قالت المؤسسة العامة للكهرباء: “إن حجم الأضرار والخسائر التي تكبّدتها خلال الستة الأشهر الماضية في جانب الإيرادات بلغت خمسة مليارات ريال. وأرجع نائب مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء لقطاع التوزيع والتفتيش الفني المهندس حارث العمري لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أسباب تلك الخسائر إلى عزوف المشتركين عن تسديد فواتير الكهرباء. وأكد العمري ضرورة التزام المشتركين بسداد فواتير الكهرباء لضمان استمرارية تقديم الخدمة لهم، وتمكينها من الإيفاء بالتزاماتها في شراء الوقود وصيانة الشبكات. وأوضح المهندس العمري أن التسديدات للفواتير لم تتجاوز 25 30 بالمائة خلال شهر يونيو الماضي، و51 بالمائة خلال شهر يوليو الجاري فيما كانت المؤسسة تحقق من ما يتم تسديده قبل الأزمة التي تشهدها البلاد نحو 100 103 بالمائة من الإيرادات. ولفت إلى أن المحطات التي تعمل بوقود الديزل والمازوت متوقفة تماماً، مبيّناً أن المؤسسة لم تتمكن من تسديد قيمة فاتورة الوقود لشركة النفط، ولم تتمكن من عمل الصيانة للمحطات البخارية وشبكات الكهرباء وشراء قطع الغيار، فضلاً عن أن المؤسسة لم تتمكن حتى الآن من صرف رواتب شهر يوليو للعاملين فيها بسبب عدم توفر الإيرادات. وأشار إلى أن المؤسسة إلى جانب مشكلة الإيرادات تكابد مشاكل أخرى تتمثل في الاعتداءات المستمرة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية مأربصنعاء 400 كيلوفولت، وامتداد الاعتداءات إلى مناطق أخرى مثل نهم وأرحب وغيرها من المناطق، وكذا سرقة الكابلات، والاعتداء على الشبكات والمحولات. وبيّن أنه تم سرقة ونهب نحو 9 سيارات تابعة للمؤسسة خلال الثلاثة الأشهر الماضية, منها سرقة سيارتين في المنطقة الثانية بالأمانة, ونهب سيارة ودباب في تعز مع أجهزة الاتصالات، وسرقة ونهب سيارتين من كهرباء رداع، وسرقة ونهب سيارتين في كهرباء الحديدة مع أجهزة الاتصالات، ونهب سيارة في كهرباء ذمار مع أجهزة الاتصالات ومواد متعددة. وقال: نأمل أن يدخل علينا الشهر الكريم وأوضاع الكهرباء مستقرة وسالمة من الاعتداءات وقد تجاوب المشتركون في تسديد فواتير الكهرباء لتتمكن المؤسسة من عمل الصيانة اللازمة للمولدات ويكون هناك جاهزية كبيرة لاستقرارية المنظومة”. ونبّه العمري إلى أن استمرار عزوف المشتركين سواء المواطنين أم كبار المستهلكين أو المزارعين وأصحاب المضخات عن تسديد الفواتير سيؤدي إلى توقف المحطات الكهربائية العاملة وقد يصل الأمر إلى توقف الخدمة عن المشتركين. ولفت إلى أن المؤسسة تكبّدت خسائر فادحة من أحداث الحصبة وتمكّنت من إعادة نحو 12 محولاً احترقوا خلال تلك الأحداث وكذا تمديد كابلات كثيرة، وتم إعادة التيار الكهربائي بنحو 98 بالمائة في الأمانة. مثمّناً دور أجهزة الأمن ممثلة بوزارة الداخلية وعقال الحارات وأعضاء المجالس المحلية لتسهيل دور العاملين في الكهرباء وحمايتهم. وأشار إلى أن الفرق الفنية التابعة للمؤسسة تعمل حالياً على إصلاح الأضرار بخطوط نقل 132 كيلوفولت بمنطقة أرحب في ظل ظروف صعبة وحرجة من خلال ما يتعرّضون له من اعتداءات. ولفت إلى أن المحطات التي تعمل بالوقود في الأمانة توقفت بسبب عدم توافر الوقود الأمر الذي فاقم من عجز الطاقة التوليدية للتيار الكهربائي، فيما يتم الاعتماد حالياً على المحطات البخارية في رأس كثيب والمخا ومحطة مأرب الغازية. مشيراً إلى أن خروج محطة مأرب الغازية عن الخدمة يسبب في عجز التيار الكهربائي بالأمانة ليصل الانطفاء إلى نسبة 70 بالمائة من الطلب على الطاقة كون الأمانة تبلغ احتياجها نحو 400 ميجاوات. وجدّد المهندس حارث العمري، دعوته للمشتركين من كبار المستهلكين والتجار والقطاع الخاص والإخوة المواطنين والمزارعين وأصحاب المضخات لتسديد ما عليهم من متأخرات من قيمة ما تم استهلاكه من التيار الكهربائي وتسديد الفواتير أولاً فأولاً لتتمكن المؤسسة من الإيفاء بالتزاماتها وتقديم الخدمة لهم في شهر رمضان المبارك وغيره من الأشهر على مدار العام.