تصدر فوز لبنان على كوريا الجنوبية 2-1 الثلاثاء في تصفيات مونديال 2014 لكرة القدم، عناوين الصحف اللبنانية الصادرة يوم أمس الاربعاء فاعتبرت أن “منتخب الأرز” وحد اللبنانيين الذين تناسوا الخلافات السياسية والطائفية لمدة ساعتين .. وتسيطر فرحة عارمة على جماهير الكرة المستديرة في لبنان، بحيث احتفل مئات المواطنين خارج أرض الملعب وفي كافة المناطق، بعد اقتراب لبنان من التأهل الى الدور الحاسم من التصفيات الاسيوية لأول مرة في تاريخه. وعنونت صحيفة “السفير”: “لبنان يتوحد فينتصر .. رياضيا ووطنيا: المنتخب اللبناني يهزم كوريا الجنوبية” .. وأضافت: “غسل فوز لبنان التاريخي على كوريا الجنوبية الكثير من ذنوبنا وخطايانا المتراكمة، وكأنه كان بالدرجة الأولى فوزاً على سنوات طويلة من العفن الداخلي” .. وسطر لبنان فوزا تاريخيا على ضيفه الكوري الجنوبي وهزمه في الجولة الخامسة قبل الأخيرة من الدور الثالث ضمن منافسات المجموعة الثانية بحضور نحو 43 ألف متفرج تقدمهم رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وعزز لبنان فرصته بالتأهل الى الدور الحاسم بعدما رفع رصيده إلى 10 نقاط بفارق الأهداف عن كوريا الجنوبية بالذات، وبفارق نقطتين عن الكويت بهدفين من علي السعدي (4) وعباس عطوي (31 من ركلة جزاء) بعدما عادل كو جا تشيول (21 من ركلة جزاء) في الشوط الأول .. وعلى صورة كبيرة لمشجعة تزينت بألوان العلم اللبناني، كتبت “الأخبار”: “ربيع الكرة اللبنانية”، وتابعت: “المدرجات حكت: عاشت الكرة، عاشت الوحدة الوطنية”. وعنونت “النهار”: “ثأر تاريخي للبنان من كوريا الجنوبية”، وكتبت “الديار”: لبنان بطلا .. لبنان العملاق أسقط المارد الكوري .. والسياسيون نسوا خلافاتهم لساعتين” .. وعنونت “المستقبل”: “فوز تاريخي للبنان على كوريا الجنوبية”، وكتبت “الشرق” على صفحتها الأولى: “لبنان يثأر” بعد خسارة لبنان ذهابا 6-صفر في كوريا، وتابعت: “أحسسنا جميعنا أننا شعب قادر وصابر، مكافح، يناضل من أجل إلقاء غير هياب، هدفه الوصول إلى غاياته بمنطق وحكمة وروية”. وعنونت صحيفة “البلد” على صفحتها الأولى: “فعلت الأقدام ما لم تستطعه الرؤوس” في نقد مبطن لرجال السياسة، وتابعت “فوز لبناني يعوض مسلسل الخيبات السياسية التي تواجه اللبنانيين .. لبنان يصعق كوريا ويكمل حلمه بالتأهل الى المونديال” .. أما “اللواء” فعنونت: “المنتخب الكروي يهزم كوريا ويوحد اللبنانيين”، وتابعت: “منتخب لبنان يروض النمر الكوري ويسطر انجازا تاريخيا مدويا بتصفيات المونديال”. وهذا الفوز الأول للبنان على “محاربي التايغوك”، كما أن هذا الانتصار أكد أن النتائج النوعية الأخيرة التي حققها منتخب الأرز لم تكن نتيجة الصدفة بل جاءت ثمرة عمل دؤوب في مدة قصيرة وتحديدا منذ استلام المدرب الألماني ثيو بوكير الذي كانت له اليد الطولى في تغيير شكل المنتخب اللبناني حيث كان يعتبر لقمة سائغة وبات يحسب له ألف حساب .. وأوردت “الجمهورية” في صفحتها الأولى الى جانب صورة لعباس عطوي متأثرا بعد تسجيله الهدف الثاني من ركلة جزاء: “الأبطال”، وأضافت “لبنان يقهر العملاق الكوري ويضع قدما في المرحلة الحاسمة .. وحدت كرة القدم اللبنانيين على تنوع مذاهبهم والوان طوائفهم تحت سقف الصرح الرياضي الأكبر والأبرز والأعرق في لبنان، سقف مدينة كميل شمعون الرياضية”. ومباشرة بعد اللقاء زار افراد المنتخب والجهاز الفني وافراد الاتحاد القصر الحكومي تزامنا مع انعقاد مجلس الوزراء والتقوا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاني الذي هنأهم فردا فردا، وأعلن عن صرف مكافأة لكل لاعب مقدارها 10 ملايين ليرة (نحو 6600 دولار)، وذلك بعدما تلقى كل لاعب جائزة 6 الاف دولار عقب الفوز على الكويت 1-صفر الجمعة الماضي. وكان رئيس الاتحاد اللبناني هاشم حيدر اللاعبين وعد بمكافأة ضخمة بحال الفوز على كوريا .. وقال ميقاتي: “كل اللبنانيين كانوا بانتظار المباراة وإن شاء الله ستكتمل معكم الفرحة ونصل الى كأس العالم عام 2014 في البرازيل .. عندما سألنا أعضاء الفريق من سجل هدف الفوز؟ أجابوا -كلنا حققنا هذا الفوز-” .. كما حفل موقع “تويتر” بالتهاني لمنتخب لبنان، وكان أول المهنئين رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، كما بارك رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، أحد أبرز أركان المعارضة، بالفوز .. وبعد المباراة، اعتبر المدرب الالماني ثيو بوكير أن “الكرة اللبنانية افضل بكثير مما يعتقده اللبنانيون، وأن هذا الأمر قد تحول الى واقع علني” .. اما قائد اللبناني رضا عنتر المحترف مع شاندونغ ليونينغ الصيني، فقال إن الحكم السعودي خليل الغامدي ظلمه بالبطاقة الصفراء التي ستبعده عن اللقاء المقبل ضد الإمارات في 29 فبراير. سوار أخضر سر النجاح ومن طرائف الانتصارات اللبنانية، سوار جلدي أخضر اللون وضعه مدرب لبنان بوكير قبل توليه مهمته وهو سيبقيه في معصمه لغاية “اهترائه” أو خروج “منتخب الارز” من سباق التأهل الى كأس العالم 2014 .. وقال بوكير يوم أمس الاربعاء إن “أحد الاشخاص اللبنانيين-البرازيليين ويدعى فؤاد، كان يقوم بتصوير فيلم وثائقي عني وعن المنتخب اللبناني، منح 13 سواراً جلديا لي وللاعبي المنتخب لجلب الحظ لنا” .. وأضاف المدرب: “لا مانع من بعض الحظ الإضافي لنا بالإضافة إلى نتائجنا الجيدة على أرض الملعب، ولن أنزع السوار عن يدي إلا بحال اهترائه أو خروجنا من سباق التأهل. ارتديه ليلا ونهاراً”.