وتستمر الفضايح.. 4 قيادات حوثية تجني شهريا 19 مليون دولار من مؤسسة الاتصالات!    صفات أهل الله وخاصته.. تعرف عليها عسى أن تكون منهم    الهلال يصعق الأهلى بريمونتادا مثيرة ويقترب من لقب الدورى السعودى    بأمر من رئيس مجلس القيادة الرئاسي ...الاعدام بحق قاتل في محافظة شبوة    قيادي حوثي يفتتح مشروعًا جديدًا في عمران: ذبح أغنام المواطنين!    "الغش في الامتحانات" أداة حوثية لتجنيد الطلاب في جبهات القتال    شاهد.. جثامين العمال اليمنيين الذين قتلوا بقصف على منشأة غازية بالعراق في طريقها إلى صنعاء    شاهد.. صور لعدد من أبناء قرية الدقاونة بمحافظة الحديدة بينهم أطفال وهم في سجون الحوثي    العثور على مؤذن الجامع الكبير مقتولا داخل غرفة مهجورة في حبيل الريدة بالحج (صور)    حقيقة فرض رسوم على القبور في صنعاء    شاهد: قهوة البصل تجتاح مواقع التواصل.. والكشف عن طريقة تحضيرها    كنوز اليمن تحت سطوة الحوثيين: تهريب الآثار وتجريف التاريخ    الرئيس الزُبيدي يطالب بخطط لتطوير قطاع الاتصالات    الذهب يصعد متأثراً بآمال خفض اسعار الفائدة الأميركية    فتيات مأرب تدرب نساء قياديات على مفاهيم السلام في مخيمات النزوح    السلطة المحلية تعرقل إجراءات المحاكمة.. جريمة اغتيال الشيخ "الباني".. عدالة منقوصة    أبطال أوروبا: باريس سان جيرمان يستضيف بوروسيا دورتموند والريال يواجه بايرن في إياب الدور قبل النهائي    البرلمان العربي يحذر من اجتياح رفح جنوب قطاع غزة    فارس الصلابة يترجل    صورة.. الهلال يسخر من أهلي جدة قبل الكلاسيكو السعودي    عودة نجم بايرن للتدريبات.. وحسم موقفه من صدام الريال    السياسي الوحيد الذي حزن لموته الجميع ولم يشمت بوفاته شامت    مبابي يوافق على تحدي يوسين بولت    التشكيل المتوقع لمعركة الهلال وأهلي جدة    مسيره لطلاب جامعات ومدارس تعز نصرة لغزة ودعما لطلاب الجامعات في العالم    ضجة بعد نشر فيديو لفنانة عربية شهيرة مع جنرال بارز في الجيش .. شاهد    تعاون حوثي مع فرع تنظيم القاعدة المخيف في تهديد جديد لليمن مميز    مليشيا الحوثي تقتحم قرية بالحديدة وتهجّر سكانها وتختطف آخرين وتعتدي على النساء والأطفال    رشاد العليمي وعصابته المتحكمة في نفط حضرموت تمنع تزويد كهرباء عدن    ضعوا القمامة أمام منازل المسئولين الكبار .. ولكم العبرة من وزير بريطاني    سلطات الشرعية التي لا ترد على اتهامات الفساد تفقد كل سند أخلاقي وقانوني    صنعاء.. اعتقال خبير في المواصفات والمقاييس بعد ساعات من متابعته بلاغ في هيئة مكافحة الفساد    القاعدي: مراكز الحوثي الصيفية "محاضن إرهاب" تحوّل الأطفال إلى أداة قتل وقنابل موقوتة    رغم تدخل الرياض وأبوظبي.. موقف صارم لمحافظ البنك المركزي في عدن    تغاريد حرة.. رشفة حرية تخثر الدم    ليلة دامية في رفح والاحتلال يبدأ ترحيل السكان تمهيدا لاجتياحها    البشائر العشر لمن واظب على صلاة الفجر    عقب تهديدات حوثية بضرب المنشآت.. خروج محطة مارب الغازية عن الخدمة ومصادر تكشف السبب    الشيخ علي جمعة: القرآن الكريم نزَل في الحجاز وقُرِأ في مصر    البدعة و الترفيه    هل يستطيع وزير المالية اصدار كشف بمرتبات رئيس الوزراء وكبار المسئولين    رباعية هالاند تحسم لقب هداف الدوري.. وتسكت المنتقدين    حقيقة وفاة محافظ لحج التركي    فاجعةٌ تهزّ زنجبار: قتيلٌ مجهول يُثيرُ الرعبَ في قلوبِ الأهالي(صورة)    استهداف السامعي محاولة لتعطيل الاداء الرقابي على السلطة التنفيذية    الليغا: اشبيلية يزيد متاعب غرناطة والميريا يفاجىء فاليكانو    وفاة مريض بسبب نقص الاكسجين في لحج ...اليك الحقيقة    تعز: 7 حالات وفاة وأكثر من 600 إصابة بالكوليرا منذ مطلع العام الجاري    ها نحن في جحر الحمار الداخلي    أمريكا تغدر بالامارات بعدم الرد أو الشجب على هجمات الحوثي    دعاء يغفر الذنوب والكبائر.. الجأ إلى ربك بهذه الكلمات    يا أبناء عدن: احمدوا الله على انقطاع الكهرباء فهي ضارة وملعونة و"بنت" كلب    الثلاثاء القادم في مصر مؤسسة تكوين تستضيف الروائيين (المقري ونصر الله)    في ظل موجة جديدة تضرب المحافظة.. وفاة وإصابة أكثر من 27 شخصا بالكوليرا في إب    تعز مدينة الدهشة والبرود والفرح الحزين    صحيح العقيدة اهم من سن القوانين.. قيادة السيارة ومبايض المرأة    ناشط من عدن ينتقد تضليل الهيئة العليا للأدوية بشأن حاويات الأدوية    النخب اليمنية و"أشرف"... (قصة حقيقية)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ثورة حطمت ثلاثية الجهل والفقر والمرض !
ال26 من سبتمبر المجيد
نشر في الجمهورية يوم 28 - 09 - 2011

كان الهدف الأسمى لتنظيم الضباط الأحرار القضاء على الحكم الأمامي ودحر الاستعمار عن جنوب الوطن وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية
قيام ثورة 26 سبتمبر لم يأت من فراغ، بل جاء عبر محطات وأحداث تاريخية عديدة شهدتها اليمن آنذاك جراء الحكم الإمامي الكهنوتي المستبد، الذي فرض عليها عزلة شاملة مما جعلها تعيش في حالة فقر وتخلف شديدين.. فضلاً عن الأوضاع المأساوية التي عانى منها شعبنا اليمني إبان تلك الحقبة الماضوية.. وبالتالي هو ما أوصل البلاد إلى حالة يرثى لها بسبب تلك السياسات التي كان يستخدمها الحكم الإمامي بحق الشعب، ناهيك عن خصومه السياسيين إلا أن مسألة كهذه كانت لها تأثيرات كبيرة على المستوى الاجتماعي والسياسي مما أدى إلى قيام أكثر من حركة ضد الحكم الإمامي وأفراد أسرته وكان آخرها عام 61م والتي مثلت المنعطف قبل الأخير لقيام الثورة حيث تشكل في ذلك الحين تنظيم الضباط الأحرار في العام الآنف الذكر والذي استفاد من كل الأحداث التي مرت.
وبالتالي كان له من أن يعجل بالقيام للثورة في ليلة 26 سبتمبر عام 1962م وكانت هي النهاية للحكم الإمامي وبداية مرحلة جديدة في التاريخ المعاصر للشعب اليمني وكذا التمهيد لقيام ثورة ال14 من أكتوبر في الشطر الجنوبي من الوطن عام 1963م ولكن مع هذا لم تستقر ظروف الثورة بل ظلت في صراع مرير مع القوى المضادة للثورة إنما مسألة كهذه لم تفت في عضدها بل زادها أكثر ثباتاً وقوة في مواجهة مشاريع القوى المتآمرة عليها.. من الداخل والخارج، بقدر ما كان للقوة الوطنية دورها الفاعل في الحفاظ على الثورة ونظامها الجمهوري وخاصة عندما تم الدفع بالآلاف من أبناء جنوب الوطن للدفاع عنها والانخراط في الحرس الوطني، ناهيك عن دور مصر عبدالناصر والتي كان لها مؤازرة قوية في إسناد الثورة ودعمها بكل الإمكانات والمعدات العسكرية وغيرها وبالرغم من ذلك فقد ظلت الأمور في حالة تأرجح نتيجة لخروج الجيش المصري من اليمن سيما بعد نكسة حزيران 67م وهذا سنح لأصحاب المصالح والقوى المتآمرة بالانقضاض على الثورة حيث مثل ذلك بحصار صنعاء أو ما يطلق عليه بحصار السبعين يوماً والذي جسد الإرادة القوية للشعب اليمني وقواته الباسلة في كل مناطق اليمن، والانتصار لثورته ونظامه الجمهوري ودك ملوك القوى الملكية والرجعية على أعقابها.
وبمناسبة الذكرى ال49 لثورة ال26 من سبتمبر المجيدة ارتأينا أن نسلط الضوء من خلال الأستاذ/جمال عبدالله محمد الحكيمي.. رئيس فرع الحزب القومي الاجتماعي بمحافظة تعز والذي استهل حديثه بالقول:
في 19 سبتمبر في عام 1962م توفي الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين ونصب ابنه البدر إماماً جديداً بدلاً عن أبيه وقد شهدت البلاد في الأسبوع الأول الذي سبق الثورة منافسة شديدة بين الإمام البدر وعمه الحسن للاستحواذ على السلطة نهائياً وكان الأخير يتزعم اتجاهاً رجعياً ومحافظاً يمتلك نفوذاً كبيراً وينادي بالتقارب مع الغرب فحاول البدر استمالة هذا الاتجاه بإعلانه التمسك بسياسة والده ولكي يرضي القوى الأخرى من جانب آخر أعلن الحياد في السياسة الخارجية واتخذ عدداً من الإجراءات تمثلت في :
إعلان برنامج للإصلاحات.
إعلان العفو العام عن كل المعتقلين السياسيين ووقف نظام الرهائن
تعيين عدد من الأحرار في مناصب حكومية كبيرة ومن أبرز هؤلاء الزعيم عبدالله السلال قائداً للحرس الملكي
أصدر وعوداً بتشكيل مجلس استشاري يعين نصف أعضائه من قبل الإمام وكذا بإصلاح نظام جباية الضرائب والجهاز الإداري للدولة
مواقف متذبذبة
وقال: غير أن مواقفه المتذبذبة وإعلانه الاستمرار على سياسة أبيه وافتقاده للجدية في تنفيذ للوعود التي أعلنها كل ذلك أدى إلى عدم الاطمئنان إليه وبالذات من قبل تنظيم الضباط الأحرار فاتخذوا قراراً بالقيام بالثورة وإسقاط النظام الإمامي الملكي المستند مستغلين ضعف الإمام الجديد والصعاب التي تواجهه ومدفوعين بقوة بعد اكتشافهم لمؤامرة مدعومة أمريكياً بزعامة الأمير الحسن بن يحيى حميد الدين للإطاحة بالبدر وعبر انقلاب عسكري فتقرر أن تكون عشية يوم 26 سبتمبر موعد الإطاحة بالبدر وإعلان الثورة وإقامة الجمهورية فعمل الثوار ليلتها على احتلال الإذاعة ودار البشائر وقصر السلاح والسيطرة على المطار والتلغراف، لكن البدر تمكن من الهرب من قصره الذي تم هدم طابقيه العلويين بمدافع دبابات الثوار واتجه إلى الشمال الغربي من العاصمة حيث توجد قبائل مخلصة للملكية ثم اتجه بسرعة إلى المملكة العربية السعودية مطارداً من قبل الشعب اليمني والتقى بعمه الأمير الحسن هناك واتفقا على التآمر على الثورة والعمل لإسقاطها وتقاسم السلطة في حال تمكنهما من استعادة العرش ولكن لم يحققا مآربهما التآمرية على الثورة بل وفي صبيحة 26 سبتمبر أذاع راديو صنعاء الإطاحة بالملكية وإسقاطها نهائياً وتأسيس الجمهورية العربية اليمنية كما أذاع الراديو بيانات الثورة ومبادئها الأساسية التي تحددت في:
1 التحرر من الاستبداد والاستعمار ومخلفاتهما وإقامة حكم جمهوري عادل وإلغاء الفوارق والامتيازات بين الطبقات.
2 بناء جيش قوي لحراسة البلاد وحماية الثورة ومكاسبها.
3 رفع مستوى معيشة الشعب اقتصادياً وسياسياً وثقافياً.
4 إنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني يستمد نظمه من روح الدين الحنيف.
5 العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة.
6 احترام مواثيق الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المتمسكة بمبدأ الحياد الإيجابي وعدم الانحياز والعمل على إقرار السلام ومبدأ التعايش السلمي بين الأمم.
مجلس قيادة الثورة
وبعد ذلك آلت السلطة في البلاد إلى مجلس قيادة الثورة بقيادة الزعيم عبد الله السلال وفي نفس الوقت أبدت القوات العسكرية في المدن الرئيسية والمناطق المأهولة بالسكان وفي كل أنحاء الجمهورية أبدت الثورة وأعلنت الانضمام إليها وسارت المظاهرات الشعبية في كل البلاد تأييداً للثورة ودعماً لها كما توافد أبناء الشعب والجماهير الشعبية الكادحة وبالذات إلى العاصمة صنعاء للدفاع عن الثورة والجمهورية.
وفي 28 سبتمبر تم إنشاء مجلس لقياد الثورة ومجلس للوزراء ومجلس الرئاسة وأعلن بنفس اليوم التسمية الرسمية للجمهورية العربية اليمنية ومثلت تلك الإجراءات تأسيس مجلس الدفاع عن الثورة وتشكيل الحرس الوطني.
دعوة المؤتمر العمالي لمساندة الثورة
وقال..رئيس فرع الحزب القومي: وعندما تحقق انتصار ثورة 26 سبتمبر المجيدة احتشد يومها بما يقدر بأكثر من 60 ألف من العمال والمواطنين بدعوة من قبل المؤتمر العمالي يوم 28 سبتمبر 1962م حيث ألقيت في الحشد الجماهيري أقوى الخطابات الحماسية من قبل أعضاء قيادة الحركة العمالية في عدن تؤكد فيها دعم الثورة وإسنادها بكل غال ورخيص ودعت إلى التطوع لمساندة ثوار سبتمبر وكانت الاستجابة بالآلاف للعمال والمواطنين تقف صفوفاً للانخراط في الحرس الوطني من أجل حماية الثورة والدفاع عنها وقد اشتدت الهجمات المضادة في محاولة يائسة لوأد الثورة الوليدة في مهدها برزت الضرورة الملحة للإسهام في الدفاع عن الثورة من قبل عنتر ورفاقه باعتبارها أهم وأنبل مهمة نضالية تقع على المناضلين الشرفاء في الشطرين وإزاء هذه المستجدات وبرئاسة عنتر عقد ابرز قادة حركة القوميين العرب في الضالع اجتماعهم. لتدارس خطة للإسهام المباشر في الدفاع عن ثورة 26 سبتمبر بكل الإمكانيات المتاحة وتحرك عدد كبير من الفدائيين مع إخوانهم من جنوب الوطن للدفاع عن الجمهورية الفتية وشاركوا في العديد من الجبهات في قعطبة والمحابشة وصنعاء وصرواح وغيرها ودحروا أعداء الثورة.
الحرب الأهلية اليمنية
ويتحدث الأستاذ جمال الحكيمي ...حول الحرب الأهلية ومساعدة ثورة 23 يوليو للثورة اليمنية قائلاً: إن الحديث عن الحرب الأهلية اليمنية بعد قيام الثورة لا يمكن أن يتم بمعزل عن الأهداف التي جاءت من أجلها الثورة حيث كانت تلك الأهداف تخدم الجماهير الشعبية الكادحة قياساً على ظروف الثورة وفي ذات الوقت كانت في غير مصلحة تلك الطبقات التي فقد نفوذها الإطاحة بالملكية في البلاد وليس هذا فحسب، بل إن للمسأالة ارتباطات أخرى ذات صفة دولية حتمها المواقع الاستراتيجي لليمن إذ إن بروز جمهورية تقدمية في شبة الجزيرة العربية متميزة من حيث أهدافها وعلاقاتها بقوى الثورة العربية والعالمية لم تكن قط لمصلحة القوى الرجعية في المنطقة والمرتبطة مصالحها مع الاستعمار والامبريالية العالمية التي خشيت أن تكون ثورة سبتمبر نموذجاً تحتذي به شعوبهم فتشعل الأوضاع في المنطقة رياح التغيير ولن تستغرب بعد هذا أن تواجه الثورة العديد من المؤامرات والدسائس وقد استهدفت إجهاضها والقضاء عليها من خلال تفجير الحرب الأهلية المدعومة من قبل القوة المتآمرة التي احتضنت ومنذ الوهلة الأولى الإمام البدر وأعمامه وسارعت بريطانيا وسلاطين الجنوب كذلك بالإمدادات العسكرية للملكيين في منطقة حريب ودعمتهم بقوات الاتحاد الفيدرالي المزيف ولما كانت الحرب بين الملكيين والثوار سجالاً ولم تمكن تلك القوى من القضاء على الثورة وأيقنت بأن هذا احتمال بعيد عملت على تغيير إستراتيجيتها وهذه الإستراتيجية تتضمن زيادة الدعم لشراء القبائل بمزيد من الأموال وتكوين جيش قبلي كبير العدد موال للملكيين ومدرب وإيجاد سبل جديدة لإدخال الأسلحة كما عملوا على شراء الذمم من عناصر في الجيش الجمهوري للتغاضي عن تحركاتهم وضمن هذه الإستراتيجية احتلت إيران الشاه مكانة هامة في التدريب العسكري لقوى الثورة المضادة ومنذ 1964م وحتى منتصف 1965م اشتدت المعارك بين قوى الثورة وقوى الثورة المضادة وتأرجحت القبائل في مواقعها مع من يدفع أكثر الأمر الذي حمل الجمهورية أعباءً مالية كبيرة وازدادت الانشقاقات في الصف الجمهوري إلا أن الثورة لم تسقط وصمدت أكثر مما كان متوقعاً لها أن تصمد ويعود الفضل الكبير في هذا لتلك المساعدات المالية والعسكرية المقدمة من قبل الجمهورية العربية المتحدة ففي 28 سبتمبر وصلت قوات مصرية بالطائرات إلى صنعاء وتعز وقوات خاصة من المظليين لحراسة الرئيس السلال وفي اليوم التالي مباشرة رست باخرة مصرية في ميناء الحديدة تحمل جنوداً ودبابات ومدافع وسيارات ومعدات عسكرية أخرى حيث بلغ عدد الجنود والضباط المصريين ما يقرب من 3000 وازدادوا في منتصف نوفمبر حتى ثمانية آلاف كما تم تكوين جيش يمني على نمط الجيش المصري بلغ تعداده سبعة آلاف مقاتل وحتى نهاية 1965م بلغ تعداد القوات المصرية في اليمن (70,000) سبعين ألف مقاتل؛ ونتيجة للدعم المصري للثورة اليمنية تمكنت الأخيرة من الصمود ومن تحقيق هزائم كبيرة في صفوف الملكيين وقوى الثورة المضادة فازدادت قوة الجمهورية الفتية وبرزت كأمر واقع لا مفر منه ولا توجد إمكانية للقضاء عليها عسكرياً مما حدا بالآخرين للتفكير بالبحث عن حلول سياسية ففي أواخر 1964م تدخل الرئيسان عبد السلام عارف وأحمد بن بله لحل المشكلة اليمنية وتم عقد مؤتمر (آركوي) بالسودان بين الجمهوريين والملكيين إلا أن المؤتمر لم يحقق نجاحاً وفي 22 أغسطس 1965م عقد لقاء آخر بين الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر ووقعا اتفاقية تم بموجبها سحب القوات المصرية من اليمن وامتناع السعودية من دعم المرتزقة والثورة المضادة إلا أن تلك المقررات لم تنفذ في حينها وفي 24 نوفمبر 1965م عقد مؤتمر حرض بين الجمهوريين والملكيين غير أنهم لم يتفقوا على جدول الأعمال، وفي تلك الحلول السياسية التي وردت آنفاً بشأن التسوية بين النظام الجمهوري والمتمردين.
الصراع
أما حول الصراع في المعسكر أثناء تلك الفترة فيشير الأستاذ جمال الحكيمي بالقول: عند النظر في التركيب الاجتماعي الطبقي لتنظيم الضباط الأحرار وبقية المشاركين في الثورة وكذا في الخلفية الفكرية التي يستندون إليها في تسيير شئون الثورة والبلاد نجد أن معظمهم ينتمون إلى البرجوازية الصغيرة والمتوسطة والفلاحين وقد جاءت المبادىء الستة للثورة انعكاساً يطابق تمثيلهم الطبقي ومصالحهم الاجتماعية في تلك الفترة، كما أنها كانت تحدد ملامح ثقافتهم ومشاربها، وقد تعرض معظم قادة تنظيم الضباط الأحرار للعديد من المؤامرات والدسائس فاستشهد أحد قادتهم وهو علي عبدالمغني في ظروف غامضة كما أبعدوا عن المناصب الكبيرة وتم إهمال البعض الآخر منهم ومن خلال سعي الضباط الأحرار إلى تحقيق الوحدة الوطنية وجد قادة 1948م فرصة المشاركة في قيادة الثورة وتوجيه دفة الأمور وكان فيها من يمثل مصالح الطبقة الاقطاعية ويقف في الضد من أية إجراءات ثورية جذرية تأتي لصالح الجماهير الشعبية الكادحة، وقد سعوا كذلك لخلق أجواء ملائمة نحو البرجوازية وبناء نظام يتطور رأسمالياً كما اندس في الثورة أيضاً كبار المشائخ الذين لم يتخلصوا في مشاعرهم من الولاء للنظام القديم وتصرفوا على أساس ذلك في تخريب الثورة من الداخل بما يمكنهم من الحفاظ على مصالحهم الاجتماعية وامتيازاتهم الطبقية وكان هناك أيضاً من السياسيين من ذوي المصالح والطموحات الشخصية ومارسوا في السياسة ما يطيل أمر استمرارهم في السلطة وفي المقابل من كل ذلك كانت عناصر من العمال والفلاحين والبرجوازية الصغيرة ومن خلال وجودها بأعداد كبيرة في الجيش والحرس الوطني قد أدت دوراً عظيماً وضمن ظروف صعبة ومعقدة للدفاع عن الثورة ومبادئها وأهدافها الكبرى في صراع متواصل مع الأعداء في الداخل والخارج وبالنظر إلى كل ذلك فإن الصراع في المعسكر الجمهوري لم يكن مستغرباً أبداً.
مصاعب مالية
وأضاف قائلاً: وكانت البدايات عندما واجهت حكومة الثورة مصاعب مالية في التعامل مع القبائل المتذبذبة في مواقفها في سبيل الدفاع عن الثورة والجمهورية الأمر الذي سبب عجزاً في ميزانية الدولة ولم تستطع في الشهور الأولى من دفع مرتبات الموظفين مما أوجد حالة من التململ، إضافة إلى محاولات الدكتور عبدالرحمن البيضاني في تفجير الصراع الطائفي في البلاد وأسقط عام 1963م وبرز في نفس العام صراع بين الجمهوريين والمصريين فخرج الزعيم عبدالله السلال إلى الدول الاشتراكية وبعض من الدول العربية للتعامل معها مباشرة.
تقديم طلب إلى عبدالناصر
وقال: وفي سبتمبر 1963م قام مجموعة من الضباط في الجيش بتقديم طلب إلى جمال عبدالناصر لإزاحة عبدالله السلال من منصب رئاسة الجمهورية، وبعد غيابه في مصر حتى بدايات 1964م عاد السلال إلى صنعاء واتخذ بعض الإجراءات لتوحيد الصف الجمهوري، وفي يونيو من نفس العام تم تنظيم طبيعة العلاقات بين مصر واليمن بإنشاء مجلس للتنسيق بينهما كخطوة أولى في طريق الوحدة الشاملة غير أن الانشقاقات ظلت مستمرة في المعسكر الجمهوري فعناصر حركة الأحرار استمرت بعقد اللقاءات السرية ابتداءً من 1963بالملكيين للوصول إلى حلول وسط بل وعقدوا مؤتمرات بشأن ذلك في عام 1964م في عمران وفي مايو 1965م في خمر وكانت تستهدف إخراج القوات المصرية وتكوين جيش من القبائل وإنشاء حكومة ائتلافية تستثني منها الأسرة المالكة ومد يد الصداقة للجيران،غير أن الزبيري وهو أحد القادة الرئيسيين للأحرار قد قتل برصاص الغدر في إبريل من عام 1965م فهددت بعد مقتله حاشد وبكيل وبعض القبائل الأخرى بالزحف على صنعاء إن لم ينصب أحمد محمد النعمان رئيساً للوزراء،واحتل الشيخ عبدالله الأحمر منصب وزير الداخلية فساءت العلاقة بين الحكومة الجديدة برئاسة النعمان من ناحية والسلال والمصريين من ناحية أخرى كما لم تضم تلك الحكومة وزارة شئون الجنوب اليمني المحتل لأن النعمان كان يسعى لتحسين العلاقة مع الإنجليز إلا أن السلال ألغى الحكومة السابقة وشكل أخرى جديدة برئاسته وبعد فترة وجيزة من اتخاذ الإجراءات تلك أعقبها بإحداث تغييرات في الجيش وسرح مئات الضباط الكبار فسحبت قبائل حاشد وبكيل دعمها له وأصبحت منطقتهم ملجأ للجمهوريين المنشقين عسكريين ومدنيين وتفجرت الصراعات بشكلها المسلح في صنعاء والمدن اليمنية الأخرى وانتشرت موجات الاعتقالات وتفاقمت الأمور من سيىء إلى أسوأ حتى حدث انقلاب 5 نوفمبر 1967م وعند التدقيق في تلك الصراعات والانقسامات في المعسكر الجمهوري نجدها اتخذت أشكالاً متعددة بعضها مخطط وهادف لإفراغ الثورة من مضمونها الحقيقي وبعضها الآخر مجرد ردود أفعال تجاه الأحداث ومصاعب الصمود.
الحركة الوطنية لعبت دوراً مهماً
أما حول دور الحركة الوطنية في الدفاع عن الثورة .. تحدث رئيس فرع الحزب القومي الاجتماعي بالقول: لقد احتلت الحركة الوطنية الديمقراطية الأهمية التاريخية على صعيد نضال الشعب اليمني من أجل الخلاص من النظام الإمامي المستبد في الشمال والتحرر من الاستعمار البريطاني في الجنوب،أما بعد قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م فقد تركزت أدوارها في الدفاع عن الجمهورية والعمل قدر الإمكان لتطبيق المبادىء الستة للثورة وقد أضعف من مساهماتها عدم تحقيق الوحدة بين تنظيماتها وأحزابها السياسية بمختلف انتماءاتها الفكرية أو حتى تكوين جبهة ببرنامج الحد الأدنى ولم تشهد السنوات الخمس الأولى من الثورة حالة راقية من الانسجام بين مواقفها إلى جانب أن موجة عارمة من العداء للحزبية كانت تسري في صفوف القيادات والقابضين على السلطة في البلاد، حيث تعرض قادة وأعضاء الأحزاب الوطنية الديمقراطية للمطاردة والتشريد والاعتقالات والقمع بشتى صفوفه عزز من هذا التصرف لدى السلطة ممارسات جهاز الاستخبارات المصرية في اليمن مع وجود نية لدى الزعيم عبدالله السلال في تكوين البناء السياسي للدولة على نمط ما هو في مصر بتكوين تجمع سياسي يشبه في تركيبته الاتحاد الاشتراكي العربي في مصر.. غير أن الحركة الوطنية الديمقراطية ومع كل ذلك لعبت دوراً مهماً وأساسياً في تعزيز صفوف الحرس الوطني في بدايات الثورة وتنظيم المقاومة الشعبية للدفاع عن الثورة وفك الحصار عنها في معارك السبعين يوماً والتي دارت تحت شعار الجمهورية أو الموت في نهاية عام 1968م،وقد برهنت تجربة المقاومة الشعبية أن قوة الحركة الوطنية الديمقراطية تكمن في وحدتها وتلاحمها.
نكسة حزيران.. وتراجع الدور المصري
ولمعرفة انقلاب 5 نوفمبر 67م.. تحدث الأستاذ جمال الحكيمي حول هذا الجانب قائلاً:
بعد نكسة القوات العربية في كل من مصر وسوريا والأردن أمام القوات الإسرائيلية في 5 حزيران 1967م شهدت حركة التحرر الوطني العربية تراجعاً نسبياً إذ انتقلت المبادرة إلى أيدي القوى الرجعية في الوطن العربي، وقد ترك ذلك تأثيراً على الثورة اليمنية بفعل ضعف مصر وانحسار دورها القيادي وضعف مساعداتها المقدمة لليمن، حيث انسحبت القوات المصرية بناءً على قرار مؤتمر القمة العربية المنعقد في السودان في أكتوبر 1967م وعلى قاعدة اتفاق جدة، أقر المؤتمر حل القضية اليمنية وشكل لجنة عربية ثلاثية للذهاب إلى صنعاء وتنفيذ الاتفاق، غير أن الرئيس عبدالله السلال رفض استقبالها وجرت في صنعاء مظاهرات شعبية كبيرة تعبيراً عن رفضها لمقررات القمة العربية في الخرطوم بشأن القضية اليمنية وفي 3 نوفمبر 1967م سافر السلال إلى موسكو للإسراع بالحصول على الأسلحة وبناء القوات المسلحة بما يسد الفراغ الذي تركته القوات العربية، فأطلقت مصر سراح المحتجزين لديها من عناصر المعسكر الجمهوري المعارض لقيادة السلال ونفذوا إنقلاب 5 نوفمبر بعد عودتهم من القاهرة.
5 نوفمبر حصيلة للصراعات
وقال: إن انقلاب 5 نوفمبر قد جاء حصيلة للصراعات التي دارت في الصف الجمهوري وكان يحمل في داخله تأثيرات الطبقات الاجتماعية التي تخوفت على مصالحها وأهمها الإقطاع، فجسد الانقلاب طموحاتها بإفراغ الثورة من مضامينها الحقيقية حيث تم الصلح بين الجمهوريين والملكيين تحت مظلة الرجعية العربية وشكلت حكومة إقطاعية مشتركة وقامت بتصفية الجيش والأمن وأجهزة الدولة من العناصر الوطنية والديمقراطية وأدى الانقلاب في التحليل الأخير إلى تحقيق سيطرة الرجعية العربية على البلاد والانتقاص من سيادتها خاصة بعد تمكن السلطة في أغسطس من 1968م من تصفية المقاومة الشعبية التي تكونت من الجماهير الشعبية الكادحة بقيادة العناصر الوطنية التقدمية في الجيش وتنظيمات الحركة الوطنية الديمقراطية في معمعة الصراع للدفاع عن الثورة والجمهورية عندما قررت القوى الإمبريالية والرجعية العربية إسقاط النظام الجمهوري نهائياً وإقامة الملكية مجدداً بقناع عصري.
كُسر الحصار.. وانتصرت الثورة
ويتحدث رئيس فرع الحزب القومي الاجتماعي حول حصار السبعين يوماً.. والأسباب التي أدت إلى ذلك بالقول:
لقد قرر الملكيون في أواخر عام 1967م وإثر انقلاب 5 نوفمبر وخروج القوات المصرية توجيه ضربة عسكرية قاصمة لإسقاط النظام الجمهوري والقضاء عليه نهائياً مدفوعين بآمال انتعشت على أرضية الوهم الذي صور لهم ضعف الثورة والجمهورية وعدم قدرتهما على الصمود دون أي مساندة عسكرية فعلية ومباشرة من مصر عبدالناصر متجاهلين حماس الجيش اليمني وإيمانه القوي بالثورة والتفاف الجماهير الشعبية الكادحة حول شعار الجمهورية أو الموت، فقام الأمير محمد بن حسين بإغلاق الطريق المؤدية إلى صنعاء مسنوداً ب5 آلاف جندي متدرب و50 ألف مسلح قبلي وأمطروا المدينة بقذائف المدفعية وانقطع التموين عنها، وقد لعبت القوات المظلية اليمنية دوراً هاماً في الدفاع عن صنعاء المحاصرة إلى جانب الفصائل الأخرى من الجيش، كما تشكلت قوات المقاومة الشعبية من العمال والفلاحين وسائر الفئات الاجتماعية الكادحة وبلغ تعدادها الآلاف ووصل إلى هناك أيضاً أفواج من المتطوعين من الشطر الجنوبي من الوطن، كما أذاعت الجبهة القومية بياناً سياسياً هاماً بشأن الأحداث في شمال اليمن واتخذت العديد من الإجراءات العملية تم بموجبها إرسال المتطوعين ومزيد من الأسلحة والذخائر ووصلت إمدادات عسكرية ضخمة من الاتحاد السوفيتي؛ الأمر الذي عجل بالمقابل من انتصار المدافعين عن صنعاء وهزيمة الملكيين وحلفائهم ومن لف لفهم.
الجماهير اليمنية هبت للدفاع عن طموحاتها الثورية
وقال: إن حرب السبعين يوماً والتي انتهت في فبراير 1968م قد كشفت تلك الطاقات الثورية الكبيرة التي تمتلكها الجماهير عندما تهب للدفاع عن نفسها وعن مثلها وطموحاتها العليا، فقد بانت في المحك الكثير من الأعمال البطولية والإبداعات والتضحيات الخلاقة وتجلى بعض منهافي:
1 بروز الدور الإيجابي الفعال لتنظيمات الحركة الوطنية الديمقراطية في تعبئة الجماهير وتشكيل المقاومة الشعبية المسلحة للدفاع عن الثورة والجمهورية وفي ظل غياب السلطة القائمة آنذاك.
2 نجاح الجماهير اليمنية وطلائعها الثورية في كسر الحصار والدفاع عن صنعاء بعدد محدود من المقاتلين وعلى مساحة صغيرة وكثافة بشرية أقل بالرغم من التفوق العددي والعسكري الظاهر لدى الملكيين.
3 وفي أجواء ذلك الزخم الثوري الذي خلفته حرب السبعين يوماً شهد الصراع الطبقي نهوضاً لصالح الكادحين فقامت في العديد من المناطق الريفية اللجان الفلاحية، وقد حاولت هذه إنهاء نفوذ المشائخ وكبار الإقطاعيين، كما جرى ذلك في الرياشي والحبشية, غير أن سلطة 5 نوفمبر 1967م تآمرت على المقاومة الشعبية وقامت بتوجيه ضربة قاصمة للتنظيمات السياسية الوطنية الديمقراطية وأغلقت مكاتب المقاومة الشعبية وتمكنت من تصفية اللجان الفلاحية الثورية حيثما قامت.
كانت بداية لمرحلة جديدة
وعن الأهمية التاريخية لثورة 26 سبتمبر المجيدة يتحدث الأستاذ جمال الحكيمي قائلاً: تكمن الأهمية التاريخية لثورة السادس والعشرين من سبتمبر في أنها كانت بداية لمرحلة جديدة في التاريخ المعاصر للشعب اليمني إذ تمكنت من القضاء وإلى الأبد على النظام الإمامي الكهنوتي المستبد وأقامت أول نظام جمهوري في شبه الجزيرة العربية، كما كانت من الممهدات الأساسية لقيام ثورة الرابع عشر من أكتوبر في الشطر الجنوبي من الوطن والتي استطاعت عبر الكفاح المسلح بقيادة التنظيم السياسي الجبهة القومية من طرد الاستعمار البريطاني وتحقيق الاستقلال الوطني ويعود الفضل لثورة 26 سبتمبر في تغيير واقع الشعب اليمني في مختلف الأصعدة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية، فقامت دولة عصرية في الشطر الشمالي من الوطن على أساس من دستور ينظم علاقات أجهزتها ويحدد صلاحيات السلطات المختلفة فيها وتضع من القوانين والتشريعات المنظمة لحياة الشعب وهذا ماكان مفقوداً قبل الثورة، كما انتشر التعليم في عموم البلاد وتطورت الثقافة وتم إقامة القطاع العام والجمعيات التعاونية وإنشاء البنك المركزي وتم مصادرة أراضي الأسرة المالكة وأعوانها الكبار، كما توسعت الطبقة العاملة وازدادت فئة الطلاب والمثقفين ووجدت الطبقة البرجوازية كذلك من الظروف مايساعد على التطور والنمو قياساً على وضعها في ظل النظام الإمامي المستبد ولقيت المرأة من الحريات والحقوق ماشكل خطوة متقدمة نسبياً عن أوضاعها السابقة فانخرطت في العمل والتعليم.
ثورة 26 سبتمبر.. ثورة وطنية ديمقراطية
وأضاف قائلاً: وعند النظر في القوى الأساسية المحركة للثورة وطبيعة الإجراءات السياسية والاقتصادية التي كانت قد اتخذت بعد الثورة مثل قيام القطاعين العام والمختلط وإنشاء البنوك والشركات والمؤسسات على النمطين المذكورين آنفاً ومصادرة أراضي الأسر الإقطاعية الموالية للأسرة المالكة، يمكننا القول بأن ثورة 26 سبتمبر ثورة وطنية ديمقراطية متى ما أخذنا في الاعتبار أن تلك الإجراءات إنما كانت دليلاً قاطعاً على عملية البدء في الدخول إلى عمق مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية، غير أن عملية إجهاض التجربة هذه من قبل قوى التحالف الإقطاعي البرجوازي كانت أسرع وساعدت في ذلك استمرارية الحرب الأهلية وغياب الوحدة السياسية والبرنامج السياسي الواضح ووصول ممثلي الإقطاع والبرجوازية المتوسطة إلى السلطة وسعيهم الدائب إلى تضييق البرامج المطلبية للكادحين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.