معاً نحلّق فوق سماء الآداب العامة التي تختص بالحياة الاجتماعية، فلنربط حزام الأمان بآداب القرآن، متمسكين بقواعد الهدي النبوي، استعداداً للإقلاع من أرض الواقع إلى عالم التعامل مع الآخرين، مع الحرص على عدم الهبوط اضطرارياً في مدينة الخروج عن المألوف والتعاون معاً لإنجاح رحلتنا بالتطبيق العملي الفوري، حيث أثبتت الدراسات العلمية أنك لو تعلمت كيفيه التعامل مع الآخرين فإنك تكون قد قطعت 85 % من طريق النجاح و99 % من طريق السعادة الشخصية.. نجول في حدائق كتاب (دبلوماسية التعامل مع الآخرين) لمؤلفه (مجيب ناشر العبسي) وننهل منه ما يساعدنا على إثراء حياتنا وجعلها أكثر سعادة ونجاحاً، كل أسبوع نتعلم عبر (إبداع) مهارة تكسبنا صفات السعداء وسمات الناجحين.. الاستماع (الإنصات - الإصغاء). واقع الاستماع من المؤسف حقاً أن الاستماع لا يشغل حيزاً من اهتمام كثير من الناس اليوم، وما أكثر العبارات التي يستخدمها الناس لقطع الحديث. ماذا يعني لك الاستماع؟ تتعدد المعاني والألفاظ المرتبطة بالسمع، سنحاول الوقوف على ثلاث كلمات في هذا الشأن، وهي: (الاستماع الإنصات الإصغاء)وهي تدور حول معنى واحد إلا أن بينها اختلافاً في المدلول. فالسمع: قوة في الأذن، يدرك بها الأصوات، ويعبر بالسمع تارة عن الأذان وتارة عن الفهم وتارة عن الطاعة، أما الإنصات: فيعني السكوت، حيث أظهرت دراسة علمية أن الناس يستغرقون ما نسبته 75 % من يومهم في الإنصات والتحدث فقط: 40 % للإنصات، 35 % للتحدث، بينما يقضي 16 % من أوقاتهم في القراءة و 9 % في الكتابة، وهو ما يؤكد أن الإنصات يحتل نصيب الأسد من أنشطتنا اليومية. أما الإصغاء: فيشمل المعنيين الحسي والعاطفي, فقد يصغي الإنسان برأسه وجسده نحو الآخر(المتحدث) وقد يصغى بقلبه.. وبعد هذا العرض لهذه الكلمات الثلاث: تبين أن الاستماع بالأذن والإنصات باللسان والعين والإصغاء بالقلب والجسم وأن توافر هذه الثلاث في عملية الاستماع يجعلها عملية ناجحة. فوائد الاستماع يزيد الاستماع القدرة على التركيز، ويحدث تغييراً ملموساً في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم، ويزيد من القدرة على اتخاذ القرارات السليمة، ويساعد في تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى، ويحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام، ويساهم في تفسير كلام المتحدث و فهم بواطن الأمور، وتكوين رد فعل مناسب للأحداث.