من الواضح اليوم أن التركيز مصوب نحو اتحاد كرة القدم في الوقت الذي هناك اتحادات أخرى تستحق أن توجه لها سهام النقد أكثر من اتحاد القدم ولكن لمكانة اللعبة التي تعتبر محبوبة الجماهير فإن معظم المهتمين هم من محبي كرة القدم ولذلك أخبار القدم طغت على كل شيء واليوم الحديث تزداد مساحته عن الحال الذي يسير به اتحاد القدم وتفسيراته للوائح والكيل بمكيالين في وقت يفترض أن تكون هناك حاجة اسمها روح اللوائح والقوانين كما هو معمول في قانون اللعبة نفسها الذي يرى أن تطبيق روح القانون مقدم على تطبيق نصه. هذا الكلام يقودنا للحديث عما يدور في الساحة اليوم من هرج ومرج ومن نقاشات متباينة هنا وهناك حول ماكان من قرارات قد أصدرها اتحاد كرة القدم بحق ثلاثة أندية كانت الأكثر معاناة من الأوضاع التي تمر بها البلاد اليوم جراء مايدور في المحافظات من احتقان سياسي له أسبابه ومبرراته ، كان الناس يؤملون أن يكون اتحاد كرة القدم أكثر مرونة في التعامل مع حالتي الرشيد من تعز ، وحسان أبين فالأول أوصلته الظروف إلى عدم قدرة إدارته على توفير مستحقات اللاعبين وتوفير تكاليف التنقلات في إطار المدينة ناهيك عن الالتزامات المالية الأخرى لبقية الألعاب التي تكاد تموت بسبب الظروف المالية التي يمر بها وأيضاً خوف أسر اللاعبين على ترك أولادهم يسافرون من تعز إلى خارجها في ظل ظروف غير آمنة ويدعي المعنيون في الاتحاد والوزارة أن الطرق آمنة والسفر آمن. أما حسان فإنه يعيش في عمق المشكلة التي تمر بها البلاد وكل المتابعين رأوا وسمعوا ما دار ويدور في أبين من عبث وفوضى فكيف سيخرج لاعبو حسان من أبين ويعودوا في ظل تلك الظروف الأكثر سوءاً ؟ ثم ظروف حسان المادية كذلك كان الأدعى من الوزارة والاتحاد أن ينظر إليها ويحلها لو كان هناك استطاعة الاستمرار في الدوري العام. كل تلك الأمور جعلت الأندية في تعز خاصة تعطي إجازات للاعبيها بل والبعض استغنى عن لاعبيه وبقية الأندية بدون محترفين فكيف يستأنف دوري بدون محترفين ؟ وكيف يصر الاتحاد والوزارة أن تعود الأندية للمشاركة وأن تطبق عليها لوائح الدوري وقد هجرها المحترفون وسافروا ؟ المسألة دخلت في حسابات أخرى فالاتحاد يعاني من ضغط الوزارة والوزارة ترى أن من مصلحة الوطن أن يعاد الدوري وغريب أن تتركز مصلحة الوطن في إعادة دوري بدون جمهور وبدون متعة في ظل أوضاع متفاقمة في كل مكان من اليمن تهدد حياة وسلامة اللاعبين ، والأندية ترى أنه من العبث أن يكون الدوري مستمر في وسط توترات سياسية تهدد الكل ، ومن منطلق الإنسانية ومن رؤيتهم المغايرة لرؤية الاتحاد والوزارة كان الصقر قد أبرم اتفاقاً مع عدد من الأندية في العاصمة اتفقوا على أن يستأنف الدوري بشرط إلغاء الهبوط ، ولكن الصقر كان ضحية اتفاق دبر بليل فقد مكرت به أندية العاصمة وهو المتحدث باسم أندية تعز عبر رئيسه الأستاذ : شوقي أحمد هائل الذي رأى أن مشاركة الصقر بعد الاتفاق وبعد تسريح لاعبيه مسألة غير طبيعية وقد حمل مسؤولية التحدث عن الرشيد والأهلي فكان الصقر أشرف له أن يهبط ولاينكث بما اتفق عليه مع الآخرين والتزم به ، وتعرض الصقر لقرار هو الآخر فيه من الظلم الكثير. ذهب البعض ممن يقف مع الاتحاد العام لا لأنه يطبق اللوائح كما يدعون ولكن من رؤية أخرى يرون أن مصلحتهم في المشاركة وتعزيز القناعة لدى الأندية بضرورة المشاركة وتعرض الصقر لحملة شعواء موجهة من قبل زملاء في بعض الصفحات الرياضية لبعض الصحف الحزبية والأهلية واتهم شوقي هائل بأنه قاد مؤامرة ضد الاتحاد وضد اللوائح وهي طبعاً حملة لن تضر شوقي هائل بشيء ولن تضر الصقر أو أندية تعز بشيء ولكنها تكشف عن خطاب مدبر يريد أن ينال من شخصية رياضية يده ممدودة لكثير من أندية المحافظات ويرى أن هناك خلل في آلية تسيير شؤون كرة القدم في البلد لابد من تصحيح ذلك الخلل بكل الطرق الممكنة دون الإساءة لأشخاص الاتحاد. واليوم كما قلت أن هناك هرج يدور في الشارع أن هناك توجهاً أن يستجيب الاتحاد لما كان قد طالب به الصقر من قبل “إلغاء الهبوط” أن النية مبيتة لتنفيذ ذلك لا استجابة للصقر ولكن حباً في عدم هبوط وحدة صنعاء إلى الثانية ، ونتمنى أن يسارع الاتحاد لتنفيذ ذلك الأمر ليس حباً في أن يعود الصقر وحسان والرشيد للأولى ، بل حتى يكشف الاتحاد العام ومن يدير الأمور فيه أنهم فعلاً أصحاب مكيالين وان اللوائح لديهم هي “سوط” يضربون بها ظهور الأندية الممتنعة عن قول” مرحبا .. حاضر” وهنا يكون الاتحاد قد حفر لنفسه حفرة كبيرة لن يخرج منها لو هناك أندية تتابع بعد حقها وتعمل على إسقاطه كما أسقطها. [email protected]