قال الرئيس محمود عباس: إن القيادة الفلسطينية لم تتلقَ رفضاً أميركيا واضحاً بالذهاب إلى الأممالمتحدة، ولكن نسمع عن رفضهم من الوسطاء، ونحن لن نتصادم ولا نريد أن نتصادم مع أميركا، ولكن نريد أن ننسق المواقف. وقال: نحن ذاهبون إلى مجلس الأمن، وهذا ما سنتثبت منه في الرابع من الشهر المقبل (اجتماع لجنة المتابعة العربية)، ثم سنسير بكل الإجراءات المطلوبة لاحقاً، وسواء نجحنا أو لم ننجح لن يكون بديلاً للمفاوضات، ولكن في حال نجاحنا سيكون شكل المفاوضات مختلفاً، وأنا أقول: إن خيارنا هو المفاوضات حتى بعد الذهاب إلى الأممالمتحدة. وأضاف في افتتاح جلسة المجلس المركزي أمس الأربعاء: الآن أصبح من الصعب التراجع عن الذهاب للأمم المتحدة؛ لأن هذا التوجه استحقاق وليس بديلاً للمفاوضات، ونريد أن نبدأ من الأممالمتحدة لأسباب كثيرة. وأشار إلى أن لدينا 122 دولة تعترف بدولة فلسطين على حدود عام 1967، والآن النشاط موزع في كل مكان، ونحن نريد أن نحشد التأييد لتبقى هذه القيادة في حالة اجتماع، وأن نطلب الرأي والمشورة من جميع البشر. وقال الرئيس: في هذه المرحلة كانت لدينا كثير من الزيارات الواسعة شملت تقريباً دول العالم أو القارات الخمس، والسبب في ذلك أننا نخوض معركة الذهاب إلى الأممالمتحدة، ونريد أن نحشد الدعم والتأييد، ونقلل ونخفف من المعارضة والرفض وعدم الفهم من قبل بعض الدول لقضيتنا؛ لأن بعض الدول تستمع فقط إلى الطرف الآخر وتتبنى مواقفهم، وعلينا أن نذهب لهذه الدول لنقول رأينا. وأضاف: إن الذهاب إلى الأممالمتحدة ليس عملاً أحادياً كما يروج إسرائيلياً وأميركياً، نحن نريد أن نذهب إلى 193 دولة لنشتكي إليها، هذا ليس عملاً أحادياً بل العمل الأحادي ما تقوم به إسرائيل من نهب للأرض والاستيطان والحصار، إسرائيل تقوم بالعمل الأحادي وتنتهك الاتفاقيات الموقعة معها من قبل الجانب الفلسطيني، ونحن لا نريد أن نعزل دولة إسرائيل، نريد أن نتعايش مع دولة إسرائيل بأمن وسلام واستقرار مع دولة إسرائيل جنباً إلى جنب، نحن نريد أن نعزل سياسة دولة إسرائيل ولا نريد أن ننزع الشرعية عنها. وعن التهديد بإلغاء أوسلو والعقوبات الأخرى من وقف أموال السلطة، قال الرئيس: نحن ذاهبون ذاهبون ذاهبون إلى الأممالمتحدة وليس بديلاً عن المفاوضات. وحول المقاومة الشعبية، قال: نتحدث عن المقاومة الشعبية ضد الاحتلال والجدار والاستيطان دائماً وأبداً، وهناك من يقول إننا ضد المقاومة الشعبية، أنا أقول نحن مع المقاومة الشعبية ولكن لا تجعلوها شعاراً فقط؛ لأن ما يجري في القرى القريبة من الجدار هي مظاهرات موسمية قليلة العدد. وأضاف: ما دامت المقاومة الشعبية حقاً ضد الجدار والاستيطان ومنتجات المستوطنات والاستيطان في القدس، إذ لدينا كل يوم ما يحفزنا لنقوم بمقاومة شعبية واسعة النطاق وليس في مجال واحد ولا تشمل شريحة واحدة، ولا تشمل مجموعة واحدة، ولكن كلنا نتحدث عن المقاومة، ويجب أن تكون كل يوم وهي مقاومة شعبية غير مسلحة، ونحن نقتدي بمظاهرات الربيع العربي، التي تقول جميعها :سلمية سلمية، ونحن مع إرادة الشعوب العربية، وما تتوافق عليه الشعوب نحن معه. وفيما يتعلق بالمفاوضات، قال الرئيس: نحن لم نناقش قضايا المرحلة النهائية ولا مرة إلا لمسات في كامب ديفيد، ولم نصل إلى نتيجة ولم نوفق بالوصول إلى نتيجة والأسباب معروفة في ذلك الوقت، وفشلت كامب ديفيد ولكن في عهد أولمرت ناقشنا جميع قضايا المرحلة النهائية وبحثناها في العمق وتبادلنا الرأي والرأي الآخر، وتحدث كل منا عن موقفه وكنا قريبين جداً في القضايا الخمس، أما القضية السادسة فهي قضية الأمن فقد اتفقنا عليها ولكن لم نوقع. من جهة أخرى اجتاحت قوات الاحتلال الإسرائيلية أمس الأربعاء مخيم جنين واعتقلت فلسطينيين اثنين، كما اقتحمت عدداً من التجمعات السكانية في المحافظة ونصبت حاجزاً عسكرياً جنوب غرب المدينة الواقعة في شمال الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية فلسطينية: إن قوة عسكرية اقتحمت المخيم واعتقلت مواطنين بعد مداهمة منزليهما كما سيرت دورياتها في أزقة المخيم. في ذات السياق اقتحمت قوات الاحتلال قرى زبوبا وصانور وسيرت دورياتها في شوارع القرى، كما تمركزت في محيط الجامعة العربية الأمريكية ونصبت حاجزاً عسكرياً على مفترق بلدة عرابة جنوب غرب مدينة جنين وأوقفت عدداً من المركبات.