التدخين غير المباشر أو اللا إرادي أو ما يعرف باسم «التدخين السلبي» هو تعرّض الشخص غير المدخن لمزيج الدخان الناتج عن احتراق التبغ في سيجارة المدخن، بالإضافة إلى الدخان الخارج من زفير المدخن. وقد أكدت الدراسات أن التدخين السلبي يتسبب في الكثير من المشكلات الصحية للآخرين، فالمدخن يستنشق نحو 15 في المائة من دخان السيجارة، بينما ينفث نحو 85 في المائة من طرفها المحترق إلى الهواء ليستنشقه الآخرون. أما السجائر المستحدثة (الإلكترونية) فهي تشبه السيجارة التقليدية حجماً وشكلاً وتكون عادة مصنوعة من الفولاذ وبها عبوة لتخزين النيكوتين السائل بدرجات تركيز متفاوتة، ويستخدم المدخنون هذه السيجارة وكأنها سيجارة حقيقية، إلا أنهم لا يشعلونها. وقد واجهت السجائر المستحدثة موجة واسعة من الانتقادات العلمية، فقد أكد الباحثون زيف الادعاءات التي سبق أن روّج لها منتجوها بأن أضرارها أقل من السجائر المعتادة وتساعد على الإقلاع عن إدمان التبغ، بل أشارت دراسات كثيرة إلى أن تلك السجائر الإلكترونية لا تقل خطورة عن لفائف التبغ القديمة؛ وقد تفوقها خطورة في ما يخص حثها الخلايا الطبيعية على التحول السرطاني بصورة أكبر. في دراسة تعد الأولى من نوعها نشرت في مجلة «أرشيفات علم الأذن والحنجرة وجراحة العنق والرأس» في عدد شهر يوليو الماضي، أكد باحثون بجامعتي فلوريدا وميامي الأميركيتين أن الدخان المنبعث من التبغ يعوق تدفق الدم إلى الأوعية الدموية بالأذن مما يؤدي إلى حرمانها من الكمية الكافية من الأكسجين، وقد يؤدي هذا الضرر إلى فقدان حاسة السمع بين الأطفال والمراهقين. وقد شملت الدراسة استجواب أكثر من 1500 شخص تتراوح أعمارهم بين 12 - 19 عاماً حول حالتهم الصحية والتاريخ الطبي للعائلة والتعرّض للتدخين السلبي. وأكدت النتائج أن معدلات فقدان السمع بين الذين تعرّضوا للتدخين السلبي كانت أعلى من غيرهم، كما أكدت أن فقدان السمع يحدث نتيجة التأثير التراكمي لمادة «كوتينين» بالدم.. وقد أكد الباحثون أن أكثر من 80 % من المراهقين الذين يشكون من فقدان السمع لم يدركوا أنهم يعانون من هذه المشكلة قبل إجراء اختبار قياس السمع.