نجول في حدائق كتاب (دبلوماسية التعامل مع الآخرين) لمؤلفه (مجيب ناشر العبسي) وننهل منه ما يساعدنا على إثراء حياتنا وجعلها أكثر سعادة ونجاحاً، كل أسبوع نتعلم عبر (إبداع) مهارة تكسبنا صفات السعداء وسمات الناجحين. الهدوء حجر الزاوية في بناء الشخصية المؤثرة النافدة، وركن ترتكز عليه جميع الدراسات والرياضات والتمارين، في كل تكوين نفسي صحيح.. والهدوء نفسه أكبر عامل مؤثر في تحصيل التأثير على الآخرين. المعاني الجوهرية للهدوء الهدوء يعني صفاء الذهن.. يعني الأفكار مرتبة، فهو أساس العقل والثقة بالنفس والحكمة، والهدوء اتزان وفطنة وحسن التصرف، ودليل السلام مع النفس والروح، وهو سر النجاح وعنوان الإنسان الواعي. أنواع الهدوء هدوء القلب، وهدوء الأعصاب، وهدوء الفكر، وهدوء الحواس، وهدوء التصرف، وهدوء الجسد.. والإنسان الهادئ لا يضطرب قلبه لأي سبب، ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكل وإن فقد الإنسان هدوءه من الداخل، يبدو أمامه كل شيء مضطرباً، وكل شيء بسيط يبدو معقداً شأن التعقيد ليس في الخارج، وإنما في داخله.. وإن هدأ القلب يمكن أن تهدأ الأعصاب أيضاً، فلا يثور الشخص، وإنما يحل الإشكال في هدوء.. والشخص الهادئ قلباً وأعصاباً، يمكنه أن يكتسب الهدوء في التفكير وفى التصرف، فيفكر تفكيراً متزناً مرتباً بغير تشويش ويتصرف في اتزان وهدوء، ليس في صخب الانفعال ولا في اضطراب الأعصاب. ومما يساعد على الهدوء الداخلي، الهدوء الخارجي: كهدوء المكان، وهدوء البيئة، والبعد عن المؤثرات المثيرة.. ولأن الحواس هي أبواب للفكر، فما تراه وما تسمعه وما تلمسه يجلب لك فكراً، فإن استراحت حواسك من جميع الأخبار، استراحت نفسك من الأفكار، كما أن المكان الهادئ يساعد على هدوء الحواس، وبالتالي هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الأعصاب. لذلك فإن كثيرين يبعدون عن الأماكن الصاخبة التماساً للهدوء. صفات الشخصية الهادئة - الهادئ يبدأ عمله في ساعة موقوتة، ويسير فيه دون إسراع، ويشتغل بما يعود بالنفع عليه وعلى غيره، وينال أقصى ما يستطيع من إنتاج بأقل ما يمكن من التعب. - الهادئ يمتنع بطبيعته من إظهار تبرمه في حضور الآخرين، كما يمتنع عن إبراز انهماكه بهم، وهو يصغي لما يلقى إليه دون أن يبالغ في التعجب أو التواضع أو الامتنان أو أي رد فعل داخلي. - الهادئ لا يرهق نفسه بأحزان الماضي, ولا بمخاوف المستقبل. - الهادئ يحتفظ في جميع محادثاته, باعتدال موزون كي يتمكن من التأثير في رؤسائه والخاضعين له. - الهادئ يتكلم بدقة ووضوح وإيجاز، لذا يفهم كلامه كل من يسمع. - حضور الهادئ يشيع الطمأنينة في نفوس الحاضرين, ويجعلهم يشعرون معه بأنس, وإقبال على الحياة. - لا يتقبل الهادئ شيئاً مما يعرض عليه من أفكار وآراء، إلا ويجيل النظر فيه، ويتثبت من صحة ما يوحى إليه، كائناً من كان الموحي. ولا يوافق أحد إلى فرض اقتناع عليه انتزاع قرار منه، فهو في يقظة دائمة تتيح له تدبر الآراء، وتأمل العواقب. - الهادئ يتألم موضوعياً لا ذاتياً، بمعنى أنه لا يعطف على نفسه في الملمات الكبار، ولا يحنق من أجلها، وإنما يعيد النظر دوماً في الماضي، وبكل روية وأناة، إلى أن يستعيد قوته رويداً رويداً. - المفاجآت، والمعاكسات، وخيبة الأمل، والصدمات وما إليها من الأحداث لا تفصل عن الحياة ولا تزعزع كيانه، ولا تضعضع توازنه. فوائد الهدوء - الإنسان الهادئ محبوب من الناس, يساعدهم هدوؤه على قبول كلامه. - الإنسان الهادئ بالجواب اللين يصرف الغضب, ويمكنه أن يهدئ مناقشه مهما كان ثائراً. - الإنسان الهادئ يصل إلى نضج الحياة وإلى عمق الفكر وعمق الروحيات. - الإنسان الهادئ يحيا حياة الإيمان يعيش في هدوء، لذلك لا يقلق أبداً ولا يضطرب.