مكتبة دبلوماسية التعامل مع الآخرين نجول في حدائق كتاب (دبلوماسية التعامل مع الآخرين) لمؤلفه مجيب ناشر العبسي، وننهل منه ما يساعدنا على إثراء حياتنا وجعلها أكثر سعادة ونجاحاً، كل أسبوع نتعلم عبر (إبداع) مهارة تكسبنا صفات السعداء وسمات الناجحين. فنون الكلام المؤثر ومهاراته كلام تقوله في وقته، ومكانه يرفعك إلى القمة..! وكلمات تنطقها في غير مناسبتها، تحط بك إلى أسفل، وهناك كلام يتأخر في الخروج، عند الاحتياج إليه ويظل حبيس صدرك، فتضيع عليك الفرصة تلو الفرصة، وتبقى مكانك، أو تنكمش، وربّما تتلاشى. العوامل التي تساعد على أن يكون كلامك مؤثراً: 1 استعن بالله: إنّ الاستعانة بالله هي عمود الأساس الذي لا غنى عنه وكلما ظهرت قوة استعانتك بالله زادت أسباب نجاحك في التعامل بمفتاح الحياة. 2 ثق بنفسك: فمن غير الثقة سوف تذهب كلماتك أدراج الريح، فالناس لا تنجذب للإنسان الفاقد للثقة بنفسه، فلا تفكر بعيوبك كثيراً قبل الكلام بل عليك أن تركز فيما تقول أو ستقول. 3 اهتم بمظهرك: كم شخصاً يتعامل معك يوميّاً؟ فأغلب الناس الذين نتعامل معهم لا يمتلكون فرصة للحكم علينا إلا من مظهرنا، ومن هنا تأتي أهمية الاهتمام بالمظهر. وهناك أوليات في هذا السياق، منها: أن تكون ملابسك نظيفة وحبذا لو تم كيها بانتظام، وألوانها متناسقة غير منفرة فضلاً عن بعدها عن التقاليد والموضة غير المتوافقة مع سنك أو تربيتك، ولا تنس أن تلمع حذاءك باستمرار فكونه متسخاً سيقلل كثيراً من رصيدك لدى الآخرين. 4 اختيار موضع الكلام: يجب أن تختار موضوعاً تحب الحديث فيه ويحبه مستمعك وبعد أن تختار الموضوع عليك أن تستعد للحديث عنه بجمع أكبر قدر من المعلومات ثمّ ترتيبها في رأسك أو على ورقة ومن ثم تحدث. 5 ابتسم: إنّ الابتسام هو الطريق السريع إلى قلب الشخص الآخر. 6 حرك جسمك: إنّ إيماءاتك وتعبيرات جسدك هي أسلحة قوية جدّاً لإعطاء مصداقية لكلامك، فكما تعرف فإن تأثيرك على من حولك يكون 55 % منه بصرياً، أي أنّه يأتي مما يراه الشخص الآخر من حركاتك، فلا تخجل من استخدام يديك بشكل يتناسب مع ما تقول، وكذلك حركة رأسك، أو الميل بجسدك نحو المستمعين، ولا تلتفت لمن يسخر من حركتنا الجسدية المتكررة وخصوصاً بالأيدي أثناء الكلام، فالغرب الآن أنشأت مدارس خاصة لتعليم لغة الجسد..! 7 انظر في عينيه: للعين أهمية كبرى في عملية الاتصال فقد قال عنها الشاعر العربي: العين تبدي الذي في قلب صاحبها من الشناءة أو حب إذا كانا إنّ البغيض له عين يصدقها لا يستطيع لما في القلب كتمانا فالعين تنطق والأفواه صامتة حتى ترى من صميم القلب تبيانا يقول رالف إيمرسون: العين يمكن أن تهدد كما تهدد بندقية معبأة ومصوبة أمّا إذا كانت نظرتها حانية ولطيفة فإنّه يمكنها بشعاع رقتها وعطفها أن تجعل القلب مرحاً، فلغة العيون لها قوانينها الخاصة، فهي تستطيع أن تنقل مئات الرسائل التي يعجز اللسان عن النطق بها. وللاستفادة منها عليك بالنظر تجاه الشخص الذي تتحدث إليه لمدة عشرين ثانية في بداية كلامك، وإذا كنت تحادث مجموعة فيجب أن تنقل بصرك بينهم في شيء من العدل، تركز نظراتك على من تنظر إليه مدة تتراوح من خمس إلى عشر ثوانٍ قبل أن تنقل بصرك عنه ولا تركز بصرك على شخص واحد فقط. 8 اختر الزمان والمكان المناسبين: تكلم عندما يكون مستمعوك جاهزين لسماعك، وليس عندما تشعر أنّك تريد أن تكلمهم، اختر مكاناً مناسباً يساعد على تعزيز المعنى الذي تريد توصيله، فليس من اللائق أن تذهب لشخص في مكان عمله لتحدثه في أمور شخصية. 9 حدد الأشخاص الذين تود أن تفتح معهم جسر الكلام: فكِّر في الناس الذين تود أن تمد جسور العلاقات معهم، لتستفيد من كلامهم، أو تفيدهم بكلامك. 10 لا تنتظر التصفيق: يقول وليم جيمس عالم النفس الأشهر: إذا انتظرت تقدير الآخرين لواجهت إحباطاً كبيراً؛ لذلك عليك أن تتقن أصول الحديث وفنونه وتمارسها بشكل دوري حتى تصبح جزءاً من شخصيتك، دون أن تنتظر نتائج فورية لكل ما تقول، فالناس بطبعها الحالي باتوا يتمتعون بشيء أو بالكثير من البخل عند تعاملهم مع المبتدئين في أي مجال، فاعرض كلامك ولا تنتظر التصفيق من المستمعين وكن على يقين أنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملا.