القلق، التوتر، الخوف، أهم سمات الحمل الأول، وقد تزيد من متاعبه تواصل زيارات الحامل للمرفق الصحي كل أسبوع أو أسبوعين إن أمكن يتيح معرفة ماإذا ستكون الولادة طبيعية, أو غير طبيعية تستدعي إشرافاً ورعاية طبية البكرية المستقرة نفسياً تجاه الحمل، يخلو حملها غالباً من المشاكل والمضاعفات الحمل الأول بآماله وآلامه تجربة فريدة محفوفة بالمكاره تمر بها المرأة لترزق بمولودٍ يكون قرة عين لها ولزوجها.. تجربة تختلف بعض الشيء عن باقي تجارب النساء الأخريات اللواتي حملن لأكثر من مرة, وقد تعلم البكريات ظاهرها, وماخفي كان أعظم.. حول هذا المرض كان لنا لقاء مع الدكتورة - فاطمة الأكوع- اختصاصية أمراض النساء والولادة, جاء فيه: تغييرات متنوعة تجربة الحمل للبكرية يبدو للبعض خوض في المجهول, فما تقييمك لهذه التجربة؟ الحمل حقيقة يختلف من امرأة إلى أخرى, وبشكل عام تتعرف عليه المرأة بانقطاع الدورة الشهرية لتمر بعدها بمراحل أخرى. وبطبيعة الحال تحدث هذه المرحلة تغيرات هرمونية وجسمانية للمرأة الحامل, وبعض النساء يعانين من هذه التغيرات وتجد فيها نساء كثيرات متاعب كثيرة, والبعض الآخر يمررن بها بسلام, ذلك أن الحامل منذ بداية الحمل تمر بعدة أعراض مرتبطة بتكوين الجنين داخل الرحم وبأعراض هرمونية وجسمانية, كالغثيان والقي, وبإحساس داخلي بطروء تغيرات كبيرة في جسمها, ومعها تغيرات أخرى لاتشعر بها في أعضاء حيوية داخل الجسم من ضمنها الكبد والكلى والمخ.. ومن المتغيرات الظاهرة التي تبدو على الحامل, استدارة وكبر بطنها وعرض واتساع الحوض وما إلى ذلك من أعراض.. تمر المرأة الحامل كذلك بمضاعفات خلال فترة الحمل, مضاعفات قد تشكل خطورة عليها سواءً كانت ظاهرة جلية أو مخفية. وللتعرف عليها سريعاً يجب متابعة المرأة لحملها في المركز الصحي, فهناك يتجلى لها ويتبين أهمية متابعة حالتها الصحية. سلبيات المجتمع ننتقل إلى سلبيات المجتمع على المرأة المتزوجة حديثاً حيال الإنجاب.. مامدى وقعها وأثرها على المرأة؟ بكل تأكيد العامل النفسي مهم جداً للحامل من بداية الحمل, فنحن في مجتمعنا نعرف أنه حينما تتزوج المرأة, أول ماتطالب به هو أن تحمل, فكلما حملت سريعاً, كلما كان ذلك أفضل, وإن لم تحمل من أول سنة يشار إليها أحياناً بأصابع الاتهام وتحاط بمظاهر الشك والريبة والتساؤل.. هذه هي نظرة المجتمع والأسرة للمرأة المتزوجة حديثاً, وهو ماقد يؤثر سلباً على نفسيتها ويثير لديها حالة من التوتر والاضطراب والقلق النفسي بما يؤثر سلباً ويؤخر الحمل. قلق وخوف هل للقلق النفسي تأثير على صحة المرأة الحامل, كالقلق من أن الحمل سيستغرق مدة طويلة تمتد لتسعة أشهر وأنها ستخوض غماره للمرة الأولى؟ وما تأثير ذلك سلباً أو إيجاباً على الحمل خلال مراحله المختلفة؟ بكل تأكيد المرأة الحامل تتأثر بالقلق فأي فتاة تبدأ حياتها الزوجية تحلم بأن تكون أماً.. إنه شعور رائع يختلجها في البداية يسرها ويفرحها كثيراً ,لكنه سرعان ما يزول نوعاً ما بعد ذلك لينشأ مكانه خوف وتوتر وقلق ومعه الكثير من التساؤلات.. ترى كيف ستكون الولادة؟ هل ستكون ولادة طبيعية؟ وهل سأمر بالأم مخاض شديدة؟ هذه هي بالأساس المخاوف التي تمر بها البكرية في بداية عهدها مع الحمل. ودور الأطباء هنا هو توجيهها فيما يجب عليها فعله واحاطتها بالنصح والإرشاد المؤمنين لحملها من أجل تمتعها بصحة جيدة خلال فترة الحمل. وعلى الأسرة والزوج والقريبات من جانب آخر توفير الاهتمام المباشر بها واعطائها الأمان , فالأم أو الجدة تلعب دوراً أساسياً في طمأنة أبنتها أو حفيدتها كأن تقول لها: لاتخافي وتخبرها بأن هذه المرحلة طبيعية وإن شاء الله ستمر على خير ولن يحل بها مكروه.. أود أن ألفت إلى أن الخوف والقلق يمكنهما التأثير بشكل غير مباشر على صحة الأم الحامل بالسلب أو بالإيجاب.. فمن الناحية الإيجابية أن المرأة الحامل في ذاتها ومن خلال تجربتها شاهدت مسبقاً أمها أو أختها أو قريبة لها تمر بالمرحلة نفسها فيهدأ روعها ولايبقى سوى القليل من الخوف ,وبالتالي تمر المرحلة بأمان.. أما أن تتأثر سلباً فذلك أنه قد تملكها الخوف والتوتر بصورة متزايدة مما لايسهل عليها مرحلة الحمل والإنجاب. فوارق واضحة ما الفرق بين فتاتين تحملان للمرة الأولى ,الأولى مستقرة نفسياً والثانية ليست كذلك؟ التوتر بالطبع له دور كبير فالمستقرة نفسياً تجاه حملها تراها تمر بمراحل الحمل من دون أي توترات أو أي مشاكل ,بل ومن الممكن إلا تحس باعراض الحمل ولايصاحب حملها على الأرجح أي مضاعفات ,بعكس من تكون متوترة وقلقة فاحياناً تشكو من الألم أسفل البطن ومن صداع وتوتر داخلي مما يعني أن الحمل لايكون مستقراً وهذا يؤثر سلباً على الجنين. عوارض وعلامات ما العلامات الظاهرة المميزة التي تدل على الحمل؟ تمر المرأة بمراحل بداية الحمل, حيث قد يصاحب حملها علامات تبين أنها حامل مثل: انقطاع الدورة الشهرية الإحساس بالغثيان المبكر , لاسيما في فترة الصباح الإحساس بالخمول وزيادة ساعات النوم. انقطاع الشهية وهي الأعراض المبكرة التي تحس بها المرأة الحامل بداية وبعدها تظهر عليها أعراض أخرى , كبداية بروز البطن وبداية حركة الجنين. ماذا عن مراحل الحمل المختلفة؟ وكم تأخذ من الوقت كل مرحلة من هذه المراحل؟ تحدث الأعراض مثل الغثيان , القي , الفتور , التعب والخمول بالإضافة إلى انقطاع الشهية هذا بالنسبة للثلاثة الأشهر الأولى بعد ذلك تبدأ بروز وكبر البطن من بداية الشهر الرابع والخامس حتى الشهر التاسع وهناك أعراض أخرى يمكن أن تترافق مع الحمل كأن يبقى الجسم داكناً قليلاً خصوصاً في مواضع معينة على الحلمات مثلاً وظهور الكلف في الوجه وقد يصاحب هذه الأعراض تساقط في الشعر نتيجة حدوث تغيرات هرمونية داخل جسم المرأة الحامل وهي في مجملها اعراض طبيعية. فقد الأجنة ظاهرة شائعة في مجتمعنا اليمني عند البكريات وهي خسارتهن للاجنة خلال الأشهر الأولى من الحمل.. بما تفسرين ذلك؟ وماهي الأسباب؟ توجد عدة اسباب فالمرأة الحامل لما تأتي إلينا في بداية الثلاثة الأشهر الأولى تخضع لفحوصات طبية لغرض متابعة حالة حملها فربما يكون هذا الحمل كاذباً وقد يكون هناك اسباب أخرى عديدة لاسقاط الحمل وللعوامل الوراثية دور في الأمر كما أن من جملة الاسباب الاصابة بجرثومة (داء القطط) التي تسبب تشوهات للجنين واحياناً اسقاط له , حيث تنتقل من خلال براز القطط المصابة بهذا الداء ويمكن أن تنتقل عن طريق الهواء أو عن طريق القطط نفسها التي تكون موجودة في البيت وعند انتقال الجرثومة إلى الأم الحامل فإنها تدخل في الجنين ومن ثم تعمل على إسقاطه.. ومن المؤكد أنه إذا اكتشف المرض مبكراً يمكن أن يعطى العلاج الملائم له إذ يتم الكشف عنه عن طريق الدم بسحب عينه من الدم لفحصها ولتحديد درجة الاصابة وبذا يتحدد العلاج الملائم ويطلب من المريضة معاودة زيارة الصبيب أو الطبيبة المختصة لمتابعة حالتها وللتأكد من شفائها تماماً من هذا المرض بعد العلاج.. وهناك عوامل أخرى مثل الحمل العنقودي وهو عبارة عن حمل داخل الرحم لايتكون معه جنين وإنما تكاثر لخلايا الجنين لايميز فيه أن هناك جنين تكون فيه كعناقيد العنب لذلك سمي بالحمل العنقودي ,حيث يحصل اسقاط لهذا الحمل لأنه ليس طبيعي وكذلك ارتخاء عنق الرحم وقد يكون مكتسباً بسبب سوء المعالجة أثناء الولادات السابقة أو لعيب خلقي يؤدي إلى كاثر فقدان الأجنة.. وقد ينشأ الحمل خارج الرحم حينما لايحدث التقاء للحيوان المنوي أو البويضة داخل الرحم وإنما في قناة (فالوب) أو في المبايض ومن ثم لايكون حملاً طبيعياً فيسقط هذا الحمل. نصيحة لكل أم الحمل وبالأخص في مرحلة الثلاثة الأشهر الأخيرة هو بالنسبة للأم والأسرة أكثر الشهور توتراً كذلك بالنسبة للزوج فيما تنصحين الحامل لتصل بحملها إلى بر الأمان؟ انصح المرأة الحامل في بداية حملها التوجه إلى المركز الصحي لمتابعة الحمل من البداية ففي الثلاثة الأشهر الأولى للحمل يجب عليها المتابعة والحضور لعمل بعض الفحوصات الطبية كفحص الدم لمعرفة فصيلة الدم ومعرفة ما إذا كان حملها حملاً طبيعياً أم لا, من خلال عمل الأجهزة التلفزيونية.. الشيء الآخر لابد من متابعة الحمل في الشهور الأولى بشكل شهري أي بمعدل زيارة واحدة في الشهر.. وأهم شيء أنه بذلك يمكن الكشف عن مضاعفات الحمل بصورة مبكرة مثل ارتفاع ضغط الدم اكتشاف الاصابة بداء السكر أو بأي مضاعفات أخرى كالنزيف سواءً كان في الثلاثة الشهور الأولى للحمل أو في الثلاثة الشهور الوسطى وكذا لتجنب حدوث أي مضاعفات أخرى قد تؤثر سلباً على صحة الأم أو تودي بحياتها أو بحياة جنينها الأمر الثالث هو ما يتيحه للأم الحامل من معرفة وجود تشوهات في الجنين.. وهكذا تتواصل الزيارات الشهرية للحامل طوال فترة الحمل وببلوغ الشهر الأخير تتم الزيارة كل أسبوعين أو كل أسبوع إذا كانت الإمكانات تتيح ذلك ليتسنى فحص الأم الحامل ومعرفة ما إذا كانت الولادة طبيعية دون مشكلة أو غير طبيعية تتطلب أن تجرى داخل المستشفى تحت رعاية وإشراف طبي وبالتالي اسداء النصح لها وتقديم المشورة المناسبة لها في كل الأحوال.
