عندما ينظر المرء للشباب يشعر بالحيوية والنشاط ويقرع جرس الإبداع والابتكار ...فمرحلة الشباب هي المرحلة التي تتجمع فيها كل مقومات النجاح والتميز من نشاط وتفكير وحماس يرافق المرء في حياته .. فيكون منتجاً إيجابياً يخدم مجتمعه ووطنه ، هذا إذا تم الاعتناء بهذه المرحلة وتسيرها السير السليم. وعلى النقيض إذا ما أهملت فإنها تهب في مهب السلبية والحياة التعيسة ...لذلك كان لنادي الأسرة السعيدة السبق في احتواء الشباب وتبني الأفكار والأعمال المساهمة في تنميتهم وتأهيلهم. ورشة العمل التي نظمها النادي واختتمت فعالياتها أمس الأول الخميس في تعز بعنوان (دور المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني في خلق فرص عمل للشباب) تؤكد هذا التوجه الذي يتبناه النادي. حيث شارك فيها 25 مشاركاً يمثلون منظمات المجتمع المدني العاملة مع الشباب ، وتناولت الورشة العديد من المحاور والتي من أبرزها كيفية التعرف على ميول الشباب وقدراتهم وطبيعة المشاريع التي يمكن أن تضعها المؤسسات بعين الاعتبار ، والخطط المستقبلية لهذه المؤسسات وما نصيب الشباب منها. وقد أدار الورشة الباحث عبد العزيز العسالي واختتمت بتوصيات ومقترحات دعت الى مراعاة حقوق الشباب وواجب المؤسسات تجاههم.. ( إبداع ) كانت حاضرةً في الورشة ، وخرجت بما يلي: من أجل شباب فاعل مديرة النادي وفاء الصلاحي قالت إن مبدأ الشراكة المجتمعية والمؤسسية لابد أن يفعَل لصناعة الشباب القادر على تلبية طموحاته بذاته ..مؤكدةً على ضرورة التكامل والتنسيق بين جميع المؤسسات وباقي مكونات المجتمع للنهوض بالشباب كي تكون هناك مخرجات شبابية فاعلة ومبدعة. وفي ذات السياق تواصل الصلاحي حديثها عن البرامج التي سيقدمها النادي خلال الفترة القادمة والمتمثلة بإقامة الدورات التأهيلية والتنموية للشباب وإقامة الملتقيات الشبابية ، والنادي بصدد اتخاذ نموذج جديد لأنشطته وهو النزول الميداني للملتقيات والتجمعات الشبابية. نهضة غير عادية إبراهيم غالب الشرعبي ممثل مؤسسة أبواب الخير وأحد المشاركين يصف الورشة بأنها ناجحة وركزت على مواضيع مهمة كانت مهملة ، ويضيف .. التركيز على مرحلة الشباب ومعرفة احتياجاتهم يعد نهضة غير عادية لأن هذه المرحلة هي مرحلة النشوة والتفكير والحماس والحيوية ، فواجب على منظمات المجتمع المدني الاهتمام بهذا الجانب الذي غاب عن الكثيرين ، مؤكداً أن مؤسسته ستعمل جاهدة لوضع خطط لبرامج وأنشطة شبابية في الفترة المقبلة. لقاء المرشدين السنوي إلى ذلك عقد النادي الأرعاء الماضي على هامش الورشة اللقاء السنوي لمرشدين النادي الذي تم تخريجهم كأول دفعة في اليمن للإرشاد الأسري من النادي العام الماضي تم فيه تكريم المرشدين الفاعلين الإعلان عن العشرة الأوائل الذين نفذوا قدراً كبيراً من الدورات والاستشارات التي قدموها وبدعم من الداعية الإسلامي الشيخ جاسم المطوع الذي أعجب بهؤلاء المرشدين والذي ظل يتابع أعمالهم عن طريق التواصل الدائم مع إدارة النادي واطلاعه المستمر على كل جديد يقومون به. نحو وعي أسري سبأ المأربي إحدى المرشدات ومديرة فريق المراهقين بالنادي تتحدث عن اللقاء السنوي للمرشدين وأهميته قائلةً : الأسرة اليمنية تحتاج الى وعي كبير ، وتوجيه عميق للوصول الى الاستقرار الأسري السليم والحياة الأسرية ومع هذا فإن مرشدي نادي الأسرة السعيدة قاموا بنقلة غير عادية لترسيم معاني الحياة الأسرية المنشودة عن طريق الاستشارات التي قدموها والتدريب والتوعية التي قاموا بها بين أوساط المجتمع ، وتضيف المأربي أن لقاءهم السنوي يؤكد أن ثمة أهداف عديدة تحققت للنادي وأن تشجيع وتحفيز الشيخ جاسم المطوع لهم ومنحهم الجوائز لهو تعبير منه عما تحقق من نجاح. دروب السعادة إذاً تلك الفعاليات واللقاءات تؤكد أن هناك نجاحات ملموسة للنادي وتميز يبهر الجميع ، ولا يخفى عن عدد ليس بالقليل من أهالي تعز أن هذا النادي يمثل منبع للحياة السعيدة والمستقرة ، وأنه يحوي كل مفيد للأسرة التي تعتبر هي النواة الأولى لبناء المجتمعات وتقدم الحضارات ، فمثل هذه الصروح من تحتاج إلى الدعم والتشجيع لأنها تستهدف المستقبل وتنير لنا درب التألق والسعادة.