تظل أم المشاكل التي تطرق الأبواب بقوة قبل وبعد أي مشاركة وطنية تخص المنتخبات الوطنية المختلفة وبالذات الفئات العمرية «براعم – ناشئين – شباب» هي ذات المشكلة التي يتناولها زملاء الحرف الرياضي وهي : كيف نحافظ على المنتخبات الوطنية ذات المشاركات الايجابية وعلى وجه الخصوص منتخبات البراعم والناشئين؟.. وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلاً فإننا سنجد أن هذه المنتخبات تندثر ويتلاشى ألقها بمجرد انتهاء تلك المشاركات ولنا عبرة في الكثير منها. فالمنتخب الوطني للناشئين الذي مثلنا لأول مرة في مونديال فنلندا مطلع الألفية الثالثة وراهن الجميع بعد ذلك أن اليمن أمتلك منتخباً سيكون له شأن في المستقبل! .. ولم تكن تلك سوى أضغاث أحلام ما لبثت بعد ذلك أن تلاشت وأنتهت .. ومثلها بعد ذلك نجد أن هذاالمنتخب أختفى بعد ذلك الحضور بأشهر قليلة وتحديداً بعد الزج بلاعبي منتخب الأمل فجأة من منتخب الناشئين فالشباب فالمنتخب الوطني الأول ودونما تطعيم صفوفه بلاعبي الخبرة إلا بمن ندر من نجوم سرعان ما إصابهم الصدأ بصورة غريبة!. الأسباب .. أرى ومعي كثير من النقاد الرياضيين الساخرين أن هذه الأسباب تعد من الدرجة الأولى من المنغصات التي تصيب الكثير من الأجهزة والتي وصلت حد التنافس غير الشريف بين مدربي منتخباتنا والأجهزة الفنية التي أخذت تتنافس على خطف النجوم وكل على شاكلته يمني النفس بالفوز بأكبر قدر ممكن من النجوم !! . ورغم العلم أن هذا اللاعب أو ذاك لم يعد له مكان في المنتخب كما حدث بين الأعزاء أمين السنيني وعبدالله فضيل وسامي نعاش وكيف أن هذا التنافس انتهى بالإيقاف الآسيوي لبعض النجوم بسبب الأخطاء الفنية والإدارية سواءً في الأعمار أو في التسجيل ولنا مثال في العديد من النجوم كما هو الحال باللاعبين أيمن الهاجري ووسام الورافي وآخرين. الحلول ... تكمن الحلول من وجهة نظر الكثيرين في جوانب اختبار الطرق الصحيحة للاختيار والتي لم تخل من الأخطاء في بدايتها تحديد أسماء وقوائم اللاعبين وفق آلية فنية ورؤى كروية مبرمجة خالية من الاختيارات العشوائية والوقتية التي يلجأ إليها الكثير من الأجهزة الفنية وأقصد كل الاختيارات التي لم يوجد لها مثيل في كل بلاد الدنيا وهي الاختيارات على الطريقة «السفري» التي تتم من خلال طلب الكثير من الأجهزة الوطنية الفنية بعقد لقاءات وتقسيمات وتحديد قوائم في فروع الاتحادات والأندية كل نادي يقوم بتحضير 10 لاعبين!! وتعمل تقسيمات يتم بواسطة «عباقرة» التدريب في بلادنا اختيار- 10 - 15 لاعب وينضمون مع أبناء جلدتهم من المحافظات الأخرى في معسكرات الضحك على الذقون وتشكيل منتخبات وهمية لا تستمر ولا تبقى وبصفة خاصة بعد المشاركات. للتقريب أكثر أعتقد أن الحلول لهذه المشاكل تكمن في إقامة دوريات كروية للفئات العمرية وتحت إشراف أجهزة فنية محايدة تبتعد عن المحاباة وتختار من يمتاز بالموهبة دون النظر إلى الاسم أو اللون أو النادي وأفضل حل لهذه المعضلة يكمن في تنقلات الأجهزة الفنية التي يتم اختيارها بين المحافظات. فكل لجنة تختبر الشباب والناشئين والبراعم بعيداً عن محافظتها فجهاز إب يختبر في صنعاء وصنعاء في عدن وعدن في حضرموت وحضرموت في تعز وتعز في الحديدة والحديدة في أبين وهكذا حتى يتم انتقاء أفضل العناصر وضمها للمنتخبات الوطنية. وبحسب الدوريات الداخلية القوية والرسمية في كل محافظة يتم تحديد بطل المحافظات وأفضل النجوم فيها في مختلف المراكز بعد ذلك يتم عمل معسكرات لهذه المنتخبات وفق طرق منظمة ومبرمجة تستدعي بين الحين والآخر للتجمع وتطلب لها مباريات دولية ودية قوية شأنها شأن المنتخبات الأخرى حتى تظل على استعداد كامل للتمثيل المشرف. - ترك الفرصة للمدربين والكفاءات التدريبية الشابة والوطنية والمؤهلة والتي أثبتت نجاحاً كبيراً مع الأندية التي عملت معها وإعطائها الثقة كما هو الحال بالكفاءات التدريبية الشابة المتمثلة في الكباتن عادل المنصوب – عبدالرحمن سعيد – خالد الخربة – نبيل مكرم - محمد الفقيه – عبدالله الكاتب وغيرهامن الأسماء المميزة التي لم تأخذ حقها وتستحق آكثر من آهتمام ورعاية فهذه الكفاءات أثبتت جدارتها ولكنها بعيدة كل البعد عن أجواء المنتخبات سواء في الأجهزة المساعدة أو التدريب المنفرد. - الابتعاد قدر الامكان عن الإضرار بالنجوم من ذوي الأعمار الصغيرة والتي تصطدم دائماً بعامل القوى الجسدية الصغيرة لأن بعض المدربين يلجأون للاعبين كبار في السن على حساب النجوم الصغيرة والموهوبة ولنا أمثال كثيرة في لاعبين صغار خذلتهم أجسامهم الصغيرة كما هو الحال بعمار الحبيشي وصابر السياني ومؤيد الحداد الذين أصابتهم حمى وعمى الألوان لدى بعض المدربين في مقتل كروي ينم عن ثقافة كروية عرجاء وفكر غير ناضج. فلاعب يتم رفضه في السنة الأولى لمنتخب البراعم بحجة حجمه الصغير، وفي العام الثاني يتم رفضه بعد ذلك بحجة أن سنه كبير ولا يناسب سن البراعم كما حدث مع لاعبين كثر من محافظات مختلفة ويمكن ذكر لاعبي شعب إب مؤيد الحداد وعمار الحبيشي على سبيل المثال . - من خلال مطالعتي للكثير من دوريات الفئات العمرية في إب على وجه الخصوص أرى أن هناك نجوماً صغيرة في طريقها للتألق والنجومية كما هو الحال بعلي الحروي ويعقوب الحكيم والقبولي وحسين محمد طه والروني – وغيرهم ولكن شريطة أن يتم إنصافها بحيادية في الاختيار وانصافاً في حلقات الاختيار الفاصلة. - المنتخبات الوطنية تحتاج للصبر عليها من جانب الجماهير و الإعلام وعدم ذبحها بعد المشاركات السلبية وليت الجميع يدركون أن المنتخبات أو الكثير من المنتخبات العربية والأوروبية والعالمية لم تصل إلى القمة وما وصلت إليه حالياً إلا بعد أن ذاقت الكثير من الويلات ومرت بحلقات كثيرة من الفشل والانكسارات والتي خرجت منها أكثر قوة وأكثر نجومية واذكر منها عمان - السعودية - قبرص - فنزويلا - بوليفيا وهذه المنتخبات بدأت مشاركاتها الدولية بمرمطة كروية وأصبحت الآن تقارع الكثير من نظيراتها على مستوى بطولات الخليج والعرب وأوروبا وأمريكا اللاتينية وأصبح لها باعاً كبيراً لأنها بدأت من الصفر واهتمت بالفئات العمرية وأحضرت لها كفاءات تدريبية عالمية وصبرت عليها الجماهير والأقلام الرياضية كثيراً حتى وصلت للبطولات والتتويج وفي كرتنا المحلية نفشل ونعود للصفر ونسجل فشلاً آخراً ونبدأ من الصفر وكلنا لا نتعلم ومع ذلك أقول منتخباتنا الوطنية المختلفة كيف نحافظ عليها والحلول لا تكمن إلا في التخطيط الصحيح والمبرمج والتعلم من الاخطاء والتغيير المستمر للأجهزة الفنية التي تثبت فشلها لأن التجريب بالمجرب فشل والفشل لا يأتي إلا من خلال الاعتماد على أجهزة فنية قضى عليها الدهر وأكل منها وشرب تعتمد على اللاعب الجاهز حتى وأن كان في سن أكبر من المطلوب للكثير من المنتخبات الوطنية . والمطلوب هنا تشكيل لجان فنية محايدة تعمل على تأهيل المدربين والأخذ بأيدي الكفاءات التدريبية المؤهلة والناجحة وإثبات النفس لأن ما يحدث الآن في الأجهزة الوطنية خطأ في خطأ ونحن لسنا مع الأخطاء ولكننا بالطبع نخوض فيها ونبحر دونما علم وبتجاهل غريب غريب!! ولنا لقاء.