تنزيه المنبر من التجريح والشتم والتشهير ووجوب النصح المتزن القائم على (ادفع بالتي هي أحسن) ضرورة يؤكدها كثير من رجال الدين والخطباء وأئمة المساجد .. مؤكدين وجوب الحفاظ على الوحدة الوطنية من قبل كافة شرائح المجتمع كواجب شرعي ووطني لا مناص منه وإن التقصير في الحفاظ عليها يعتبر خيانة للأمانة التي استدعى الله عزوجل الأمة عليها. كما دعوا في أحاديثهم ل (الجمهورية) كافة الأطراف السياسية التعامل بإيجابية مع المبادرة الخليجية وتنفيذ آلياتها حفاظا على أمن واستقرار الوطن وحثوا كافة شرائح المجتمع، وخصوصا الشباب إلى الالتفاف حول المبادرة والمساهمة في إنجاحها وتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه الإيقاع بين أبناء الوطن الواحد داعين الجميع إلى التفاعل مع حكومة الوفاق الوطني ومساندتها والدعوة لها بالتوفيق والسداد لما فيه مصلحة العباد والبلاد. يؤكد حمود عباد وزير الأوقاف والإرشاد أهمية دورا لعلماء و خطباء المساجد والمرشدين في تعزيز الوعي لدى المجتمع ونشر مبادئ وقيم الإسلام السمحة؛ لأن حاجة الأمة أصبحت ملحة، لا سيما في هذه الفترة - إلى تعزيز قيم الانتماء والولاء الوطني والابتعاد عن كل ما من شأنه بث روح الفرقة في أوساط المجتمع ولابد من استشعار الخطباء لمسؤولياتهم في توحيد الصف وتجميع الكلمة ونشر ثقافة المحبة والإخاء والتسامح ونبذ ثقافة الحقد والكراهية والتعصب بكل أشكاله في أوساط المجتمع؛ نظراً لأهمية الخطاب الديني وعظم رسالة المسجد وتأثيرها على شخصية الإنسان المسلم، ولابد أن يكون للخطباء الدور الجوهري في القضاء على أنواع الاختلاف في مصافي الائتلاف باعتبار أن خطيب الجامع هو الخطيب الذي يسعى للجمع والتوحد، بعيدا عن التفرقة والاختلاف. تعميق المحبة والسلام والتسامح ودعا الدكتور عبد الله أبو حية نائب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية علماء الأمة و الخطباء والمرشدين إلى ضرورة الاستشعار بمسئولياتهم الكبرى في توحيد المجتمع إلى ما يجمع كلمته ويوحد صفه بعيدا عن التعصب والغلو والتطرف بمختلف أشكاله مؤكدا أن ديننا الإسلامي لا صلة له بما يسمى بالإرهاب والتطرف والغلو وإلحاق الضرر بالآخرين والتدمير والإفساد والتخريب وإحداث الفتن , لذا أدعوهم إلى توعية المجتمع بأهمية المبادرة الخليجية وحث كافة شرائح المجتمع بالتعاون مع حكومة الوفاق الوطني واللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار لما من شأنه الانتقال بالوطن إلى مناخات الأمن والاستقرار والبناء والتنمية وإعادة إعمار ما خرب ودمر في الأشهر الماضية. تطوير رسالة المسجد بينما يشدد الدكتور محمد سعد نجاد، على الخطيب والمرشد أن يعزز من قيم الأخوة والترابط ونبذ الفرقة وأيضاً التحذير من الفتن ومن الغلو والتطرف والتحذير من العصبية والحزبية ومن المناطقية و السلالية التي كلها تؤدي إلى تمزيق وحدة الأمة ووحدة الصف وبالتالي على الخطيب أن يتنبه لمثل هذه المسائل، وأن يدعو إلى الوفاق وإلى نبذ العنف وأن يدعو إلى مزيد من الترابط بين أبناء المجتمع اليمني الواحد وأكد أن المنبر مسئولية وهو منبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأن على من يعتلي هذا المنبر أن يستحضر هيبة المكان الذي يعتليه وبالتالي يجب أن يكون شجاعا مع الحق وأن لا يخاف في الله لومة لائم. أداة إصلاح في المجتمع من جانبه قال الشيخ رزق عبادي شائع إمام وخطيب جامع الصالح : إن أهمية الخطيب تكمن في الأمانة التي على عاتقه والمسئولية التي يتحملها فكونه من حملة كتاب الله وممن تحمل عبء هذه الدعوة إلى الله عز وجل وممن يرتقون المنابر فإنه يعول عليه أن يكون أداة إصلاح في المجتمع ولشرائح المجتمع بلا استثناء، هذه الحقيقة تنطلق من قول الله عز وجل ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني)) وكذلك في قول النبي صلى الله عليه وسلم (من دعا إلى هدى كان له مثل أجور من تبعهم لا ينقص من أجرهم شيء ) وبالمقابل من دعا إلى ضلالة كان له من الوزر مثل أوزار الذين يتبعونه دون أن ينقص من آثامهم شيء..، ونحن والحمد لله شعب مسلم، وعلى أعناق الخطباء واعتلاء المنابر أمانة عظيمة ومسئولية بين يدي الله عز وجل في الدنيا والآخرة أن يوجهوا الناس لما فيه صلاح البلاد والعباد في دينهم ودنياهم وأولاهم وأخراهم. وأضاف: الآن شكلت حكومة الوفاق الوطني وواجب الخطباء والدعاة أن يدعوا الناس إلى مثل هذه الأمور وأن يحاولوا إنجاحها من خلال المنبر، ونحن في مجتمع أكثر قابلية لأحاديث الخطباء فواجبهم التركيز على مثل هذه النقطة بأن يصلحوا ويدعوا الناس إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف وإلى نبذ الكراهية والحقد والحسد والغل وإلى غير ذلك من الأمور التي نهى عنها الشرع ونهى عنها الله عز وجل ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يحثوا الناس على الأمور التي دعا إليها الله ورسوله ((وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)) فالخطيب يجب أن يكون رحمة لجميع شرائح المجتمع وللحاكم والمحكوم ويكون رحمة بأن يجمع ولا يفرق، يوحد الصف ولا يشتت الشمل؛ لأن الملاحظ في المجتمع الذي نعيشه تحول عدد كبير منهم إلى نقمة وعذاب على من حولهم وبدلاً من أن يدعوا إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف بدأوا يدعون إلى سفك الدماء وإلى القتال والتناحر والعداء والبغض، فنحن نريد أن نعيد للخطيب وظيفته الحقيقية وهي الدعوة إلى القرآن وإلى السنة وإلى طاعة ولاة الأمر وإلى جمع الكلمة وتوحيد الصف وإلى نبذ الكراهية والحقد وغيرها من الأمور، كذلك وظفت المنابر في غير وظيفتها التي أعطاها الإسلام حقها والتي وجدت هذه المنابر من أجلها فنريد كذلك أن نعيد لهذا المنبر حقيقته وأهميته وهو أن يكون عنصر إصلاح للمجتمع وأن يكون من أكبر العوامل التي تنجح وتخرج الناس من الفتن ومن الأزمات. جمع الكلمة وتوحيد الصف ويؤكد الشيخ عادل الرازقي خطيب جامع الرحمة بأمانة العاصمة أن الخطباء يتحملون مسئولية عظيمة وعليهم يقع دور كبير في الدعوة إلى الخير والمحبة والإخاء والى الوسطية والاعتدال وأن يبينوا للناس الحق، ويجنبوا منابر بيوت الله من الحزبية وأن تكون دعوتهم الألفة والمحبة والتسامح. ويقول الشيخ إسماعيل محمد الفران خطيب جامع الطبري بالعاصمة صنعاء: إن دور الخطباء منذ بداية الإسلام جليل وعظيم فالخطباء أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم ودعاة المسلمين بأن «بشروا ولا تنفروا ويسروا ولا تعسروا» والله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه (( ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة )) فواجب الخطباء أن يحاولوا لم شعث الأمة بعد تفرقها في الفترة الماضية وأن يحاولوا نزع الأحقاد والغل والضغينة والحسد من قلوب المسلمين على بعضهم البعض فالكل في يمن الإيمان والحكمة والحمد لله مسلمون، فواجب على الخطباء أن يعظوا الناس وأن يعلموهم تصفية قلوبهم لقول الله سبحانه وتعالى (( إنما المؤمنون إخوة)) فيؤاخوا بين المسلمين ويحثوا على التراحم. - الحاجة إلى الأمن والاستقرار أما الشيخ شهاب الدين المحمدي خطيب جامع عمر بن عبد العزيز قال: نسأل الله أن تكلل جهود حكومة الوفاق الوطني بالنجاح وأن تعمل بروح الفريق الواحد وجميعنا مطالبون بالوقوف إلى جانب هذه الحكومة وأن نعينها على القيام بمسئولياتها وأن ندعو إلى جمع الكلمة ووحدة الصف وتجاوز كل الخلافات. وأضاف: ما أحوجنا في هذه المرحلة التي يمر بها وطننا العزيز بمحنة حقيقية إلى أن نتحاور لا أن نتنافر وما أحوجنا إلى الأمن والاستقرار والسكينة العامة وما أحوجنا إلى أن نبني وطننا ونضحي بكل غال ونفيس من أجله.