رغم التهديدات الكبيرة التي تعرضت لها الكرة اليمنية من قبل الإتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم التي كادت تعصف بمستقبلها, وبعد أيام على رفع قرار "الفيفا" بمنع المشاركات الخارجية لاتحاد كرة القدم كانت هناك ثلاثة منتخبات للكرة قد غادرت صنعاء خلال شهر نوفمبر الماضي منها منتخبي الناشئين والشباب اللذين شاركا في تصفيات آسيا لكرة القدم, وتأهل الناشئين من قطر إلى النهائيات فيما اخفق الشباب في تحقيق إنجاز جديد في التأهل بعد إقصاء المنتخب الإماراتي له في المباراة الفاصلة بينهما وتأهل الأخير إلى نهائيات آسيا, ناهيك عن الاستعدادات المبكرة للمنتخب الأول لدورة كأس الخليج الثامنة عشرة بعد عام وشهرين بالإمارات العربية المتحدة. هذا الحراك غير المعهود للكرة اليمنية بعث الحياة من جديد للرياضة وطمن الجماهيرالكبيرة بأن القادم أفضل والمستقبل مبشر بخير لا سيما بعد إعلان اللجنة المؤقتة لكرة القدم عن تشكيل منتخب لبراعم كرة القدم يخوض لأول مرة منافسات آسيوية خارجية تحت سن 14 سنة, وبذلك يكتمل عقد منتخبات الكرة اليمنية لتبدأ مرحلة جديدة من البناء لهذه المنتخبات التي يشرف عليها فنيا الخبير الجزائري رابح سعدان الذي اعد استراتيجية للكرة اليمنية تمتد لخمس سنوات. هذه المشاركات أظهرت تميز واضح للمنتخبات الأصغر سنا في المنافسات الخارجية لا سيما الناشئين والبراعم ثم الشباب, وهو أمر يدعو الى الوقوف إزاءه جيدا من قبل الأجهزة الفنية والتدريبية والمختصين عن كرة القدم لدراسة أسباب تألق وتفرد الموهبة الصغيرة للاعب اليمني وتراجع مستويات اللاعبين في المنتخبات الأولى والأولمبية..!! وهو الأمر الذي يتحمله المدير الفني للمنتخبات الوطنية الجزائري رابح سعدان الذي كان يعد العدة لدراسة هذه الظواهر وتحليلها وتطبيق خططه على ارض الواقع, لكن المتغيرات الكثيرة التي مرت بها الكرة اليمنية وانتخابات اتحاد الكرة والخلافات التي رافقت كلها كانت سببا كافيا لتأخير التفكير في هذه الأمور, فيما وقتها قد آن بعد زوال المسببات لتأخير تنفيذ الاستراتيجية التي تحدث عنها سعدان قبل سنتين تقريبا. وتمر الآن الكرة اليمنية مرحلة جديدة بعد رفع العقوبات التي كان فرضها الاتحاد الدولي لكرة القدم ورب ضارة نافعة حيث لفتت هذه العقوبات الأنظار نحو الرياضة والكرة خصوصا في اليمن, وبدأ المعنيون بالاهتمام أكثر بهذه الرياضة وبممارسيها ويعطونها المزيد من الاهتمام, والأمر الأخير في الخروج من متاهة الخلافات وعدم العودة إلى العقوبات هو إجراء انتخابات لاتحاد كرة جديد يقود الكرة اليمنية خلال الأربع السنوات القادمة بعقلية ناضجة وواعية لمجريات ما حدث في السابق. ومن الناحية النظرية فأن اليمن تمتلك أكثر من خيار فيما يتعلق بمنتخبات الناشئين والشباب ولديها مخزون كبير من المواهب الناشئة والشابة في كرة القدم وفي مختلف الألعاب لكن ينقصها فقط البنية التحتية والكوادر التي تؤهلها وتهتم بها والقرار السديد لمسئولي الرياضة في البلاد نحو الاهتمام بمختلف الفئات العمرية للألعاب الرياضية واستمرارية هذه المنتخبات. وهناك على ملاعب كرة القدم في قطر والإمارات تابعنا منافسات منتخبي الشباب والناشئين ووجدنا كرة يمنية أصيلة وراقية يصنعها شباب وناشئوا اليمن الذين أمتعوا من تابعهم وأشاد بهم البعيد قبل القريب, وكلا المنتخبين يقودهما جهازين فنيين وطنيين اثبتا تميزهما وعلوا كعبهما في عالم التدريب. هذان المنتخبان ومعهما منتخب البراعم هم مصنع اكتشاف نجوم كرة القدم وعلينا ان نخلق أكثر من فريق ناشئين وفريق شباب وعلى الاندية ان تتنبه لهذا الأمرجيدا فهي البيت الحقيقي لرعاية هذه الفئات.