وزير التربية والتعليم: لايحق لأي كان انتهاك قدسية التعليم وتأهيل الجيل الصاعد للمستقبل أمانة في أعناق الجميع د. عبدالله لملس: حملة العودة إلى المدرسة تستهدف 850 طالبا وطالبة موزعين في 17 محافظة أمين محلي العاصمة: نبذل كل جهودنا لإزالة الصعاب التي تعترض مسيرة التعليم فتعطيل الدراسة لا يبني وطنا تواصل القيادات التربوية والمجالس المحلية عملها وبوتيرة عالية في تذليل الصعاب أمام العام الدراسي الحالي كتحد واضح للأزمة الراهنة التي ألقت بظلالها على مختلف قطاعات الحياة اليمنية وفي مقدمتها التربية والتعليم.. وفي هذا الصدد التقت الجمهورية مع العديد من الشخصيات والقيادات التربوية لتسليط الضوء على هذه الجهود فكانت الحصيلة كالتالي: العودة إلى المدرسة في البداية يقول الدكتور عبدالسلام الجوفي: إن الوزارة تقوم بعملها على أكمل وجه لإنجاح العام الدراسي الحالي وقد لفت نظرنا الحضور الكثيف للطلاب والمعلمين هذا العام , ومع ذلك بحثت الوزارة عن فكرة لتشجيع الطلاب بالحضور وكذلك أولياء أمورهم لمنحهم الفرصة في الحضور من غير خيفة أو حذر من الأزمة وما تعانيه المدارس فكانت الحملة الوطنية للعودة إلى المدرسة هي استحدثتها الوزارة بهدف تحفيز المجتمع على إدخال أبنائهم وبناتهم المدارس وإظهار حقوق الطفل في قضايا التعليم وتشجيع الطلاب للعودة إلى المدرسة، كما تهدف حملة العودة إلى المدرسة في المقام الأول توفير التعليم لأبناء وبنات الأسر النازحة، الذين تأثروا من التداعيات السياسية والنزاعات المسلحة، وتخفيف أعباء الأسر بتوفير المستلزمات المدرسية لمساعدتهم على إلحاق أبنائهم وبناتهم بالتعليم في المجتمعات المستضيفة وتوفير متطلبات عملية الالتحاق.. وأكد الأخ الوزير الجوفي أهمية تضافر الجهود من أجل إنجاح الحملة بما يكفل تحقيق أهدافها المنشودة في رفع مستوى الالتحاق بالمدارس في المناطق المستهدفة، إلى جانب رفع مستوى الوعي بأهمية التعليم وضرورته لكل أطفال اليمن ذكورا وإناثا، باعتباره حقاً أساسياً من حقوق أبناء اليمن جميعا، وذلك طبقا لما جاء في دستور الجمهورية اليمنية والقانون العام للتعليم رقم (45) لسنة 1993م. قدسية المهنة ولفت الوزير الجوفي إلى أن التربية لها قدسيتها التي تجعلها بعيدة كل البعد عن أي أجندات سياسية أو أي ارتباطات حزبية.. داعيا كافة الأحزاب في الساحة إلى إبعاد الطلاب والمدارس بشكل عام عن المكايدات الحزبية والسياسية واستشعار مسؤوليتهم الوطنية تجاه أبنائنا باعتبارهم أمانة في أعناقنا جميعا، ويجب علينا عدم إدخالهم في تلك المهاترات مع ضرورة تحييد العملية التعليمية والنأي بها عن المناكفات الحزبية حتى لا تنحرف عن مسارها، مجددا دعوته لكافة المنتسبين للعملية التعليمية والتربوية إلى التفاعل الإيجابي مع هذه الدعوة.. مؤكدا أن الوزارة لن تتهاون في تطبيق الإجراءات المخولة لها بموجب القانون في حالة الإخلال بالعملية التعليمية والتربوية. برامج تدريبية من جانبه أوضح وكيل قطاع التدريب بوزارة التربية الدكتور عبدالله لملس أن الحملة تتضمن برنامجا تدريبيا يستهدف أربعة آلاف معلم ومعلمة في تسع محافظات، إضافة إلى تجهيزات ومستلزمات مدرسية، ستسهم بها الجهات والمنظمات المانحة للطلاب والمدارس خاصة في مناطق الأحداث ومخيمات النازحين حيث سيتم البدء في عملية توزيع المستلزمات على مرحلتين وتستهدف (850) ألف طالب وطالبة موزعين على 17 محافظة. ولفت إلى أن حملة العودة للمدرسة لم تأت من فراغ، وإنما وفقا لمعطيات الواقع ومتطلبات المرحلة والأحداث والمستجدات التي شهدتها اليمن. وأضاف: كما أن تطورات الأزمة السياسية التي تشهدها اليمن منذ مطلع العام الجاري 2011م، إضافة إلى الأحداث المسلحة التي يخوضها أبطال القوات المسلحة مع عناصر القاعدة في محافظة أبين ومنطقة (نهم) خلقت أوضاعاً غير طبيعية وهذه الأوضاع تأثر بها الطلاب بشكل أساسي، وكذلك المعلمون لأنهم شاهدوا ”مناظر الحرب، ومناظر التهجير، ومناظر النزوح وغيرها“ وأثرت على نفسياتهم.. فقدوا أعزاء عليهم أو فقدوا ممتلكات وعانوا من إشكالات، وهذه بالتأكيد تراكمت على نفسيات الأطفال وتراكمت أيضاً على نفسيات المعلمين؛ وبالتالي نحن من خلال الحملة نريد التغلب على الآثار النفسية وإعادة المعلمين أولاً إلى جو العملية التعليمية ومساعدتهم من خلال التدريب على تجاوز هذه المرحلة، كما نسعى إلى تنمية القدرة لديهم على مساعدة الأطفال على تخطي هذه الإشكالية والعودة إلى جو المدرسة والمساعدة على عمل تعليمي جيد. تدشينا لهذا العام, أما بالنسبة للمدارس الخاصة والأهلية سنسحب الترخيص منها إذا تهاونت في أدائها. حلول للتمترس والعلاوات إلى ذلك أشاد نائب أمين العاصمة أمين عام المجلس المحلي الأستاذ أمين جمعان بالحضور الطلابي في مدارس الأمانة الحكومية والأهلية والخاصة خلال أيام التدشين وقال: اتضح من خلال الزيارات الميدانية التي قمنا بها ووزير التربية والتعليم ونائبه لمختلف المدارس بأن الحضور فاق التوقع وأن كل المدارس بالأمانة مستعدة لإنجاح هذا العام الدراسي والاستمرار بنفس الوتيرة العالية حتى نهايته..وعن الدور الذي تقدمه الأمانة والمجلس المحلي للعملية التعليمية هذا العام قال إن الأمانة عقدت بهذا الشأن اجتماعات عدة خلال الأسبوعين الماضيين برعاية أمين العاصمة ووزير التربية والتعليم لمناقشة كل ما يتعلق بالعام الدراسي الجديد وخلصت اجتماعاتها إلى الكثير من الحلول والمعالجات للمشاكل العالقة فيما يخص العملية التعليمية وأهمها المظاهر المسلحة في بعض المدارس بالأمانة، وكذا علاوات المدرسين وذلك لقرارات رئاسة مجلس الوزراء بهذا الشأن, وأكد جمعان بأن الأمانة ومجلسها المحلي سيبذلان كل جهودهما لتذليل كل الصعاب أمام العملية التعليمية هذا العام كواجب وطني وأخلاقي يحتم على الجميع القيام به, وشدد جمعان على ضرورة فصل الطلاب والمدارس والتعليم برمته عن الصراعات السياسية أو الاستحقاقات الديمقراطية وحتى يرتقي الجميع بالمسؤوليات المناط بهم. تصميم على النجاح إلى ذلك يقول مدير عام مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة الأستاذ محمد الفضلي: “ بدأنا العام الدراسي الحالي بداية كبيرة لكن الأزمة التي حصلت مؤخرا كان لها تأثير بعض الشيء على الإقبال والحضور الكبير للطلاب والمدرسين , ولا ننكر أن بروز الاشتباكات من وقت لآخر في أحياء متفرقة من الأمانة أثر بشكل أو بآخر على حضور الطلاب وجعل أولياء أمورهم يحجمون عن إرسالهم إلى المدارس تحسبا لأي مكروه قد يصيبهم، لكن أملنا أن تنتهي هذه المظاهر وتعود الأمور إلى مجاريها حيث إن المدارس الحكومية والأهلية والخاصة أبدت استعدادا قبل تدشين العام الدراسي الحالي وفعلا برهنت ذلك من خلال فتح أبوابها للطلاب والطالبات وللمنتسبين الجدد. وأوضح أن هناك بعض المشاكل أعاقت هذا الاندفاع الايجابي نحو المدارس وفي مقدمتها المتمترسون، وقال: إنهم أثروا على أدائنا في البداية، لكننا تواصلنا مع كل الجهات المعنية بالموضوع وعلى رأسها أمانة العاصمة والمجلس المحلي وكان التجاوب معنا طيبا جدا للقضاء على التمترس وحل هذه الإشكالية إلى شغلت ما يقارب 32 مدرسة في الأمانة ارتفعت فيما بعد إلى33 مدرسة , وهنا بدوري اشكر كل الجهود المبذولة لحل هذا الإشكال. ونوه إلى أن أهم المعوقات التي تواجههم هي الكثافة الطلابية حيث إن معظم الطلاب تجبرهم الظروف على ترك مدارسهم الخاصة والتوجه إلى مدارس القطاع الحكومي وهذا يشكل ازدحاما كبيرا لدى هذه المدارس، بالإضافة إلى محدودية المبنى المدرسي، وكذا محدودية التوسع في بنائه، كما أن الأزمة الحالية ساعدت على إيقاف المشاريع الجديدة لبناء المدارس وربما يكون هذا اكبر تحد أمامنا. بالإضافة أيضا إلى المدرسين ذوي الكفاءة التدريسية العالية والتخصصات المختلفة واحتياجنا الدائم إلى مدرسين مميزين. لكن كلنا أمل بأن الأزمة الحالية إذا تم حلها فستحل كل الإشكاليات العالقة الأخرى..وأكد: نحن مصممون على أن نقدم خدمة للوطن وأبنائه من خلال إنجاح العام الدراسي والعملية التعليمية وتجاوز كل الصعاب والثبات أمام كل المتاعب حتى نتجاوزها ونذللها لأبنائنا ومصرون أيضا أن نقدم كل ما يلزم للطلاب ومساعدتهم في القفز عن هذه الأزمة ومشاكلها وإن شاء الله سننتصر.. وعن الإجراءات التي سيتم اتخاذها بحق المقصرين في الحضور وأداء الواجب الوطني في عملية التعليم والتعلم قال: سنتخذ كافة الإجراءات القانونية وبدون هوادة وبحسب النظام والقانون للمتغيبين أو المتهاونين عن أداء واجباتهم سواء معلمين أو طلابا . فمثلا المدرسون سيتم فصل من غاب منهم 15 يوما بدون عذر شرعي أو مقنع وكذلك الطلاب, لكننا نعتقد أن الكل حريص على أداء مهامه وواجبه على أكمل وجه ونحن لاحظنا ذلك من خلال الحضور والانضباط. مشاكل الأزمة إلى ذلك قال الأستاذ إبراهيم الجبري مدير عام مديرية الوحدة بأمانة العاصمة ورئيس مجلسها المحلي: إن العام الدراسي الحالي يسير على أكمل وجه ولا توجد معوقات تحد من أداء الطلاب في الحضور والتعلم ولا المدرسين والإداريين وإن كل المدارس في المديرية استكملت كافة استعداداتها للعام الحالي ولا يوجد أي نقص أو مشاكل في المستلزمات الدراسية والتعليمية, ولفت إلى أن المتمترسين في المدارس كانوا يشكلون عقبة كبيرة أمامهم هذا الحالي، لكنه قال إننا قمنا بالواجب من خلال التواصل معهم وإخراجهم من المدارس التي بلغ عددها ما يقارب 3 مدارس في مديرية الوحدة, وأوضح الجبري أن المتمترسين من الجهات العسكرية أبدوا تفاهما كبيرا معهم من خلال إخلاء أماكنهم للطلاب والطالبات والمدرسين، لكن الجهات الأخرى التي تمثل تكتلات حزبية وقبلية وعسكرية لم تكن عند المستوى من التعاون في ترك المدارس وإبعادها عن الأزمة السياسية. وقال إننا على ثقة أن هذه الجهات ما زال فيهم أناس خيرون ولا نقطع عود اليأس فيهم وكلنا أمل أن سنصل إلى اتفاق معهم في تغليب مصلحة الوطن والمواطن وأجيالهم وأن نجعل صوت العقل والتحاور الإيجابي والحضاري البناء هو السائد في كل خلافاتنا. وقال إن أهم المشاكل التي تواجههم في المديرية وليس في القطاع التعليمي فقط هي الأزمة الراهنة التي تمنى أن يخرج منها اليمنيون من غير أي خسائر في الأرواح والممتلكات ودعا كل أطراف العملية السياسية إلى العودة إلى طاولة الحوار كونها المخرج الوحيد لهم وللبلد للخروج من الأزمة التي ضاقت بالوطن ذرعا وأساءت من أوضاع المواطن ومعيشته. 70% حضور من جانبه قال العميد أحمد نهشل مدير عام مديرية سنحان:إن الحضور الطلابي خلال أيام التدشين تجاوز 70 % وإن عدد الطلاب في تزايد في جميع المدارس وإنه لا توجد أي مشاكل تعيقهم من الوصول إلى مدارسهم وسيكون هذا العام عاما مميزا للتعليم, وقال: نتمنى من الإخوة المدرسين أن يتعاونوا معنا في إنجاح هذا العام ويقدموا واجبهم الوطني على أكمل وجه وبعيدا عن العمل الحزبي أو السياسي وأوضح أن التعليم رسالة هامة وسامية، وعليهم أن يقدروها خير تقدير من خلال تربية الأجيال وتعليمهم كونهم أمانة في أعناق الجميع وهم مستقبل بلد بأكمله وليس حزب سياسي أو شريحة مجتمعية بذاتها.. وأكد أنهم سيتخذون كافة الإجراءات القانونية بحق من يتغيب أو يتخاذل في أداء واجبه في الأماكن التعليمية والإدارية، ولن نقصر على الإطلاق في كل ما يحتاجونه. واختتم: نتمنى من الجميع التطبع مع الحياة والابتعاد عن الأزمة والفعل وردود الفعل وأن يعم الأمن والاستقرار في هذا البلد الذي نطمح أن نعيش فيه بأمان جميعا.