صناعة التغيير تبدأ من هنا من الجامعات على اعتبار أن التعليم الجامعي ينمي البُنى المعرفية والمهاراتية لدى كل من يلتحق به...لكن ما نلاحظه اليوم في مؤسساتنا الجامعية شيء يحز في النفس..فهناك أموال وميزانيات يتم تبديدها في هذه الصروح التعليمية الشامخة في قضايا لا تمت للعملية التعليمية والأكاديمية بصلة وهناك اليوم مخرجات لا تتناسب مع سوق العمل المحلي وغير المحلي مما زاد الطين بلة وتكدس الخريجون بالآلاف لترتفع نسبة البطالة إلى أرقام مخيفة طبعا هذا غيض من فيظ ربما نحتاج إلى بحث واسع إذا ما أردنا الحديث بعمق حول موضوعات كهذه. ليس المهم ما مًر ولكن ما سيأتي هكذا تقول إحدى الأغاني اليمنية ولفنان يمني مشهور أيضا.. صحيح أن الحاضر والمستقبل ما هو إلا امتداد للماضي لكن في موضوع التخطيط الاستراتيجي لا ينطبق ذلك.. فالتخطيط الاستراتيجي صالح لكل زمان ومكان وحيث ما توفرت متطلبات تطبيقه يتم تطبيقه. إن تطبيق التخطيط الاستراتيجي في جامعاتنا اليمنية بالتأكيد سيعمل على تنمية قدرات ومهارات المديرين ويزيد من فاعليتهم وتحفيزهم نحو تحقيق أفضل النتائج. إن وجود رؤية ورسالة وقيم وأهداف استراتيجية للجامعات تم وضعها بمشاركة الجميع يمثل بحد ذاته تطويرا للإدارة الجامعية في تحقيق أهدافها فالمدير وعضو هيئة التدريس والطالب وكل العاملين سيضعون تلك الرؤية نصب أعينهم وسيعمل الجميع على تحقيقها لأنها نابعة من ذواتهم وتعبر عن ما يجيش في أعماقهم من طموحات وتطلعات ليروها تتحقق على أرض الواقع. إننا اليوم نعيش في عالم مادي بحت...عالم مليء بكل التناقضات.. عالم يسود فيه القوي على الضعيف...عالم كله تطور- نماء- ثورة معرفية معلوماتية.. وأمام هذه التحديات الجسيمة فنحن بحاجة ماسة إلى قيادات(مديرين) تواكب هذه التغيرات والتطورات المتلاحقة في عصرنا الحالي وهذا لن يتأتى إلا بتطبيق التخطيط الاستراتيجي باعتباره الحل السحري لمثل هكذا تحديات. *باحث في التخطيط الاستراتيجي - رئيس الجمعية الخيرية للعمل الطوعي بتعز