لعيد الأضحى المبارك في الريف اليمني أطعمته الخاصة وحلوياته المميزة التي تجعل لهذا اليوم الرائع نكهته الفريدة، حيث تتفنن النساء الريفيات في ابتكار كلما هو جديد من الطعام اللذيذ وبحسب الحالة المالية البسيطة لغالبية الأسر اليمنية في القرى المترامية الأطراف.. صحيفة «الجمهورية» تعرفت على هذه الأطعمة من خلال توغلها في الريف اليمني في الاستطلاع التالي: ورود عيدية ملونة تفتحت وردة العيد الملونة ففاحت من خلال مساماته الروائح الشهية للحلويات والأطعمة المختلفة، تقول الأخت أريج: غالباً ما نصنع كلما نحتاجه في المنزل ولا نحتاج البتة إلى اقتناء أي شيء من السوق، فالكعك غالباً ما تجهز عجينته من اليوم السابق وغالباً ما يتم صناعته في المافي أو الصعد الترابي، حيث إن مذاق الكعك أو الصُّلع بضم الصاد يكون مميزاً عن تلك التي يتم صناعتها في التنور وبواسطة الغاز المنزلي، حيث إن الحطب يجعل من طعم الكعك مميزاً جداً ولذيذاً وشهياً، كما نصنع بنت الصحن الممزوجة بالحبة السوداء والسمن البلدي، وكذلك فإن الكعك يتم مزجها بالسمن البلدي الذي يضفي على شتى الأطعمة لذة الطعم ونفاذ الرائحة، كما يتم في معظم الأحيان خلط الكعك بالتمر الأحمر الذي يجعل من طعمها أكثر لذة، وعند الصباح يتم فت الكعك مع السمن البلدي والعسل لتقدم كوجبة صباحية دسمة وصحية يرافقها اللبن، كما أن بعض النساء يتفنن في صناعة القهوة البلدي التي تنتشر خيوط رائحتها في الأزقة والحارات، وللعلم حتى اللحم فإن الغالبية من النساء لا يضعنه في الظغاط ولكنهن يضعنه في وسط المافي أو الصعد الترابي حتى يترسخ، ويتعتق المرق واللحم اللذيذ المذاق. أكلات شعبية عيدية الأخت سعاد كان لها حديثها الخاص عن طعام وحلويات العيد فتحدثت بالقول: في الحقيقة الريف اليمني يزخر بالكثير من الأطعمة والأكلات الشعبية المختلفة الموغلة منذ القدم، وظل الحفاظ عليها طابع الكثير من سكان الريف اليمني الذين يتمتعون بالصحة والشباب الدائم، ومن المؤكد أن الأكلات النظيفة واللذيذة وكذا الحلويات لها دور كبير في منح الريفيين هذه الصحة والوقاية من الأمراض بعيداً عن أكلات المطاعم المفتقرة إلى النظافة، ومع تبادل الزيارات ووفود الضيوف لزيارة أهلهم وأقاربهم إضحت الضرورة ملحة في صناعة أكلات جديدة تتناسب مع الضيوف وفرحة العيد كفتة الفطير والعصيد والسبئيات الممزوجة بالعسل والكيك المصنوعة محلياً أو بالأحرى التي تصنعها المنازل، وللعلم فإن البيض بلدي والسمن بلدي وكذلك اللحم بلدي، وكلها من خيرات الريف اليمني، بالإضافة إلى مختلف أنواع الحبوب التي تزخر بها الوديان، خصوصاً وأن هذا الصيف كان كريماً بأمطاره وثماره، وبالعودة إلى الحديث عن العيد فإن يوم العيد بالذات ونظراً لانشغال الناس بتقاسم الأضاحي، فكل واحد يمكث في أغلب الأحيان في منزله، ولكن الزيارات وزحام الأطعمة والحلويات تتزاحم من ثاني أيام عيد الأضحى المبارك. خصوصية فريدة الأخ منير محمد حمود تحدث عن كثير من الخصوصيات التي يتمتع بها الريف اليمني خلال أيام العيد بالقول: أعتقد أن الميزة الأولى قبل الأطعمة والأشربة هي البعد عن الضجيج ولذلك فالكثير من الناس يقضون أعيادهم في قراهم وبالذات خلال عيد الأضحى أو العيد الكبير، أما الحديث عن الأطعمة والحلويات فالمرأة اليمنية هي من نساء العالم الإسلامي المعدودات التي تتميز بطبخ اللحم، وبالأخص المرق الذي يحظى بمكانة خاصه وسط المائدة، ولعل آنية الفخار أو التراب المحروق تعطي للمرق طعماً خاصاً قلّ أن تجده في أي مطعم فاخر ومشهور، وهنا يبقى للريف اليمني طابعه الصحي في شتى الأطعمة والحلويات التي تقدم سواء خلال العيد أو غيره من الأيام العادية الأخرى. أجوب القرى لزيارة الأهل والأصدقاء وتتلقفني مختلف الأطعمة والمشروبات التي تزخر بها المائدة الريفية العيدية اليمنية، وكل منزل يحاول أن يتميز في كل ما يقدمه، والأهم من هذا كله هي تلك الروح الطيبة والكريمة التي يتمتع بها ريف اليمن من غابر الأزمان وما زال محافظاً على عاداته وتقاليده الأصيلة.