أن الوزارة تعرضت لاعتداء مباغت وغادر أثناء أدائها واجبها من قبل المشترك ومن وراءه. كما قدّم الأخ الوزير للإخوة في اللجنة معلومات كاملة عن الضحايا المدنيين الذي استهدفهم الإخوان المسلمون والأضرار التي لحقت بالمواطنين وممتلكاتهم. وأوضح للجنة أنه سقط 137 شهيداً من المواطنين، إضافة إلى 1402جريح، كما استشهد 118 من رجال الشرطة والأمن و1402 جريح، إضافة إلى تضرر حوالي 70 منزلاً في حي الحصبة وحدها. وقدّم الأخ وزير الداخلية عرضاً ألكترونياً لمشاهد من الاعتداءات المتكررة على رجال الأمن والمواطنين وعلى المنشآت العامة والممتلكات الخاصة في صنعاءوتعز وعدن، وكذا مشاهد لقادة اللقاء المشترك وهم يحرضون على الشغب وأعمال العنف واحتلال المنشآت الحكومية. حضر اللقاء أركان حرب الأمن المركزي العميد يحيى محمد عبدالله صالح، ومدير أمن أمانة العاصمة العميد الركن رزق الجوفي، ووكيل مصلحة السجون العميد دكتور أحمد العلفي، ومدير العلاقات الخارجية في وزارة الداخلية العميد دكتور عبدالقادر قحطان.