أ/ محمد طواف وكيل وزارة التربية والتعليم: الوزارة سخرت كل إمكاناتها لإنجاح العام الدراسي الجديد وتدعو كافة القوى الوطنية لتجنيب التعليم تبعات الأزمة السياسية والتجاذبات الحزبية يبدأ العام الدراسي 2011 2012 اليوم السبت 17 /9 في جميع مراحل التعليم وسط تفاؤل يخالطه من حدوث إرباكات تعيق جهود الجميع في تجاوز الصعوبات والإخفاقات التي تكررت العام الماضي وكانت أكثر ظهوراً من الأعوام السابقة في ظل الأزمة الطاحنة التي تمر بها البلاد والتي طالت آثارها كل مناحي الحياة ومنها مجال التربية والتعليم.. والسؤال هنا: لماذا يتخوف البعض؟ وما هي أبرز الصعوبات المثيرة للقلق؟ حسب آراء عدد من أطراف العملية التربوية والتعليمية في محافظة تعز ترى قيادات تربوية أن المعاناة لم يكن مصدرها الوحيد إضراب المعلمين مع اشتداد الصراع السياسي؛ لأن هناك صورا للمعاناة التي ظهرت بجلاء وتتطلب معالجات هذا العام منها: أن الإدارة المدرسية لم تكن متفرغة لمهامها ضمن مؤسسة تعليمية تتعامل بمسئولية، لتوفير الاحتياجات الأساسية التي تدعم العملية التربوية والتعليمية وتضع حداً للرسوم غير القانونية التي تجبى لضرورات لا تقدر بقدرها وتحرم البعض من مواصلة التعليم حيث يقر مجلس الآباء رسوم “تبرعات” كإسهام مجتمعي لصالح التعليم، لكن الإدارات المدرسية تفرضها على الجميع دون تمييز بذريعة إجماع مجلس الآباء. الإدارة المدرسية ومن الإخفاقات والصعوبات تعامل الإدارة المدرسية مع المعلم كمصدر دخل خاص وعدم الالتزام بالدوام في الفترتين الصباحية والمسائية والتهاون في تطبيق القانون ما يؤثر سلباً على علاقة الأسرة بالمدرسة ويضعف ثقة الطلاب بالإدارة وبالتالي يضعف الدور الذي يلعبه مجلس الآباء تبعاً لضعف التعاون معه.. ولعل الترفع عن تسييس التعليم والابتعاد بالمؤسسة التعليمة عن غبار السياسة أو الحزبية هو أهم ما تفرضه حقائق الواقع، وتجب على المدرسة إتقان مهامها وأداء رسالتها على أكمل وجه والحرص على أمانة المسئولية في مراعاة الفوارق بين الطلاب ومراعاة الجوانب النفسية والفوارق فيما بينهم والأهم مراعاة الجوانب النفسية الناتجة عن الأحداث التي مرت بها البلاد منذ منتصف العام الدراسي المنصرم، وعلى صعيد الأنشطة المدرسية الصيفية واللاصيفية ينبغي تكثيف هذه الأنشطة والوصول للغايات النهائية تربوياً وعلمياً وثقافياً رغم الصعوبات. التعليم كرسالة الأستاذ الموجه منصور حزام يؤكد أهمية تضافر جهود الجميع من أجل تجاوز تلك المشاكل والإخفاقات ويضيف قائلاً: النتيجة العملية للعملية التربوية والتعليمية الإيجابية هي محصلة جهود مرضي عنها من قبل المعلم الكفؤ والإدارة الكفوءة والمقتدرة والتي تقوم بواجبها نحو التلميذ وتسخر كل الوسائل والإمكانيات المتاحة لهذا الهدف فيحصل الطالب على الحقائق العلمية وفق معيار الكيف لا الكم ومن أجل الوفاء بأمانة المسئولية وتجسيد رسالة الأنبياء لا من أجل الدعاية والأضواء. واجب وطني من جانبه يؤكد سعيد عبده محمد راجح مدير مدرسة المرحوم عبده محمد راجح بمديرية المظفر تعز أن الكفاءة والقدرة في إطار العمل بروح الفريق حصيلتها ثمرة إيجابية لجهود الكادر التدريسي والإدارة وأيضاً الموجه وتفاعل المجتمع، وفي مقدمة عوامل النجاح تفعيل القيم الأخلاقية. ويضيف: نحن في هذه المدرسة بدأ العمل في شقة ثم بتعاون عقال الحارات وأولياء الأمور ودعم مكتب التربية أصبح مخرجات المدرسة وهي أساسية متميزة لا يتجاوز الطالب والطالبة الصف الثالث أساسي إلا وهو يقرأ ويكتب ويحسب وبكفاءة لا تقارن مع مخرجات مدارس أخرى في المديرية وربما في خارجها ويستطرد: التربية الأخلاقية وكفاءة المعلم والإدارة جعلت المدرسة قبلة الطلاب الذين انتقلت أسرهم إلى أحياء بعيدة جداً؛ لأنهم لمسوا كفاءة الأداء وقارنوا ما عندنا بما عند غيرنا، لاسيما وأن المدرسة أكملت تدريس المنهج في العام الماضي حسب الخطة ودون إضراب أحد عن العمل رغم أن لهم حقوقا كغيرهم لكن الواجب وحب تلميذ المدرسة للتعليم وثقة أولياء الأمور تجعل كل عضو هيئة تدريس أحرص على أداء رسالته وتقديم نموذج في القدوة. مجالس الآباء ويضيف الأستاذ سعيد راجح: المدرسة بفصولها الضيقة وتعليم بعض الطلاب في فصول مفتوحة في الجامع الملاصق لمبنى لمدرسة يعمل المعلمون والمعلمات على إصلاح الشأن بانتصار استكمال تغطية الفصول المكشوفة بالزنج البارد ليبدأ التعليم من 6 7 8 9 في هذا المبنى والفضل لمجلس الآباء في التبرع بقيمة الزنج للمبنى الجديد في الاجينات، لتبقى الفصول القديمة لتلاميذ الفصول الأولى وحتى الصف الخامس علماً بأن هناك من حاول إعاقة تفاعل أولياء الأمور وتنفيذ المشروع وأعتقد أننا أقدر على تحقيق نجاحات أفضل ولدينا سجلات تعكس كفاءة الأداء لكل أعضاء هيئة التدريس والتأثير الإيجابي في الطلاب الذين لا يهرب أحدهم من المدرسة رغم أنها بلا فناء؛ لأن من حاول الهرب ونجح ذات يوم وصل الإشعار بهروبه إلى أسرته قبل وصوله هو ونتابع الإشعارات ونعاقب بدون ضرب هذا ما يفرض هيبة المدرسة. المبنى المدرسي أ/ سعيد يتفق مع الموجه منصور حزام بأن المبنى المدرسي المناسب ووجود ساحة أمر مهم، لكن المبنى والإمكانيات المادية وحدها لا تعوض ضعف الإدارة فلو توفرت الإدارة الكفوءة المنسجمة مع أعضاء هيئة التدريس والمجتمع المحيط لابد أن يوجد التلميذ الرائد ويؤكد أ. منصور أهمية مقولة “لا تقل طالب فاشل بل معلم فاشل ولا تقل مدرسة فاشلة بل إدارة فاشلة“. أ.سعيد يدعو المجلس المحلي إلى العمل على مواصلة جهوده لاستكمال تنفيذ المبنى الجديد ويدعو مدير عام مكتب التربية لزيارة المدرسة وتوفير كراسي لهذا المبنى كأهم مطلب حالياً مادام الضغط كبيرا لقبول طلاب وطالبات من مدارس أهلية وحكومية يهرب منها الطلاب إلى المدرسة التي نديرها. تفاؤل بعام دراسي جديد ياسين عبدالرب “معلم” عبر عن تفاؤله بعام دراسي جديد ينبغي حسب قوله أن يلمس فيه دور الإدارة الكفوءة التي هي بمثابة القلب من الجسد فدورها أساسي في نجاح التربية والتعليم، لاسيما عندما يكون قدوة في الالتزام بالدوام وتفعيل القوانين واللوائح في مدرسته ليكون حقاً قدوة لأعضاء التدريس والطلاب وأن ينطلق المعلم من كون التربية قبل التعليم وهو ما يعني غرس القيم الأخلاقية في نفوس الطلاب منذ دخولهم المدرسة وهذا تفرضه المرحلة الراهنة. وعن هيبة التعليم ومؤسساته قال أ. ياسين: الإدارة إذا لم تكن مستوفية للشروط تفقد المدرسة هيبتها، خاصة إذا لم تجد متابعة من الجهات العليا في التربية والتعليم،وإذا لم يكن للتوجيه والرقابة وتفاعل أولياء الأمور لأداء المدرسة دور فاعل. التوجيه التربوي من جانبه يرى أ. منصور حزام أن مهمة جهاز التوجيه يكمن كرسالة مكملة لأداء المعلم، فالموجه يرصد سير العملية التربوية والتعليمية وتقييم وتقويم الأداء ومعرفة جوانب الإخفاق والنجاح كمسئول ومشارك للمعلم يأتيه بكل جديد بحب واحترام يأتي كالسحابة تحمل المطر لا الرعد والبرق وهذه علاقة لاينبغي أن تكون موسمية حتى يشعر المعلم والموجه معاً أن العملية التعليمية مترابطة وسر نجاحها روح الفريق ونتمنى في هذا العام وكل عام لاحق ألايكون الموجه ناقلاً للمشكلات من مكتب التربية إلى الميدان وهذه من الإشارات التي يجب أن نتوقف عندها هذا العام ورسالتنا للمعلم: أد واجبك دون أن تحمل من مطالبتك بحقوقك جلداً للطلاب وتعطيل التعليم. تخوف من الإضرابات معلمون وأولياء أمور يجاهرون بمخاوفهم من لجوء طرف ما إلى إرباك العملية التعليمية واستمرار نقص الإمكانيات. فؤاد عبدالباقي “معلم” يقول: تزامن إضرابات بعض المعلمين مع الأزمة السياسية طال أمده وأربك الدراسة العام الماضي ونخشى أن تجدد دعوة للإضراب بعد بدء العام الدراسي الجديد. إعادة النظر في مدراء المدارس وأكثر ما يخشاه بعض أولياء الأمور أن يظل المجتمع غافلاً عن تردي التعليم وخاصة نقص الإمكانيات والوسائل وسوء توزيع الكادر والتغاضي عن مدراء مدارس تراجعت مدارسهم وفاحت سمعتهم المرتبطة بذلك التردي، إذ يرى الأخ محمد قاسم الحميري “مواطن” أن إعادة النظر في شروط تعيين وتقييم أداء مدير المدرسة أمر مهم؛ لأن الحاجة إلى صاحب الضمير الحي المتفاني في عمله هو أحد وسائل الخروج من الوضع الراهن. ويقول: هناك مدارس أصبحت عبئاً على التعليم بسبب إداراتها الفاشلة وأخرى متفوقة رغم بنيتها التحتية إلا أنها فاعلة ويحرص الآباء على تسجيل أبنائهم فيها. قلق أولياء الأمور أم سمية صادق تعرض كشفاً بأسماء أولياء أمور، منهم من غير مكان سكنه إلى ضاحية تعز الغربية إلا أنهم وجدوا تدنيا في مستوى أبنائهم عما كانوا عليه مما اضطرهم إلى مكابدة مشاق المراجعة لإعادة الأبناء إلى مدرستهم القديمة التي بدأت في شقة واعتمدتها التربية والتعليم وطلابها يشهدون بتطور أدائها. وتضيف أم سمية: إن المسافة بين سكن الأبناء والمدرسة يزيد عن ثلث ساعة بالسيارة ونتجاوز مدارس، لكنها منفلتة وتعمل على تجهيل الطلاب فهل ذلك بسبب الإضراب العام الماضي؟! لا! إنه الإهمال. محمد عبدالله “ ولي أمر” يؤكد صحة ماسبق ويقول: سأقدم ما يطلب مني وأزيد عن طيب خاطر لقبول عودة أبنائي إلى مدرستهم وأشجع المدارس الصغيرة ذات الأداء الطيب أن تقنع مكتب التربية بإطلاق حملة من أجل إسهام المجتمع لضمان قبول أولادهم في المدارس التي يرون أنها كفوءة و تعلم الصغار في دكان أو حتى في فصول مسقوفة بزنج.. أما محمد حسن الشرماني “ ولي أمر” فيرى أن العام الدراسي الجديد يشكل مصدر قلق للآباء الذين يتابعون أوضاع مدارس تشهد انتقال طلابها إلى غيرها؛ لأنها أصبحت جزءاً من الأزمة السياسية،لاسيما وأن مواطنين أميين ومتحزبين أغلقوا مدارس وصفق لهم الطلاب لنفورهم من أجواء المدرسة بسبب ضعف الإدارة ولايقتصر ذلك على مدارس في مدينة تعز، بل امتد ذلك إلى توقف الدراسة توقفاً تاماً طيلة النصف الثاني من العام وهو ما يخشى أن يتكرر بعد بدء العام الدراسي الجديد. محمد هادي طواف وكيل وزارة التربية والتعليم اكتفى بالقول: إن العام الدراسي كما هو معلن سيبدأ يوم السبت 17/9 والوزارة سخرت كل إمكاناتها لإنجاح العام الدراسي وقد تم ضخ دماء جديدة في المدارس وتمنى أن يكون هذا العام عام خير وبركة على كل طالب وطالبة وعلى كل يمني وأن تفرج الأزمة في أقرب وقت ممكن وندعو كافة القوى الوطنية إلى تجنيب التعليم تبعات التجاذبات السياسية والحزبية.