فاز فيلم «حبيبي رأسك خربان» للمخرجة اللبنانية الأصل سوزان يوسف بجائزة المهر الذهبي للأفلام العربية، في ختام الدورة الثامنة من مهرجان دبي السينمائي الدولي الأربعاء 14 ديسمبر/كانون الأول، فضلاً عن جائزة النقاد الدوليين للفيلم الروائي وجائزة المونتاج وجائزة أفضل ممثلة. وقالت المخرجة، التي ذرفت دموع الفرح عند تسلمها الجائزة، إنها قامت بالمونتاج بنفسها في بيتها وعلى جهاز الكمبيوتر الشخصي الصغير. والفيلم الذي هو التجربة الإخراجية الطويلة الأولى للمخرجة، موضوع حب مستحيل في غزة، وينطوي على صدق كبير في المعالجة وطريقة طرح جريئة متقدمة وبسيطة في آن واحد. ويتناول الفيلم قصة حب استعارت أشعار قيس وجنونه بليلى، لتركب في غزة اليوم قصة مشابهة بين قيس وليلى جديدين يخوضان مهمة تحقيق حبهما المستحيلة. ففي غزة المحاصرة بالتطرف والاحتلال، تعمد «ليلى» إلى مواجهة أبيها وأخيها ومحيطها بواقعها، لتتوازى مقاومتها للاحتلال ورفضها للتعاون معه مع رفضها لكل ما يفرض عليها في حياتها الاجتماعية، لكن وفي كلا الجانبين يبدو الرجل أقرب إلى التخلي والقبول بالأمر الواقع. وحازت ميساء عبدالهادي عن دورها في هذا الفيلم جائزة أفضل ممثلة، بعد وقفتها الأولى أمام الكاميرا. وفي أعقاب فوزها قالت المخرجة - «حين حصلت على جائزة المونتاج كنت مسرورة جدا.. لكن أعطوني أكثر من جائزة وهذا مفرح جدا لي لأن إمكانياتي كانت ضئيلة جدا، ولم يكن لدي قدرة حتى على طبع (دي في دي) من نوعية محترمة مثل البلو راي». وأضافت المخرجة أن «حصول الفيلم على هذه الجوائز يسلط ضوءًا عليه ويمكن أن يوزع في كل العالم.. لولا مساعدة الناس وحبهم الكبير لي ولعملي لما أنجزت الفيلم». ولا تخفي المخرجة، المولودة في الولاياتالمتحدة من أب لبناني وأم سورية، والتي درست السينما في تكساس، أنها عاشت هي نفسها قصة حب في غزة دفعتها لإنجاز هذا الفيلم المبني في قسم منه على تجربتها الشخصية. ومنح فيلم الأردني من أصل فلسطيني يحيى العبدالله الذي حمل عنوان «الجمعة الأخيرة» جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي، إضافة إلى جائزة أفضل موسيقى وضعها للفيلم الإخوة جبران. كذلك حصل علي سليمان الذي أدى في الفيلم دور الأب العائد، على جائزة أفضل ممثل في مسابقة المهر العربي للروائي. ويروي الفيلم قصة فلسطيني عائد إلى الأردن بعد حرب الخليج الأولى وصعوبة الارتقاء الاقتصادي في المجتمع الأردني بعد العودة. وعلق يحيى العبد الله على الفوز بالقول «هذه الجائزة تأتي تتويجًا لست سنوات من العمل في تطوير السيناريو والعمل على الفيلم، وأهديه لعلي سليمان الذي أدى دورًا رائعًا، والذي يصور الآن مع زياد الدويري في فيلمه الجديد». أما عن جائزة لجنة التحكيم، فقال «إنها جائزة يتمنى كل مخرج أن يأخذها، وهذا يبرز القيمة الفنية للفيلم ويعطيني ثقةً أكثر وقدرةً على الاستمرار في هذا المجال». وحصل المغربي حكيم بلعباس عن فيلمه «شي رايح شي غادي» على جائزة أفضل سيناريو، كما حصل الفيلم على جائزة أفضل تصوير. وفي فئة الأفلام الوثائقية، فاز فيلم «الكرنتينا، القطاع صفر» للبناني نديم مشلاوي، بجائزة المهر لأفضل فيلم وثائقي، ويتناول الفيلم تاريخ منطقة الكرنتينا وحاضرها، من خلال معالجة تختزل البلد في هذا المكان المتروك المهمل. وعقب نديم مشلاوي على فوزه بالقول «هذه أول مرة أكون في مهرجان وهذا أول فيلم لي وأنا مسرور جدًّا بالفوز، وجميل أنهم قرروا منح الجائزة لفيلم ليس له علاقة بالثورات العربية». وأضاف المخرج «المنطقة التي صورت فيها لها علاقة بفكرة الناس المعزولين الذين يعيشون على الهامش، وحين تعرفت على الناس في الكرنتينا أغرمت بفكرة الفيلم». وحازت نجوم الغانم عن فيلمها «أمل» جائزة أفضل فيلم إماراتي، وقالت إن «الجائزة اليوم هي عبء جديد على الرغم من أنها فرحة أخرى، ولكنها تجعلني في منتهى الرعب من حكم الآخرين على أعمالي في المستقبل». ويخطو الفيلم الوثائقي الرابع للشاعرة والمخرجة الإماراتية خطوة إضافية باتجاه معاينة صورة المجتمع الإماراتي من داخله، عبر «بورتريه» جديد يقترب أكثر من الواقع الحديث للإمارات التي احتفلت قبل أيام بالعيد الأربعين على اتحادها. وسلطت نجوم الغانم كاميرتها على اغتراب فنانة سورية عاشت في الإمارات وتحولت إلى أسيرة للوظيفة. والفيلم عبارة عن وثيقة بصرية عن الممثلة السورية أمل حويجة المعروفة في مجال المسرح، والتي قدَّمت أعمالاً قليلةً للتلفزيون، وارتبطت بوجدان كثيرين من العرب من خلال المسلسلات الكرتونية.