معاً نحلّق فوق سماء الآداب العامة التي تختص بالحياة الاجتماعية، فلنربط حزام الأمان بآداب القرآن، متمسكين بقواعد الهدي النبوي، استعداداً للإقلاع من أرض الواقع إلى عالم التعامل مع الآخرين، مع الحرص على عدم الهبوط اضطرارياً في مدينة الخروج عن المألوف والتعاون معاً لإنجاح رحلتنا بالتطبيق العملي الفوري، حيث أثبتت الدراسات العلمية أنك لو تعلمت كيفيه التعامل مع الآخرين فإنك تكون قد قطعت 85 % من طريق النجاح و99 % من طريق السعادة الشخصية..نجول في حدائق كتاب ( دبلوماسية التعامل مع الآخرين ) لمؤلفه ( مجيب ناشر العبسي ) وننهل منه ما يساعدنا على إثراء حياتنا وجعلها أكثر سعادة ونجاحاً ، كل أسبوع نتعلم عبر ( إبداع ) مهارة تكسبنا صفات السعداء وسمات الناجحين. الثقة هي الحالة التي يكون فيها الإنسان متأكداً من كفاءة أو دقة أمر ما يتعلق به أو بشخص أو بشيء آخر، وفي حالة الأشخاص، من الممكن أن تكون تلك الثقة نوع من التأكد من ولاء هذا الشخص تجاه أشخاص آخرين أو قضايا معينة. وفي علم النفس : هي تكاملية للتأثير الاجتماعي فهي التي تسهل التأثير أو الإقناع لشخص بالائتمان على شخص آخر. أن فكرة الثقة يتم تبنيها في شكل واسع على نطاق الأشخاص, المؤسسات (الوكالات الحكومية). كيف تكسب ثقة الآخرين ؟ إذا أردت إقناع الآخرين بدعمك والتعاون معك، يجب عليك كسب ثقتهم أولاً فما من وسيلة لكسب والاحتفاظ بثقة الأخر أفضل من تحري الصدق معه وبالمثل، فما من وسيلة أسرع لفقد ثقته من الكذب عليه.. و إذا أردت إقناع الناس بالوثوق بك، فاتبع هذه الإرشادات الخمسة البسيطة التالية: مارس الصدق المطلق في كل الأحوال ، واجعل من كلمتك عقدا لا رجعة فيه، وإذا أردت أن يثق بك الآخرون ثقة عمياء، تأكد من وفائك بعهدك دائماً فلا تقطع على نفسك عهدا لا تستطيع الوفاء به ، ولا تتخذ قرارا قط لا تستطيع دعمه ، ولا تصدر امرأ قط يتعذر عليك تنفيذه ، وتحر الدقة والصدق في كافة بياناتك الكتابية (أن توقيعك على أية وثيقة لا يقل أهمية عن الكلام الذي تصرح به لأحدهم وجها لوجه) ، ودافع عما تؤمن بصحته، وتحل بالشجاعة التي تمليها عليك قناعتك مهما كانت العواقب ،وإياك أن تتنازل عن معاييرك أو بيع مبادئك ،وإذا حدث وأغريت بالتنازل فضع أمانتك وحسك بالواجب وشرفك الشخصي واستقامتك فوق كل شيء. وكن على استعداد لتقبل التأنيب على أخطائك. فإذا وقعت بالخطأ فتحل بالشجاعة للاعتراف بالخطأ، وكن دائما على استعداد لتقبل لوم الآخرين إذا جانبك الصواب أو ارتكبت خطأ ما ، وعامل الناس كما تحب أن يعاملوك به . طالما تطالب الآخرين بان يفهموك ويقدروا موقفك, فمن الأحرى أن تعاملهم بالمثل فإذا كان الشخص الذي تتعامل معه يهمك فلابد أن تحاول فهم إبعاد شخصيته ، سماته ، صفاته ، ما يحب وما يكره بحيث تحدد الطريقة المثلى التي تتعامل معه بها، فلا يمكن أن تعامل كل الناس بنفس الطريقة ،بل بالأسلوب الخاص الذي يلائم كل واحد لكسب محبته وثقته ، كما عليك الالتزام بوعدك فالالتزام بالوعد وعدم الوفاء بالعهود شيء يخفض رصيدك من الثقة لدى الآخرين حتى في الأشياء الصغيرة. إن عدم ترفعك عن الضغائن والحقد، والكذب والاغتياب وإفشاء الأسرار والرشوة والنفاق والتملق والخداع، كل هذه الأشياء تجعل الآخرين يقطعون علاقاتهم بك ويفرون من إمامك،ولا يرغبون في إقامة أي علاقات يسودها المودة والحب معك ، فكن حميد الأخلاق مستقيما على درجة من الرقى أشياء في حديثك تكسب بها حب الناس وثقتهم بك واظهر اهتمامك بالآخرين تفسح طريقا لقلوبهم ، وكن قريباً من الآخرين وأشعرهم باهتمامك بهم وسوف تعي بأنك محبوب من قبل الآخرين لك ، واعلم إنك بالابتسامة تقرب المسافة بينك وبين الآخرين ، تتكرر مره آخري الابتسامة وكما قلنا سابقا بأنها لغة بسيطة ولكن مفعولها كبير جدا وكما نعلم بأن الابتسامة أنواع ولكن لكل ابتسامه معنى فإن كانت ابتسامتك تحمل النية الطبية وتبعث بالراحة للآخرين سوف تكون قد خطوت خطوه إلى الأمام واجتزت أول عقبة. وإذا أردت أن تكسب حب الناس فتذكر أسماءهم إن أسم الإنسان منا هو أجمل في لغته وأعذب صوت يمكن أن يسمعه إن كنت تريد أن تكسب الناس فعليك بأن تتذكر أسمائهم فتأخذها قاعدة لك أخي وسوف ترى النتائج التي تريدها. وأحترم رغبة الآخرين في التحدث عن أنفسهم, تذكر أخي أنت كغيرك تمتلك ما تريد قوله وتلقى الاستماع فعاملهم وكن مستمعاً لما يقال لك كن مستمعاً جيدا فذلك يشعر الطرف الآخر بتقديرك له بأهمية ما يقوله لك واهتمامك بشخصه. وتعلم جيدا كيف تمتع الناس بحديثك, المقصود بهذه النقطة بأن تبتعد عند الحديث ما يتعب غيرك ويشعرهم بالملل ويجب أن يحمل هذا الموضوع شيء مشترك بينك وبين المستمع حتى يشارك في الحديث وهنا تكشف الأوراق. وحتى يهتم بك الناس أشعرهم بأهميتهم , اكسر القاعدة ولو مره واحده في حياتك إشعر بقيمة الناس من حولك وأعطي كل شخص حقه ومكانته في حياتك ولا تبادلها بالتجاهل (( عامل الآخرين بما تحب أن يعاملوك به )). تنتهي النقاط .. ولكن النتائج لن تنتهي إلا بانتهاء الحياة... تمعن جيدا بما كتبت وأنظر إلى فوائدها وإيجابياتها وبذلك تحطم القيود والأغلال من حياتك.