في حدود عربية .. أوقفتني .. شرطة الدورية .. قيل لي : أنت من ؟ قلت: أنا لا شيء في هذا الزمن.. قيل لي: من أين جئت ؟ قلت: جئت من حيث أتيت.. قيل لي: أين ستذهب ؟ قلت: لا أدري.. ولكن فضاء الله أرحب .. قيل لي : ماذا لديك ؟ قلت : لا أملك شيئاً غير قلبي.. نصفه مكسور .. ونصفه الآخر تحطم.. يوم أن باعوا القضية.. قيل لي : وهل تحمل هوية ؟ قلت: لا أحمل شيئاً غير أسمالي .. وآلامي.. وآمالي.. وقد صارت بلية.. وأحمل بعض أحلامي.. .. وأوجاعي.. وما تخفي الطوية.. قيل لي: أنت مقبوض عليك .. !!! قلت: وماهي تهمتي ؟ قيل لي: أولاً : أنت في حدود عربية .. لدولة حرة أبية ثانياً : أنت لا تعرف من أنت ؟ ولا من أين جئت ؟ وإلى أين ستذهب ؟ ولا تحمل هوية ؟ ثالثاً : وهو الأهم .. نحن لا نعرف ماذا تنطوي.. خلف الطوية.. “إنما الأعمال بالنيات ..” .. وأنت.. ربما كانت لديك.. نحونا.. مليون نية.. وهذا لا يخص وحدتنا.. ولكن أمن دولتنا “النقية” فضحكت.. قيل لي: وهذه تهمة أخرى.. يسجل .. “الضحك من غير أسباب جلية” ابتسمت.. قيل لي: وهذه تهمة أخرى.. قوية.. “يبتسم.. وابتسامته.. ملغمة.. خفية” فرفعت كم يدي.. وكممت فمي قيل لي: وهذه تهمة.. أخرى.. تسجل في محضر التوقيف ضدي.. “التدخل في شئون الداخلية” فضحكت.. ........... وضحكت. ................. وضحكت .. قيل لي : ما هو المضحك حقاً ؟ قلت : سجلوا .. تهمة أخرى.. تضاف إلى البقية. “إنني أضحك .. يا أيها الأشرار من شر البلية”..