في مدينة تعز القديمة يتضاعف عدد زوار المعالم الدينية والتاريخية خلال شهر الصيام ذلك ما يجعلهم أكثر احساساً بروحانيته تمثل مدينة تعز القديمة مقصداً مهماً للكثير من الناس خلال شهر رمضان وذلك إما بغرض زيارة المساجد الأثرية , وأضرحة الأولياء , أو بهدف التسوق من الأسواق الشعبية المنتشرة في جنبات المدينة القديمة . طعم آخر لشهر الصيام هناك ما جعل شهر الصيام في مدينة تعز القديمة يمتاز بمذاق آخر , يختلف عن بقية الأماكن , عباد ومتسوقون يأتون للمدينة من كل حدب وصوب , خالد الشيباني (34) عاماً وهو أحد ألأشخاص الذين يترددون بحرص على المدينة القديمة في رمضان بهدف السياحة الدينية , يقول: (لقد إعتدت منذ أعوام على زيارة المساجد العتيقة , حيث يزداد إحساسي بروحانية شهر رمضان المبارك, وأجد فيها فسحة للإختلاء بالنفس و التأمل وهو أمر يبعث على الشعور بالطمأنينة ,ولا يكتمل عندي شهر رمضان بدون زيارة مساجد المدينة القديمة). فضاءات وجدانية وإلى جانب زوار المساجد , هناك ايضاً زوار أضرحة ألأولياء , حيث يستقبل مسجد الشيخ عبدالهادي السودي خلال شهر رمضان جموعاً من المتصوفة المريدين , الذين يقومون بإحياء موالد الذكر , وترتيل قصائد المديح لرسول الله (ص) , محلقين في فضاءات وجدانية وصفاء روحي . من باب الكبير إلى الخيام ترتفع وتيرة الزحام في المساحة الممتدة بين باب الكبير ومقهى الخيام داخل مدينة تعز القديمة , وهي مساحة تلتقي فيها منافذ الأسواق الشعبية مثل سوق (الشنيني) وسوق (اللقمة) وسوق الطعام . كل شيء وتنتشر في هذه المساحة مجموعة من الباعة الذين يتخذون من شهر رمضان فرصة موسمية لبيع اصناف من المأكولات والحلويات الشعبية التي توارثوا صنعتها عن آبائهم .. حيث يقبل الناس على هذا السوق في رمضان لشراء الخبز بأنواعه (خمير ,فطير, ملوج,لحوح) إلى جانب أنواع معينة من المأكولات مثل (الباجية ,والسنبوسة) , إضافة إلى أنواع من الحلويات التي اشتهرت بعض المحلات بها مثل (الطرمباء ,والشعيبية, والرواني ) إلى جانب تواجد بائعي الخضار والفواكه في هذا السوق . توفير للجهد جمال مدهش من أهالي صبر الموادم وهو أحد الذين يقتنون حاجياتهم من أسواق المدينة القديمة يقول :(تتوافر داخل سوق باب الكبير جميع الإحتياجات اللازمة في شهر رمضان , دون أن نضطر للتنقل بين أماكن متعددة لأخذ غرض من هنا, وسلعة من هناك ) . قلة إقبال الإرتفاع الحاد في الأسعار هذا العام , جعل الناس يحجمون عن شراء بعض المأكولات الجاهزة التي كانوا يقبلون عليها في رمضان , وحول هذه المسألة يقول محمد عبدالله مقبل وهو أحد الباعة الموسمييين :(لقد قل عدد المستهلكين لمأكولاتنا الشعبية في رمضان هذا العام مقارنة بالعام السابق ,فقطعة (السنبوسة) على سبيل المثال , والتي كان ثمنها العام الماضي عشرة ريالات اصبح ثمنها الآن عشرين ريالاً , وهي أسعار تفوق قدرة المواطن العادي الذي لم يتغير مستوى دخله في موازاة إرتفاع الأسعار).