تكبدت أسواق الأسهم العالمية أمس خسائر جديدة جراء حالة الجمود في مباحثات رفع سقف الاستدانة الأميركية، وهو ما يدفع المستثمرين للاستعداد لتداعيات هذه الأزمة على الأسواق المالية، حيث شهدت الأسواق الآسيوية خسائر كبيرة الليلة الماضية، إذ خسرت بورصة نيكي اليابانية قرابة 1.5 %. ووجد المتعاملون في أوروبا صعوبة في بيع الأسهم، بينما أمضى تجار بورصة وول ستريت يوم الأربعاء أسوأ يوم لهم منذ شهرين، حيث هبط مؤشر فايننشال تايمز بلندن 54 نقطة، كما كانت الانخفاضات شديدة في مؤشرات الأسواق الألمانية والفرنسية. وواصلت أسعار النفط في العالم أمس ارتفاعها مدفوعة ببيانات حول البطالة في أميركا قللت شيئاً ما من المخاوف بشأن الديون السيادية الأميركية، وقد زاد سعر البرميل في عقود تسليم سبتمبر أيلول المقبل ببورصة نيويورك ب18 سنتاً ليناهز 97.58 دولاراً، كما زادت مزيج نفط بحر الشمال ب80 سنتاً ليناهز 118.23 دولاراً. ويتخوف المتعاملون في الأسواق العالمية من فشل المشرعين في الكونغرس الأميركي في رفع سقف الدين الأميركي، حيث لم يتبق أمامهم سوى 6 أيام للاتفاق قبل حلول آجل الثاني من أغسطس آب المقبل، وأضاف محلل الأسواق كاميرون بيكوك في شركة «أي جي ماركتس» إن انتظار تقدم ملموس في مباحثات رفع السقف تهيمن على الأسواق حالياً.ويواصل الرئيس الأميركي باراك أوباما الضغط للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد بخصوص رفع سقف الدين، بينما يصر خصومه الجمهوريون على اتفاق قصير المدى، حيث يشوب عملية شد الحبل بين الطرفين حول مضمون الاتفاق من حيث خفض الإنفاق والمسألة الضريبية وكيفية تقليص العجز رهانات الاستحقاقات الانتخابية للعام المقبل. من جانب آخر بعث رؤساء كبريات المؤسسات المالية الأميركية برسالة إلى البيت الأبيض وأعضاء الكونغرس يحثون الطرفين على إيجاد توافق بينهما خلال هذا الأسبوع لرفع سقف الاستدانة لتفادي تخلف أميركا عن سداد التزاماتها المالية، وضمت لائحة هذه الشركات بنك أوف أميركا وجي بي مورجان وغولدمان ساكس. وقالت وزارة الخزانة الأميركية إنها ستكشف عن تفاصيل حول الفواتير التي ستعجز الإدارة الأميركية عن سدادها في حال فشل الكونغرس في رفع سقف الاستدانة قبل الثاني من الشهر المقبل، حيث تدفع وزارة الخزانة شهرياً 80 مليون شيك، وتحتاج كل شهر لاستدانة 125 مليار دولار للوفاء بالتزاماتها. وخارج الولاياتالمتحدة ذكر البنك المركزي الإماراتي أنه لا يحوز أية سندات للخزانة الأميركية أو أدوات مالية من إصدار الحكومة الأميركية، معبراً عن ثقته لتوصل الكونغرس إلى صيغة لتفادي تخلف الولاياتالمتحدة عن سداد ديونها.. وعبّر المركزي الإماراتي عن تأييد للاستمرار في ربط العملة المحلية الدرهم بالدولار، قائلاً إن غالبية احتياطياته الأجنبية مقومة بالدولار ولكنها غير أميركية.