نجول في حدائق كتاب (دبلوماسية التعامل مع الآخرين) لمؤلفه (مجيب ناشر العبسي) وننهل منه ما يساعدنا على إثراء حياتنا وجعلها أكثر سعادة ونجاحاً، كل أسبوع نتعلم عبر (إبداع) مهارة للتعامل مع الآخرين تكسبنا صفات السعداء وسمات الناجحين. مهارات خاصة للتعامل مع المرضى: التكلم بهدوء وبأسلوب لطيف : حاول أن تتكلم بهدوء وبصوت يعبر عن التعاطف والاهتمام لان نبرة الصوت لها مدلولاتها وكلما كان صوتك هادئاً رقيقاً كنت قريباً من القلوب ،ابدأ حديثك مع المريض بطريقة السؤال المفتوح مثل: كيف حالك اليوم؟(حدثني كيف استطيع أن أساعدك). التخاطب بمفردات واضحة: لاشك أن التعامل مع المريض ودعمه نفسياً يلعب دوراً هاماً في الحوار معه ورفع روحه المعنوية ،وذلك من خلال استخدام عبارات ذات مدلولات صادقة ومعبرة ،مثل: أنا هنا معك ولن أتخلي عنك ، يهمني جداً أن أقف بجانبك وأقدم لك ما بوسعي حاول أن تكون واضحاً في تعاملك. التخفيف من روع المريض ومواساته : عندما يأتي المريض إلى المستشفى ويقابله الطبيب يكون خائفاً مرعوباً لا يعرف ماذا سيعمل له من إجراءات وبعضهم يكون مضطرباً , فعندها يجب على الطبيب أن يخفف من روع المريض ، إذا كان شيخاً كبيرا أخاطبه بألفاظ محببة إليه فيها سماحة ولين في القول مثل ( يا والدي، يا عماه) فهي محببة للقلوب وإذا كان طفلاً صغيراً بالابتسامة ومسح رأسه فاعتبر أن الشيخ الكبير أباك والطفل الصغير طفلك فكيف تعاملهما ؟ وإذا كان رجلاً وشاباً بالتخفيف عليه بالحديث معه وتذكيره بالله وأن المرض فيه أجر للمسلم الصابر المحتسب , أيها الحبيب قال صلى الله عليه وسلم: ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة). رواه مسلم انظر إلى الأجر العظيم والمثوبة من تنفيس كرب إخوانك المرضى أسال الله أن يخفف عنا وعن المسلمين من أهوال يوم القيامة. فكن رحيما بالمسلمين وتمثل الإسلام بأخلاقك ومعاملاتك وشئون حياتك كلها . وأعط صورة جميلة عن الإسلام دين الرحمة والسلام ولا تكن مشاكلك الخاصة تطغى عليك وعلى أخلاقك وأسلوبك في التعامل مع المريض وعامله بلطفٍ ولين وأبشر بالأجر المضاعف والحسنات من رب الأرض والسموات . والله جل وعلا يقول : ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا) سورة الكهف. اختيار الكلمات الطيبة عند الكشف على المريض: عند الكشف على المريض يجب على الطبيب أو الذين يباشرون المريض من ممرضين أو ممرضات أو غيرهم اختيار الكلام اللين مع المريض فهو في حالة اضطراب وخوف فيحتاج إلى الطمأنينة والهدوء والتيسير عليه. زيارة المريض: لا شك بان زيارة المريض لها الكثير من الأجر الذي يناله الزائر وكذلك لها من الأثر النفسي الايجابي للمريض نفسه ما يجعله يشعر بالتحسن والاستجابة للعلاج والشفاء بإذن الله تعالى ، وهنا لا نغفل الدور الايجابي والدافع المعنوي للمريض من أثر هذه الزيارة التي تبعث به الأمل والارتياح وتعود بالخير على المريض وزائرة لما لها من توطيد العلاقات وصله الرحم ونيل الأجر . ما يجب مراعاته عند زيارة المريض: - احترام المواعيد المحددة للزيارة في المستشفيات ،وعند الدخول إلى الغرفة يجب أن يتم ذلك بهدوء وحاول ألا تحدث ضوضاء، وتقوم بالتسليم على المريض والموجودين بالغرفة وتقوم بجذب أحد المقاعد للجلوس عليها، ويكون ذلك على مقربه من فراش المريض و (لا تجلس على فراش المريض مطلقا) فهذه عاده سيئة للغاية، فالجلوس على الفراش بجوار المريض يؤذيه ويرهقه أكثر مما يفيد كما يعتقد البعض. كما يجب تجنب التدخين تماما من جانب المدخنين فهو غير مسموح به بالمستشفيات أو بالأماكن المغلقة بصفه عامه ، وحينما تزور مريضاً لا تستعمل عطراً نفاذاً قوياً واحرص على عدم المبالغة في زينتك أو ملبسك إذ يجب أن تكون ملابسك بسيطة ،ولا تتحدث أمام المريض عن الأمراض التي اصابتك من قبل وإذا كان لابد من الحديث تحدث عن أشياء بعيدة عن المرض أو المرضى. وتجنب عدم إطالة وقت الزيارة حتى تترك الفرصة لغيرك وحتى لا تثقل على المريض ،ومن الأفضل عدم اصطحاب الأطفال الصغار عند زيارة المريض حتى لا يسبب أي إزعاج ،كما يجب الاستفسار عن حالة المريض الصحية قبل الزيارة والتأكد من استعداده لاستقبال الزوار فبعض المرضى لا يرغبون أن يراهم أحد خصوصا في الأيام الأولى. وإذا كان المريض في مستشفى ويرقد في حجرة مع غيره من المرضى فيجب أن يقل عدد الزوار والحفاظ على الجو الهادئ لمراعاة الظروف الصحية للمريض الآخر أيضا ولا داعي للتحدث عن الخصوصيات أمامهم أو الدخول في حوارات بدافع الفضول ،وعند دخول الطبيب لمراجعة ينبغي على الزائر مغادرة المكان حتى يتمكن الطبيب من ممارسة عمله ،ولا تسأل الطبيب عن حالة المريض فهو أمر خاص لا يطلع عليه سوى أسرته فقط. وليس من المستحب أن تطلب من المريض الذي أجريت له عملية أن يكشف عن مكان العملية لان في ذلك إيذاء لمشاعره من جهة ومن جهة أخرى ممكن أن يحصل تلوث في مكان العملية هذا وبالإضافة إلى انه ممكن أن يصاب الموجودون بالهلع في نفس الغرفة من رؤية مكان جرح العملية ، وإذا كان عدد الزوار كبيراً فلا داعي للتزاحم أو التكدس في حجرة المريض بل يتم الانتظار في الخارج والدخول إليه تباعاً.