- كل شيء عندنا يسير عكس الآخرين في بلدان خلق الله والذين يعطون البراعم والناشئين والأشبال عناية واهتماماً خاصين بمكانتهما وسنهما ، ففي كثير من البلدان وخاصة المجاورة يحظى قطاع البراعم والناشئين والأشبال بنوع خاص من التعامل والذي يتناسب مع سنهم كونهم لازالوا أشبه بعجينة خامة قابلة للتشكل والتهيئة بالصورة التي يراد لها أن تكون في المستقبل . - هناك في تلك البلدان يبدأ لاعب كرة القدم منذ نعومة أظفاره يمارس هوايته من سن مبكرة ويبدأ بالتدرج والانتقال من فئة إلى أخرى وفق آلية مرسومة لذلك من قبل المهتمين بهم والمعنيين بتوفير سبل التأهيل والتدريب لهم “وزارات - هيئات شبابية - اتحادات - أندية” بل إنهم أوجدوا لهم كليات خاصة ترعاهم وتدربهم وفق مناهج علمية متطورة حتى تستفيد منهم دولهم وحتى تكون نجوم كرة القدم حتى إعدادها على نظر وبصر تلك الدول ، ولذلك فلا غرابة أن نشاهد فيلماً وثائقياً للاعب ما منذ الصغر وهو يمارس لعبة كرة القدم حتى بلوغه سن الرشد حيث أصبح نجماً تتهافت عليه العروض من كل مكان . لكن الصورة لدينا هنا ياخبرة ؟ صورة مشوشة إن لم تكن سوداء لا يرى منها إلا خيوط بيضاء في أطرافها ، نحن لم نرسِ على منتخب واحد يعد من الصفر في أي لعبة من الألعاب وخاصة كرة القدم ففي كل مشاركة نبدأ بإعداد المنتخب ونبحث عن النجوم الذين سيشاركون فيه ، عندنا رياضة بالبركة ، وبدون قناعة بأهميتها من قبل المعنيين بها . - ونواة كل المنتخبات هم البراعم والأشبال والناشئن فهل يوجد منتخب تدرج في الفئات العمرية حتى وصل إلى الوطني ؟ الجواب معروف مسبقاً لا يوجد وان كان فلا ننسى المنتخباً الذي أوصل اليمن إلى العالمية وبعدها حفروا له حفرة ودفنوه بتصعيدهم لفئات للشباب. - فئة البراعم والناشئين في الأندية مهملة متروكة تلعب على الأرصفة وفي الأزقة المرصوفة بالأحجار والخرسانة حيث مصدر الخطر عليهم يكون كبيراً ، هذه الفئة مهملة في المدارس التي يفترض أن تكون محضن ومنتج كبير للنجوم في كثير من الأنشطة ، البراعم والأشبال والناشئين اليوم لا أحد يعترف بهم إلا في نوادر الأعمال . ومما لفت نظري ولفت نظر الكثيرين في تعز تلك الخطوة التي أقدمت عليها جامعة تعز منذ ثمان سنوات والآن التاسعة في تنظيم دورة خاصة لهذه الفئات في رمضان وهى لفتة رائعة من قبل الجامعة أن تقوم بتلك الخطوة التي جاءت على هامش دورة الكبار في نسختها ال25 ، الشيء الذي يحز في النفس أن هذه الفئة أين تمارس لعبها ؟ الكل يراهم في “الصرحة” أو فيما كان يعرف بملعب كرة السلة “التي انتقلت إلى رحمة الله “ الملعب أسمنتي يعتبر مصدر ضرر للكبار فما بالك الصغار الذي يفترض أن يعشقوا الرياضة عشق ويحبوا ممارستها بشكل كبير وهو مالم يتحقق لهم لأنهم بلعبهم في ملعب “الصرحة - الصبة - الخرسانة” يغرس فيهم كرة الرياضة برمتها وليس كرة القدم فحسب فالبرعم عندما يتعرض لإصابة يبدأ الخوف من بعد الإصابة في قلبه وفي وسط أسرته فيجد “فرماناً “ أسرياً يمنعه من مزاولة الكرة أو الرياضة أي كانت ، وبذلك وضعت أولى طرق الحقد على الرياضة بسبب ما تعرض له من إصابة في مثل تلك الملاعب ، هذه الفئة يفترض أن تجد لها ملعباً معشباً وتحظى باهتمام إعلامي كبير وجماهيري اكبر ، وأنا لا ألوم المنظمين لتلك البطولة فهم طرحوا وواصلوا مشوارهم ولكن كان يفترض أن يكون هناك اهتمام من قبل المعني باللعبة وان يرفض إقامة البطولة في مثل ذلك الملعب مصدر الضرر والأذى للصغار ويحولهم إلى ملعب العشب حيث يشعر الصغير بقيمته وانه يريد أن يبدع ويقدم الكثير عندما يحس بالاهتمام به والتركيز عليه . - إن براعم “الصرحة” اليوم لن يكونوا نجوماً في المستقبل ولن يفيدوا الكرة بشيء لأنهم قبل وصولهم إلى هدفهم سيكونون قد بدأوا في “الترفيع” و”التقوقع” على أنفسهم إما بسبب إصابة مبكرة أو بسبب عدم الاهتمام بهم . - ختاماً نتمنى أن يعاد النظر في كل نشاط موجه لهذه الفئة وان تحظى بالاهتمام والتركيز بها لكي تنفع البلد في مستقبل الأيام . [email protected]