اللواء الأشول: القوات المسلّحة كانت ولاتزال وستظل مؤسسة واحدة متماسكة وقوية حضر الأخ عبدربه منصور هادي، نائب رئيس الجمهورية أمس الاحتفال العسكري المهيب بتخرُّج دفع جديدة من الكليات والمعاهد العسكرية والأمنية بمناسبة احتفالات الشعب اليمني بالعيد ال 49 لثورة ال 26 من سبتمبر الخالدة. وفي الحفل الذي حضره رئيس مجلس النواب يحيى علي الراعي، ألقى رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول كلمة وزارتي الدفاع والداخلية؛ رحّب في مستهلها بالحاضرين إلى الاحتفال الذي أقيم بمناسبة تخرُّج الدفعة السادسة والأربعين من طلبة الكلية الحربية, والدفعة الثامنة والعشرين من طلبة كلية الطيران والدفاع الجوي, والدفعة الأربعين من طلبة كلية الشرطة, والدفعة العاشرة من طلبة المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي. ورفع رئيس هيئة الأركان العامة أسمى آيات التهاني وأجمل التبريكات لقائد المسيرة ورائد الوحدة والديمقراطية فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة بمناسبة أعياد الثورة اليمنية الخالدة وبمناسبة عودته المظفرة من رحلته العلاجية التي تكللت بالنجاح حاملاً معه غصن الزيتون وحمامة السلام، داعياً إلى التسامح والمودة والإخاء بعد أن كتب الله له السلامة والنجاة من محاولة الاغتيال الآثمة التي استهدفت فخامته وكبار قادة الدولة والحكومة بالاعتداء الغادر والجبان في يوم الجمعة الأول من شهر رجب الحرام. وشكر الأشقاء في المملكة العربية السعودية الشقيقة قيادة وحكومة وشعباً وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي سيظل موقفه الأخوي الصادق تجاه رئيس اليمن محل تقدير كل أبناء اليمن جيلاً بعد جيل. وقال الأشول: «إن احتفالات شعبنا بأعياد الثورة الخالدة، العيد التاسع والأربعين لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، والعيد الثامن والأربعين لثورة الرابع عشر من أكتوبر، والعيد الرابع والأربعين للاستقلال الثلاثين من نوفمبر تكتسب أهمية وطنية كبيرة كونها مرتبطة بتحرُّر اليمن أرضاً وإنساناً من استبداد وطغيان الحكم الإمامي الكهنوتي وجبروت واستبداد واستغلال الاستعمار البغيض». وأضاف: «إن هذه الثورة التي لولاها لما تحققت لشعبنا تلك التحولات العظيمة والمنجزات الشامخة وفي مقدمتها الوحدة المباركة والحرية والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية والانفتاح على العالم». وأشار رئيس هيئة الأركان العامة إلى أن هذه الاحتفالات تأتي في ظل ظروف استثنائية وغاية في التعقيد يمر بها الوطن جراء الأزمة السياسية التي افتعلتها العناصر الخارجة عن الدستور والقانون والتي انقلبت على الديمقراطية والشرعية الدستورية المجسّدة لإرادة شعبنا اليمني الحر، ومحاولتها جر البلاد إلى أتون حرب أهلية مدمرة انتقاماً من الوطن ومن الشعب، وحقداً على ما تحقق من المكاسب والمنجزات. وأكد أن ما يزيد احتفالات شعبنا اليمني الأبي تألقاً هو ذلك الانتصار العظيم الذي حققه أبطال القوات المسلحة والأمن ومعهم الرجال الشرفاء الأوفياء من أبناء محافظة أبين على عناصر الإرهاب والتطرف من تنظيم القاعدة بدحر الحصار على اللواء 25 ميكا في محافظة أبين. وقال: «إن ذلك الانتصار العظيم لم يتحقق إلا بفضل التضحيات الكبيرة لأبطال القوات المسلحة والأمن وشجاعتهم وإقدامهم وصمودهم الأسطوري الذي كسر شوكة أعتى تنظيم إرهابي في العالم بفضل التفاف أبناء محافظة أبين الأوفياء وتعاونهم مع الوحدات المقاتلة التي استشهد وأصيب العديد من أبطالها ومن أبناء محافظة أبين الأبية خلال مشاركتهم في التصدي لتلك العناصر». مضيفاً: «إن ذلك النجاح والانتصار كان بمثابة رسالة إلى كل إرهابي ومخرّب وانقلابي ومتآمر على الوطن». ولفت رئيس هيئة الأركان العامة إلى أن هؤلاء الخريجين الذين يقفون في هذا الميدان بشموخ وإباء سيشكلون رافداً جديداً للقوات المسلحة والأمن، وسيطبقون في ميدان الواجب وفي مواقع الشرف والبطولة كل ما اكتسبوه من معارف ومهارات، متسلحين بالإيمان القوي بالله سبحانه وتعالى وبتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وحب الوطن والإخلاص له والسير على درب ونهج الشهداء الأبرار والمناضلين الشجعان من أبناء شعبنا اليمني الأبي وفي مقدمتهم الشهداء الأبطال من أبناء القوات المسلحة والأمن البواسل. مؤكداً تمسُّكهم بمبادىء وأهداف الثورة اليمنية الخالدة "26 سبتمبر و14 أكتوبر" وبالوحدة اليمنية المباركة، ومستلهمين الدروس والعبر من التاريخ النضالي المجيد لهذا الشعب الأبي. وقال: «إن الخريجين سيكونون أوفياء للقسم العسكري الذي قطعوه على أنفسهم بأن يكونوا الحراس الأمناء والمدافعين الأشداء عن سيادة واستقلال الوطن ووحدته وسلامة أراضيه، محافظين على وحدة وتماسك مؤسستهم العسكرية والأمنية المجسّدة للوحدة الوطنية في أنصع صورها، وسيتصدّون مع زملائهم الذين سبقوهم إلى ميدان النضال والكفاح بإرادة لا تلين لكل التحديات والمخاطر والصعاب التي يواجهها الوطن». وأضاف الأشول: «إن القوات المسلحة والأمن كانت ولاتزال وستظل مؤسسة واحدة متماسكة وقوية رغم ما نمر به من أوضاع سنتجاوزها بإذن الله وبهمّة كل الرجال المخلصين لهذا الوطن». مشيراً إلى أن وحدة المؤسسة الدفاعية والأمنية ضرورة وطنية غاية في الأهمية من أجل قيادة البناء والتغيير والتطوّر المنشود لكل أبناء شعبنا. وتابع قائلاً: «إنها ستكون عند حسن ظن شعبنا الذي يعوّل عليها في الحفاظ على الوطن ومكاسبه ووحدته، ولن تؤثر الصراعات الحزبية في صلابة ومتانة المؤسسة العسكرية المتشرّبة بحب الوطن، فهي حزب الوطن كله وفوق كل الأحزاب، وستكون راعية وحامية لكل الأطياف السياسية طالما وهي تعمل تحت سقف الدستور والوحدة والديمقراطية وفي إطار الحريات المكفولة دستورياً وقانونياً، وستؤدي كل واجباتها الدستورية والوطنية بحس عالٍ من المسئولية، واضعة مصلحة الوطن فوق كل المصالح الأخرى». وأشار الأشول إلى الشهداء الذين قضوا من أجل أن يسعد شعبنا بأعياده وفي مقدمتهم الشهيد البطل العميد عبدالله الكليبي، قائد اللواء 63 حرس وزملاؤه الأبرار الذين امتدت إليهم يد الغدر مساء أمس بالاعتداء الغادر في معسكرهم.. مقدماً التعازي لكل الأسر الشهداء الأبرار، سائلاً المولى عزّ وجل أن يتغمّدهم بواسع رحمته. وجدّد رئيس هيئة الأركان العامة في ختام كلمته العهد باسم منتسبي القوات المسلحة والأمن للوطن والشعب وللقيادة السياسية بالمضي على درب الثورة والوحدة، وتقديم المزيد من التضحيات فداءً للوطن وحماية للمكاسب والمنجزات، متصدّين لكل قوى الضلال والتآمر والعدوان، وقطع دابر شرورهم وعدم السماح لهم بالوصول إلى مآربهم السيئة والخبيثة أينما كانوا وحيثما وجدوا. مؤكداً المضي قدماً نحو إنجاز المهام الماثلة وتحقيق كل التطلُّعات التي يصبو إليها أبناء شعبنا اليمني المعطاء وقواته المسلحة والأمن الشجاعة تحت القيادة الحكيمة للقائد الوطني والوحدوي الرمز فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصولاً نحو بناء مجتمع خالٍ من الشوائب والأمراض؛ قوي ومعافى تسوده العدالة والمساواة ويتمتع كل أبنائه بالحرية وينعمون بالأمن والأمان والاستقرار. بعد ذلك قدّمت الدفع المتخرجة من الكليات والمعاهد العسكرية والأمنية عرضاً عسكرياً مهيباً عكس الروح المعنوية والقتالية التي يتحلّى بها الخريجون، مجسّدين في عرضهم المهيب المستوى الكبير للانضباط والمهارات العسكرية التي تلقوها خلال دراستهم وفترة إعدادهم. تلى ذلك مراسم تسليم القيادة بين الدفع المتخرجة والدفع المتقدمة. وقد قام الأخ عبدربه منصور هادي ومعه وزير الداخلية ورئيس هيئة الأركان العامة بتكريم أوائل الطلبة الخريجين، فيما أعلن مدير دائرة الشئون القانونية في وزارة الدفاع العميد محمد العظيمة قرارات الترقية للخريجين من الكليات إلى رتبة ملازم ثانٍ في القوات المسلحة والأمن، وقرار رئيس هيئة الأركان العامة بترفيع خريجي المعهد الفني للقوات الجوية والدفاع الجوي إلى رتبة مساعد فني. واختتم الحفل بأداء القسم العسكري للخريجين تلاه عليهم مدير دائرة القضاء العسكري العميد علي القليسي. حضر الحفل عدد من الوزراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والسلك الدبلوماسي المعتمدين لدى بلادنا وقيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية.